تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
هو العيدُ يأتي ليسَ كما الاعيادُ... عيدٌ يحملُ كلَّ اوجاعِ العالمِ... عيدٌ ينقلُ احزانَ عامٍ وعامينِ وثلاثةِ اعوامٍ ، الى العامِ المقبلِ من دونِ علاجاتٍ جذريَّةٍ ولا حلولٍ للازماتِ ولا حتى مشاريعَ حلولٍ...
سيلهو الاطفالُ بما تيسَّرَ لهمْ من العابٍ تُشبهُ الالعابَ، ومن "ورثةِ" ثيابٍ رثَّةٍ عن إخوتهمْ واقاربهمْ.. وستكتفي العائلاتُ بتدبيرِ شؤونها وشجونها.
ليلةُ العيدِ ويومُ العيدِ بما تيسَّرَ في المعجنِ والمطبخِ والبرادِ الذي تحوَّلَ الى خزانةٍ قديمةٍ للعرضِ..
كمْ صارتْ حزينةً ايامنا وكمْ صارتْ الاعيادُ اعباءً علينا، بعدما كانتْ مناسباتٍ للفرحِ والهدايا والعطاءِ والمحبةِ... سحبوا منا فرحةَ العيدِ حتى،
بعدما صادروا اموالنا وصحتنا واستقرارنا وما تبقَّى من احلامِ مستقبلنا.
والأنكى أن لا املَ بغدٍ افضلَ،
طالما ان من يُصادرُ قرارنا لا زالَ يُمسكُ بكلِّ ادواتِ الرعبِ والابتزازِ، ترهيباً واغراءً لمنعنا من الحريةِ ومن إستعادةِ القرارِ..
***
هلْ نُصدِّقُ او تُصدِّقونَ أننا في دولةٍ سيِّدةٍ وحرَّةٍ ومستقلَّةٍ،
طالما أن مَنْ يُديرونَ شؤونَ تفليستنا ينتظرونَ اموالَ صندوقِ النقدِ الدوليِّ ليُطعمونا...
واموال البنكِ الدوليِّ ليؤمِّنوا لنا القمحَ والكهرباءَ ، واجتماعَ الدولِ من المحيطِ الى المحيطِ،
ليختاروا لنا رئيساً، وهبَّاتِ الدولِ الشقيقةِ لاطعامِ جيشنا وايواءِ نازحينا ومساجيننا..
ايَّةُ اعيادٍ يمضيها اللبنانيونَ الذينَ ملأوا الشوارعَ زحمةً على الطرقاتِ، وكأنهمْ يذهبونَ الى لا مكانٍ؟
***
سيأتي بعضُ المغتربينَ ليتكفَّلوا بمصاريفِ الاعيادِ لعائلاتهمْ وباشتراكاتِ المولِّداتِ وبعضِ اقساطِ الضمانِ، وببعضِ المالِ،
للايامِ الصعبةِ المقبلةِ مع دولارٍ سيصلُ اوائلَ العامِ الى اكثرَ من خمسينَ الفاً وسطَ هذا الكمِّ من المضارباتِ، هذا إذا لم يحلِّقْ اكثرَ مع بدايةِ شباط.
وكانَ المغتربونَ الآتونَ الى اهلهمْ يعوِّلونَ على كم ساعةِ كهرباءٍ بدلَ ضجيجِ المولِّداتِ، وتقشفِ الساعاتِ،
فإذا ببواخرِ الفيول تنتظرُ في عرضِ البحرِ لأنَ مصرفَ لبنانَ لمْ يوقِّعْ كفالةَ فتحِ الاعتمادِ،
وها هو التقنينُ يزدادُ ليُمضي اللبنانيونَ احلى ساعاتِ الاعيادِ على ضوءِ الشموعِ في اجواءٍ لا تخلو من رومانسيةِ الميلادِ،
وتُذكِّرُ بالايامِ الخوالي حيثُ الناسُ كانتْ على البركةِ، والاعيادُ زيتونٌ وخبزٌ والبانٌ واجبانٌ وبعضُ قطعِ اللحمِ والدبسِ على ضوءِ قناديلِ الكازِ.
***
هلْ يقولُ اللبنانيونَ رزق الله؟
في الثلاثيناتِ والاربعيناتِ كانت احوالنا احسنَ من اليومِ...
ها هو البلدً تتفاقمُ ازماتهُ بعدَ اكثرِ من مئةِ عامٍ، من سياسيةٍ وسطَ ضياعِ الرئاساتِ والتشريعِ والصلاحياتِ الى امنيةٍ الى اقتصاديةٍ واجتماعيةٍ وقضائيةٍ..
وكانَ ينقصنا التوتُّرُ والسجالاتُ حولَ ترقياتِ العسكرِ وحولَ تسريحِ الضباطِ او عدمهِ ليكتملَ "النقلُ بالزعرور"، كما يُقالُ،
ولنلتهي بتفاصيلِ إنهياراتِ الدولةِ بالقطعةِ وبالجملةِ...
بلدٌ يُعيِّدُ على الشموعِ وقناديلِ الكازِ، هلْ هناكَ احلى من إستعادةِ الزمنِ الجميلِ؟