تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
العالمُ مشغولٌ بالمونديال في قطر، ونحنُ في وحولِ اخبارنا الحزينةِ وإنهياراتِنا الداخليةِ...
اخبارُ السرقاتِ التي تعمُّ البلادَ وتَكثرُ يوماً بعدَ يومٍ، تفتحُ السؤالَ الكبيرَ عمَّا إذا كانَ اللبنانيونَ دخلوا في مرحلةِ الفوضى الاجتماعيةِ و"حارة كل مين ايدو إلو"...
لا يكفي التفتيشُ عن آلياتٍ لضبطِ الوضعِ الامنيِّ من خلالِ نشرِ الامنِ الذاتيِّ في المناطقِ، بل يقتضي الامرُ معالجةً جذريةً،
تقومُ على إعادةِ ترتيبِ الوضعِ النقديِّ والماليِّ والاقتصاديِّ، والمنتظرِ بدورهِ قراراتٍ سياسيةً ورئاسةَ جمهوريةٍ وحكومةً وخططاً جدِّيةً لا خططاً في الهواءِ لنْ تزيدَ الامورَ إلاَّ تفاقماً...
في اسبوعٍ واحدٍ سرقتانِ نوعيتانِ:
الاولى سرقةُ مليونٍ وخمسينَ الفَ دولارٍ من احدِ المنازلِ،
والثانيةُ سرقةً كابلاتِ الكهرباءِ الحديديةِ في جبيل، مما اغرقَ المنطقةَ لساعاتٍ في عتمةٍ شاملةٍ.
الاولى تؤشِّرُ لإنعدامِ ثقةِ الناسِ بالمصارفِ وبالنظام المنهارِ، والثانيةُ توشِّرُ لحاجةِ الناسِ لتسييلِ الحديدِ وبيعهِ من اجلِ الخبزِ والدواءِ والطبابةِ..
***
هذا ما اوصلتنا اليهِ هذهِ المنظومةُ الفاسدةُ التي تتابعُ الضحكَ على الناسِ وإضاعةَ اوقاتهمْ...
وها هو "النجيبُ" بدلَ ان ينكبَّ ليلاً نهاراً على العملِ لمتابعةِ شؤونِ الناسِ الحياتيةِ ما دامَ انهُ ارتضى عدمَ تشكيلِ حكومةٍ عن سابقِ تصوُّرٍ وتصميمٍ والاكتفاءِ بتصريفِ الاعمالِ،
ها هو في سفرةٍ جديدةٍ، وهذهِ المرَّةُ لافتتاحِ المونديال في قطر، هلْ هناكَ إستخفافٌ اكثرُ من هذا الاستخفافِ؟
زيارةٌ ليلتقطَ لهُ صورةً عائليةً جديدةً يضمها الى البومِ الصورِ العائليةِ للتاريخِ، لعلَّهُ من خلالِ الصورِ يُكرِّسُ زعامةً غيرَ موجودةٍ اساساً.
***
اما في بيروتَ ففولكلورٌ في مناقشةِ مشاريعِ القوانينِ وآخرها الكابيتال كونترول وسطَ زحمةِ اعتصاماتٍ للمودعينَ والمهنِ الحرَّةِ احتجاجاً على مشروعِ قانونٍ صارَ ممجوجاً، وقد يُولدُ هجيناً من اللجانِ ولن يبصرَ النورَ في مجلسِ النوابِ قبلَ انتخابِ رئيسٍ وتشكيلِ حكومةٍ...
وعليهِ، يوماً بعدَ يومٍ تتبخَّرُ اموالُ المودعينَ، فلماذا إضاعةُ الوقتِ مثلا في التشريعِ البدائيِّ تحتَ وطأةِ صندوقِ النقدِ ما دامَ كلُّ شيءٍ مُعلَّقاً.
وعلى سيرةِ انتخاباتِ الرئاسةِ تبدو الامورُ وإن كانتْ مقفلةً،
ذاهبةً باتجاهِ ترشيحاتٍ جديدةٍ قد تَظهرُ وتُعلنُ، والبعضُ منها قد يُعيدُ خلطَ الاوراقِ الضائعةِ،
حتى الانَ بينَ باريس وواشنطن والرياض وطهران...إلاَّ بيروتُ التي ستتلقى كلمةَ السرِّ وتخضعُ لها كما كلَّ مرَّةٍ... من قالَ إننا بلدٌ سيِّدٌ وحرٌّ في يومِ الاستقلالِ؟
عفواً نسينا ذكرى الاستقلالِ لبلدٍ بلا رأسٍ!