تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
يَطرحُ ما جرى في مطارِ بيروتَ الدوليِّ مسائلَ عاجلةً وخطيرةً وملحَّةً على صعيدِ سلامةِ الطيرانِ والركابِ والسياحِ إذا جاؤوا، ويضعُ هيبةَ الدولةِ وسيادتها في دائرةِ استفهامٍ...
ما جرى مع شركةِ طيرانِ الشرقِ الاوسطِ من دخولِ رصاصةٍ طائشةٍ من محيطِ المطارِ واختراقها داخلَ الطائرةِ، ماذا لو انهُ جرى مع طائرةٍ اجنبيةٍ استماتتْ الحكوماتُ السابقةُ لإعادةِ استقطابها الى البلادِ؟
وماذا لو انَ احداً اصيبَ من الركابِ اجنبياً كانَ ام لبنانياً، فلِمنْ كنا سنحمِّلُ المسؤوليةَ الجزائيةَ اساساً، وهلْ يعلمُ احدٌ من صاحبِ الكلمةِ في محيطِ مطارِ بيروت،
والاسوأُ ان وزيرَ الداخليةِ بسام مولوي قالَ عبرَ التلفزيون ان مصدرَ الرصاصةِ مخيمُ صبرا ويأتي نتيجةَ اشكالٍ.
يعني احدَ المخيماتِ الفلسطينيةِ التي لا قدرةَ للدولةِ على الدخولِ اليها، ويعني ايضاً إمكانيةَ وقوعِ حادثةٍ مماثلةٍ من جديدٍ ايضاً؟
الاخطرُ انهُ ماذا لو اصيبَ قائدُ الطائرةِ من الزجاجِ الاماميِّ؟ ماذا كانَ حدثَ...؟
هذهِ ليستْ المرَّةُ الاولى ولنْ تكونَ الاخيرةَ خصوصاً إذا اضفنا اليها،
حادثةَ دخولِ سيدةٍ الى داخلِ المطارِ حاملةً مسدساً وشهرتهُ بوجهِ موظفي المطارِ، لأنَ حقيبتها لم تصلْ من باريس منذُ اربعةِ ايامٍ...
فصلٌ آخرُ من فصولِ الامنِ الذاتيِّ وأَخْذِ الحقِّ باليدِ...
فأينَ كانتْ العناصرُ الامنيةُ حتى سمحتْ لسيدةٍ ان تدخلَ بالسلاحِ من دونِ تفتيشٍ، وكمْ حادثةً مماثلةً ممكنُ ان تكونَ حصلتْ من دونِ ان نعرفَ بها؟
أمنٌ ذاتيٌّ في المطارِ،
بعدَ معلوماتٍ عن دخولِ بعضِ مناطقَ بيروتَ عصرَ الامنِ الذاتيِّ عبرَ قيامِ شركاتٍ خاصةٍ بمهامِ البلديةِ من اجلِ تأمينِ الحمايةِ..
***
هذا مسارٌ إذا بدأ فكيفَ وأينَ سينتهي؟
وما دمنا في مطارِ بيروتَ ... الخطرُ الآتي من الطيورِ التي ترفرفُ فوقَ مكبِّ النفاياتِ المستحدثِ قربَ حرمِ المطارِ،
هلْ هناكَ مدينةٌ في العالمِ تَستحدثُ مكباً للنفاياتِ تستقبلُ فيهِ الزوارَ وتودِّعهمْ على حدودِ المطارِ...
يطلبُ وزيرُ الاشغالِ من وزيرِ الداخليةِ السماحَ للصيادينَ اصطيادَ الطيورِ حتى لا تدخلَ الى مُشغِّلاتِ الطائراتِ وتقتلَ الناسَ...
لا حلولَ إلاَّ اصطيادُ الطيورِ.. ووزيرُ الداخليةِ الانسانيُّ يريدُ حلولاً اخرى اكثرَ انسانيةً وغيرَ بدائيةٍ..
أينَ نعيشُ ومع مَنْ نعيشُ؟
هذهِ نماذجُ عن دولةٍ تعيشُ بالصدفةِ، وعن مؤسساتٍ تُدارُ بالصدفةِ وبالعياري..
الأخطرُ أننا لا نزالُ نبحثُ عن مواصفاتِ رئيسِ الدولةِ، وعن فحصِ دمٍ لهُ، فيما سلطةٌ فاسدةٌ سحبتْ حتى الدمَ من عروقِ الناسِ!