تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
أثارت تلميحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، بشأن استعداده لاستخدام السلاح النووي دفاعًا عن بلاده، مخاوف جمّة من مستقبل الصراع مع الغرب، مع تنامي وتيرة التصعيد خلال الأيام الأخيرة.
وحذر بوتن في كلمة دعا فيها إلى تعبئة جزئية في الجيش الروسي "من يحاولون ابتزاز روسيا بالأسلحة النووية من أن الرياح قد تهب باتجاههم".
وقال: "يتم اللجوء أيضا إلى الابتزاز النووي، أود تذكير الذين يقومون بتصريحات كهذه بأن بلادنا تملك أيضا وسائل دمار مختلفة بينها وسائل أكثر تطورا من تلك التي تملكها دول حلف شمال الأطلسي".
وفي وقت سابق من يوم الأربعاء، أمر بوتن بأول تعبئة في روسيا منذ الحرب العالمية الثانية، تقضي باستدعاء 300 ألفًا من قوات الاحتياط للقتال في أوكرانيا في خضم تعزيز أوكرانيا موقعها في الجبهة الشمالية الشرقية وسط هجوم مضاد مستمر باستخدام دبابات روسية استولت عليها، مع تعهد كييف بمزيد من التوغل في الأراضي التي تسيطر عليها موسكو.
رهان على الردع
واعتبر المحلل في مركز تشاتهام هاوس البريطاني للأبحاث، ماتيو بوليغ، أن التلويح باستخدام السلاح النووي يهدف إلى ردع الغرب "لكن في حال أراد الخصم مواصلة القتال، يمكن استخدامه بشكل أكثر صراحة".
وأشار إلى أن "السلاح الكيميائي لن يغير شكل الحرب، لكن سلاحا نوويا تكتيكيا من شأنه أن يدمّر مدينة أوكرانية، إنه أمر غير مرجّح لكنه ليس مستحيلا وفي حال حصل فإنه سينسف فرضية ردع نووي عمرها 70 عاما".
قدرات هائلة
بدوره، أوضح الباحث المتخصص في الشؤون العسكرية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، محمد منصور، في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، أن تلويح موسكو باستخدام الأسلحة النووية يأتي في إطار محاولتها تحويل النزاع في أوكرانيا إلى "حرب وطنية"، وهو ما يتضمن التعبئة الجزئية لقوات الاحتياط، وتسريع عملية انضمام إقليم دونباس إلى روسيا.
وقال منصور إنه بشكل عام تمتلك موسكو قوة نووية متفوقة، وسبق أن رفعت أواخر فبراير الماضي، جاهزية قوة الردع النووية الخاصة بها، والتي تشمل سلاح الصواريخ الاستراتيجية بجميع أنواعها، سواء التي يتم إطلاقها من صوامع ثابتة، أو منصات ذاتية الحركة، أو على متن الغواصات، بجانب المنظومات الصاروخية المتوسطة وقصيرة المدى التي يتم إطلاقها من منصات جوية او بحرية.
تمتلك موسكو حسب أحدث التقديرات 4.477 رأسًا نوووياً، منها 1500 كانت في طور التجهيز لإتلافها، و2889 رأسًا نوويًا مخزنا، و1588 رأسًا نوويًا موضوعا في المناوبة القتالية الفعلية.
وتنقسم القدرات الروسية إلى ثلاثة أقسام؛ الصواريخ العابرة للقارات المطلقة من صوامع ثابتة أو منصات ذاتية الحركة،و الصواريخ يمكن إطلاقها من على متن الغواصات الإستراتيجية، ثم الصواريخ الجوالة التي يمكن إطلاقها من القاذفات الاستراتيجية.
ولفت محلل الشؤون العسكرية أن روسيا تمتلك حالياً 5 أنواع من الصواريخ العابرة للقارات، ضمن المناوبة القتالية لأفواج الصواريخ الاستراتيجية الموجودة في الخدمة حالياً، بإجمالي 1185 رأسًا نووياً مخصص لهذه الصواريخ، تخدم ضمن 3 جيوش صاروخية أساسية، بمجموع 12 فرقة صاروخية، تتألف من 40 فوج صاروخي.
صواريخ عابرة للقارات
• صاروخ "SS-29/Yars": في الخدمة منذ عام 2010، مزود بثلاث رؤوس حربية منفصلة مزودة بتقنية "إعادة الدخول"، وإمكانية توجيه كل منها بشكل منفصل نحو أهداف مختلفة، وتمتلك روسيا 153 منصة إطلاق ذاتية الحركة مخصصة له، بجانب 20 صومعة إطلاق تحت أرضية، ويبلغ عدد الرؤوس الحربية النووية مخصصة لهذا النوع من الصواريخ يبلغ 692 رأسًا نووياً.
• صاروخ "SS-19/Stiletto": يعمل في الخدمة الآن الجيل الثالث من هذا الصاروخ منذ عام 1980، ويبلغ مداه الأقصى 10 آلاف كيلومتر، ويعتقد أن هذا الجيل من الصواريخ أصبح خارج الخدمة حالياً، حيث تم تحويل 20 حاوية إطلاق تحت أرضية، لتصبح خاصة بالجيل الرابع والمسمى "أفانجارد".
• صاروخ "SS-18/Satan": دخل الجيل السادس من هذه الصواريخ إلى الخدمة عام 1988، مزود بعشر رؤوس حربية منفصلة مزودة بتقنية "إعادة الدخول"، ويبلغ مداه الأقصى 11.000 كيلو متر، وتمتلك منه موسكو 400 رأس نووي.
• صاروخ "SS-25/Topol": دخل إلى الخدمة عام 1988، يبلغ مداه 11.000 كيلو متر ويبلغ إجمالي الرؤوس النووية الخاصة به تسعة رؤوس، وتخطط روسيا لإخراج ما تبقى منه في الخدمة بحلول نهاية العام الجاري لصالح النسخة الأحدث "Topol-M".
• صاروخ "SS-27/Topol-M": دخل إلى الخدمة عام 1997، وتقدر قوة رأسه النووي بنحو 500 كيلو طن، ويبلغ عدد الرؤوس المتوفرة لهذا النوع 27 رأسًا نووياً.
إمكانيات بحرية وجوية
وتمتلك البحرية الروسية نوعين أساسيين من الصواريخ العابرة للقارات المطلقة من الغواصات، وتُشغل 10 غواصات تعمل بالطاقة النووية مخصصة لإطلاق الصواريخ الباليستية، من فئتين، بواقع خمس غواصات من الفئة "Delta IV"، وخمس من الفئة "Borei-A"، ويمكن لكل غواصة أن تحمل 16 صاروخًا.
وتتركز قوة الغواصات التي تمتلك القدرة على إطلاق هذه الصواريخ في ثلاثة قواعد رئيسية، وتشمل أنواعها:
• R-29RM Shtil: يعمل هذا الصاروخ في الخدمة منذ عام 1986، ويمتلك رأسا حربيا نوويا يضم أربع مركبات إنزلاقية، ويصل مداه إلى 8000 كيلو متر، فيما تمتلك روسيا 320 صاروخًا من هذا النوع.
• RSM-56 Bulava: دخل إلى الخدمة عام 2013، ويحمل رأسًا حربيا نوويا يبلغ 1150 كيلوغرام، وتبلغ قوته نحو 150 كيلو طن، بواقع 480 صاروخًا من هذا النوع.
كما تشغل روسيا نوعين من القاذفات الثقيلة ذات القدرة النووية، الأول هو "توبوليف-160" والثاني "توبوليف-95".
وبالنسبة لسلاح الجو الروسي، فهناك 55 قاذفة من النوع الثاني و13 قاذفة من النوع الأول، ويستطيع النوعان معا حمل الصواريخ الجوالة ذات القدرات النووية AS-15.
وعلى مستوى القاذفات المتوسطة والمقاتلات، تستطيع القاذفات المتوسطة "Tu-22"، والمقاتلات "MIG-31" والقاذفات "SU-24" و"SU-34"، إطلاق عدد من الصواريخ ذات القدرات النووية، من بينها "KH-102"، الذي دخل الخدمة عام 2012، وتبلغ زنة الرأس الحربي الخاصة به 450 كيلوغرام، ويصل مداه إلى 2800 كيلو متر، وتصل قدرة رأسه النووي إلى 250 كيلو طن.
تكتيك روسي
ومع ذلك، يرى الباحث في الشؤون العسكرية أنه على الرغم من التلويح الروسي باستخدام الأسلحة النووية، لكن هذا لا يعني بالضرورة أنها قد تستخدم رؤوسا نووية ثقيلة أو عبر صواريخ عابرة للقارات، وهنا يمكن الحديث عن استخدام الأسلحة "النووية التكتيكية".
ويشمل ذلك بعض أنواع المدفعية الثقيلة والصواريخ الجوالة، التي تمتلك القدرة على حمل "شحنات نووية محدودة"، وقد تم استخدام بعض هذه الأنواع بالفعل في أوكرانيا، لكن لإطلاق ذخائر تقليدية، منها مثلا المدفعية الثقيلة ذاتية الحركة من عيار 203 ملم "مالكا".