تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
اتى التخبُّطُ الذي يرافقُ اداءَ نائبي رئيسي مجلسِ النوابِ والحكومةِ الياس ابو صعب وسعادة الشامي، وطريقةِ مقاربتهما للملفَّاتِ والفوضى التي يزرعانها إينما حلاَّ،
ليفتحَ جُرحاً كبيراً حولَ شرعيةِ التمثيلِ الاورثوذكسيِّ في المجلسِ النيابيِّ وفي الحكومةِ،
وحولَ الفراغِ المدوِّي الموجودِ رغمَ الضجَّةِ الفولكلوريةِ والاعلامِ الفضفاضِ...
منذُ اللحظةِ التي غادرَ فيها دولةُ الرئيس عصام فارس لبنانَ في 2005 احتجاجاً على قانونِ الانتخابِ وطريقةِ مقاربةِ الملفَّاتِ،
يشعرُ المتابعُ ان ثمَّةَ فراغاً كبيراً تركهُ إنسحابُ هذا الرجلِ الانسانِ عن المسرحِ العملانيِّ للسياسةِ في لبنانَ..
هلْ لاحدٍ ان ينسى "الشغبُ" الذي كانَ يُحدثهُ هذا العصاميُّ في جلساتِ مجلسِ الوزراءِ دفاعاً عن حقوقِ الدولةِ وعن حقوقِ الناسِ؟
كم مرَّةٍ خاصمَ كُثراً من اصدقائهِ في البلادِ، من اجلِ حقوقِ الدولةِ ومرافقها ومؤسساتها وعائداتها؟
مَنْ منَّا لا يتذكَّرُ إنجازاتِ اللجانِ الوزاريةِ التي كانَ يترأسها "الفارسُ" العصاميُّ وينجزُ مشاريعَ القوانينِ وتُصدَّقُ في الحكومةِ،
وفي المجلسِ النيابيِّ، كما تردُ منهُ ومنها، على سبيلِ الذكرِ لا الحصرِ مكافحةُ تبييضِ الاموالِ والايجاراتِ وغيرها وغيرها...
هلْ لاحدٍ ان ينسى لهذا الرجلِ الانسانِ افضالهُ على موقعِ نيابةِ رئاسةِ الحكومةِ الذي حوَّلهُ الى مؤسسةٍ رغمَ الحروبِ ضدَّهُ وفتحَ مكاتبهُ الخاصةَ للموقعِ عندما اقفلتْ في وجههِ مكاتبُ السرايا لحساباتٍ طائفيةٍ ومذهبيةٍ..
ومع ذلكَ تابعَ النضالَ والحركةَ وأرسى لموقعِ نيابةِ رئاسةِ الحكومةِ مكانةً رفيعةً في القرارِ من بيروتَ الى نيويورك، حيثُ حملَ كلمةَ لبنانَ الى الاممِ المتحدةِ.
***
عندما تعودُ الى ارشيفِ الصورِ الخاصِ بالانوارِ وبارشيفِ "دارِ الصيادِ"،
وتستعرضُ محطاتِ انجازاتِ هذا الرجلِ لعكارَ وللناسِ وللمرضى وللطلابِ وللجامعاتِ وللمستشفياتِ ولمؤسساتِ الدولةِ،
وعندما تستعرضُ لقاءاتهِ مع زعماءِ العالمِ وقياداتهِ الزمنيةِ والروحيةِ، تُدركُ الفراغَ الذي يتركهُ إنسحابُ هذا الكبيرِ من العملِ السياسيِّ، رغمَ متابعتهِ الدقيقةِ لهُ ونصائحهِ اليوميةِ...
***
اليومَ يتخبَّطُ سعادة الشامي في خططِ التفاوضِ مع صندوقِ النقدِ الدوليِّ وحتى الساعةَ لا نعرفُ الى أينَ يأخذُ البلادَ،
وهو الآتي من العدمِ،
اما نائبُ رئيسِ مجلسِ النوابِ فحدِّثْ ولا حرجْ، عن تردُّدٍ وتخبُّطٍ يرافقُ حركتهُ رغمَ دماثةِ لطفهِ...
تخبُّطٌ يبدأُ بقرارِ خوضهِ الانتخاباتِ مروراً بدورهِ الغامضِ مع الوسيطِ الاميركيِّ آموس وصولاً الى عملٍ استعراضيٍّ يقومُ به في المجلسِ النيابيِّ، باستشارةِ خبراءَ واختصاصيينَ:
استعراضٌ ادى بعدَ شهرينِ الى تطييرِ الكابيتال كونترول الى غيرِ رجعةٍ.
في الزمنِ الرديءِ والصَّعبِ.. نحنُّ الى كبارٍ تركوا بصمةً في علمِ الادارةِ والبركةِ والخيرِ والانسانيةِ..
عصام فارس لو كانَ في لبنانَ. ماذا كانَ فعلَ؟