تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
ينتهي آب، ويحلُّ ايلولُ هذا الاسبوعَ:
شهرُ الاستحقاقاتِ الكبرى، والتحدياتِ الاساسيةِ في جمهوريةٍ منحلَّةٍ ودولةٍ فاشلةٍ...
يغادرُ المغتربونَ من مطارٍ تنقطعُ عنهُ الكهرباءُ،
التي بدورها ستنطفىءُ نهائياً بعدَ اسبوعينِ من دونِ كلامٍ عن حلٍّ في الأفقِ، إلاَّ زيادةُ التعرفةِ...
ندخلُ هذا الاسبوعَ عملياً في المهلةِ الدستوريةِ لانتخابِ رئيسٍ لجمهوريةٍ، لم يبقَّ منها شيءٌ، وفي نهايةِ عهدٍ سيحكمُ التاريخُ عليهِ..
لكنهُ عهدٌ بالتأكيدِ شهدَ الكثيرَ من النكساتِ والخيباتِ والانهياراتِ الناجمةِ عن إداراتٍ وعهودٍ وسنواتٍ من الفسادِ والمحاصصةِ والسمسراتِ والسرقاتِ..
بالطريقةِ التي يتصرَّفُ فيها ابطالُ المنظومةِ الحاكمةِ، لا شيءَ يوحي أننا ذاهبونَ الى تشكيلِ حكومةٍ، ولا الى انتخابِ رئيسٍ...
ما يقومُ بهِ ابطالُ المنظومةِ الحاكمةِ هو السعيُ لتنظيمِ حصرِ ارثِ ما تبقَّى من جمهوريةٍ،
وإبتلاعِ ما تبقَّى من ودائعِ الناسِ، إن في بيوتهمْ او في مصارفهمْ...
***
الأنكى انهُ في نهايةِ سنةٍ ماليةٍ سيدعو رئيسُ المجلسُ النيابيُّ الى جلسةٍ نيابيةٍ عامةٍ متوقَّعةٍ الاسبوعَ المقبلِ، لاقرارِ موازنةٍ لم يتمُّ فيها حتى الساعةَ التوافقُ على سعرِ الصرفِ فيها، ولا على الدولارِ الجمركيِّ الذي على اساسهِ يُعرفُ حجمُ الوارداتِ الى الدولةِ...
دولةٌ لم يعدْ يدخلُ إليها مع اضرابِ موظفي القطاعِ العامِ،
إلاَّ عائداتُ الجماركِ وعائداتُ الاتصالاتِ التي تمتْ زيادتها بشكلٍ هستيريٍّ،
وفي المقابلِ تراجعتْ خدماتها بشكلٍ هستيريٍّ ايضاً،
ويترافقُ ذلكَ مع اضراباتٍ لموظفي شركتي الخليوي الذينَ يطالبونَ برواتبِ فريش دولار، وفي الوقتِ نفسهِ يحتجُّونَ على ترقياتٍ عشوائيةٍ ومحسوبياتٍ ورواتبَ خياليةٍ تدفعُ للمنتفعينَ..
***
يأتي نائبُ رئيسِ الحكومةِ سعادة الشامي ليطالبَ بتحديدِ الدولارِ الجمركيِّ على اساسِ صيرفةٍ... اي ضعفُ الرقمِ الذي اساساً رفضهُ رئيسُ الجمهوريةِ...
منْ أينَ تأتي مواهبهُ هذا الرقمِ الصدفةِ في المعادلةِ الحكوميةِ؟
وهلْ سألَ احدٌ عن تداعياتِ هذهِ الارقامِ "الطالعة النازلة" على الاقتصادِ وعلى جيوبِ الناسِ...
وفي خضمِ الجنونِ، اجتماعٌ للجانِ المشتركةِ لدراسةِ مشروعِ قانونِ الكابيتال كونترول..
ما هذا الجنونُ؟
كونترول على ماذا؟
هلْ بقيَ كابيتال ليكونَ عليهِ كونترول...؟
وهلْ حُدِّدتْ الخسائرُ وتوزيعها في خطَّةِ تعافٍ حتى يعرفَ الناسُ أينَ ذهبتْ اموالهمْ، ومنْ يتحمَّلُ مسؤوليتها، وعلى ايِّ اساسٍ يُسلِّمونَ رقابهمْ للجنةٍ بصلاحياتٍ واسعةٍ، ولسقفٍ للسحوباتِ الشهريةِ، لا يتعدى الالفَ دولارٍ على سعرِ المنصَّةِ...
جنونٌ وعبثيةٌ يبدأُ بهما ايلولُ، فكيفَ سينتهي؟