تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
اليومَ وبعدَ تأجيلِ اربعةِ ايامٍ، يزورُ الرئيسُ المكلَّفُ ورئيسُ التصريفِ "نجيب IV "، مجلسَ النوابِ حاملاً كما يقولُ تعديلاتٍ جذريةً على خطَّةِ التعافي الماليةِ التي حوَّلتها الى امانةِ السرِّ حكومتهُ المعلَّقةُ في آخرِ جلسةٍ لها...
سيستفيضُ "النجيب IV " بتدويراتهِ وبهلوانياتهِ. ولكنْ قد يكونُ حاملاً للمرةِ الاولى بيديهِ نقاطَ قوةٍ لمصلحتهِ نتيجةَ الخللِ الحاصلِ في جمعيةِ المصارفِ، والذي عبَّرَ عنهُ تعليقُ بنكِ المواردِ عضويتهِ في جمعيةِ مصارفِ لبنانَ.
ماذا فعلتْ عملياً الجمعيةُ عبرَ رئيسِها؟
تقوقعتْ على نفسها، خافتْ من المواجهةِ، غابتْ عن الحواراتِ الاساسيةِ، ولم تعقدْ اجتماعاً واحداً منذُ اشهرٍ للتنسيقِ وللتعاونِ في مواجهةِ اخطرِ ازمةٍ نقديةٍ وماليةٍ ومصرفيةٍ يواجهها لبنانُ والقطاعُ المصرفيُّ.
وحدهُ المصرفيُّ الشابُ المحنَّكُ والجريءُ مروان خير الدين كانَ اولَ المبادرينَ بالانتفاضةِ حفظاً لحقوقِ المودعينَ، وحفظاً للقطاعِ المصرفيِّ وحفظاً للكراماتِ...
فكيفَ يعقلُ كما يقولُ خير الدين لموقع Forbes Middle East المعروفِ والعالميِّ، ان لا تقومَ جمعيةُ المصارفِ بأيِّ خطوةٍ مع الحكومةِ للحفاظِ على حقوقِ المودعينَ؟
وكيفَ يعقلُ ان لا تجتمعَ هذهِ الجمعيةُ اجتماعاً في اشهرٍ في انتقادٍ لاذعٍ للضعفِ لدى الجمعيةِ في التنسيقِ والتعاونِ منذُ بدايةِ الازمةِ في اوكتوبر 2019؟
لعلَّ الشعرةَ التي قصمتْ ظهرَ البعيرِ هي الرسالةُ التي وجهَّها المستشارُ الذي عينتهُ جمعيةُ المصارفِ كارلوس عبادي والذي وجهَ رسالةً الى صندوقِ النقدِ الدوليِّ، واصفاً خطَّةَ الحكومةِ للتعافي الماليِّ بأنها غيرُ دستوريةٍ.
***
يبدو مروان خير الدين ابنُ البيتِ السياسيِّ والمصرفيِّ والعريقِ، كمنْ ينتفضُ لكرامتهِ ولكرامةِ من بقيتْ لهُ كرامةٌ في هذا القطاعِ،
فكيفَ يعقلُ ارسالُ هذهِ الرسالةِ الى صندوقِ النقدِ الدوليِّ، مع كلِّ ما وردَ فيها من دونِ ان يسألَ اعضاءُ الجمعيةِ أيَّ سؤالٍ...
وكيفَ تغيبُ ايُّ خطَّةٍ جدِّيةٍ او مبادرةٍ عن الجمعيةِ لايجادِ حلولٍ او مخارجَ،
وكيفَ لا يمكنُ للجمعيةِ ان تجترحَ رؤيةً اقتصاديةً واستراتيجيةً ماليةً للحفاظِ على المودعينَ والمصارفِ...
لا بل يذهبُ اكثرَ مروان خير الدين وفي جرأةٍ صادمةٍ ليقولَ رداً على سؤالٍ عمَّا إذا كانَ بالامكانِ تجنُّبُ الازمةِ قبلَ حصولها في اوكتوبر 2019 يقولُ:
لم يكنْ لدى جمعيةِ المصارفِ ايُّ خبراءٍ متخصِّصينَ للتعاونِ معهم...
أليستْ هذهِ اكبرَ ادانةٍ للجمعيةِ التي تصرفُ اموالها شمالاً ويميناً على العلاقاتِ العامةِ والاعلامِ والرحلاتِ والحفلاتِ:
ألمْ يكنْ بامكانها التعاونُ مع اخصائيينَ تجنُّباً للازمةِ؟
***
اسوأُ ما يُطرحُ في التداولِ هو الصندوقُ السياديُّ اي استثمارُ املاكِ الدولةِ لتعويضِ الخسائرِ...
منْ يضمنُ عائداتِ هذا الصندوقِ للسنواتِ المقبلةِ؟
هذا ما يخشى منهُ مروان خير الدين الذي وبدلَ الترويجِ لصندوقٍ قد يطيحُ بما تبقى للدولةِ من ممتلكاتٍ واصولٍ يدعو الى اقتصادٍ منتجٍ قائمٍ على الصناعةِ تنميةً للاقتصادِ..
مما قرأناهُ عن المصرفيِّ مروان خير الدين نستنتجُ ان خطَّةً ستحدِّدُ مصيرَ لبنانَ لخمسةِ وعشرينَ عاماً الى الامامِ،
لم تكلِّفْ جمعيةُ المصارفِ نفسها عناءَ الاستفسارِ عنها، في وقتٍ اغرقتْ مجملَ المصارفِ نفسها في سنداتِ اليوروبوندز، واغرقتْ معها البلادَ والمودعينَ بالكوارثِ،
إلاَّ، وكما قال مروان خير الدين، منْ سبقَ لهُ واستشعرَ بالخطرِ فانسحبَ وباعَ اليوروبوندز عام 2006 خشيةَ الوصولِ الى ما وصلنا اليهِ...
***
الى متى تستمرُ المصارفُ في سياسةِ الاندفاعِ الى الهاويةِ ومعها تأخذُ المودعينَ الى الهلاكِ، فيما حكومةُ "نجيب IV " ،
تتفرَّجُ فرحةً على مجموعةِ جهلةٍ او اشرارٍ او متآمرينَ اطاحوا بما تبقى من ودائعِ الناسِ!