تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
شعبٌ ثارَ على حفنةٍ من " السنتاتِ " كانت ستُضافُ على "الواتس آب"، لكنهُ :
يتأقلمُ مع دولارٍ كانَ بـــ 1500 ليرةٍ فصارَ بـــ 30000 ألفَ ليرةٍ .
يتأقلمُ مع صفيحةِ بنزينٍ كانتْ بـــ 22000 فصارتْ بـــ 800000 الفَ ليرةٍ .
يتأقلمُ مع ربطةِ خبزٍ كانتْ بـــ 1500 ليرةٍ فصارتْ بـــ 13000 ألفَ ليرةٍ، هذا إذا وُجِدَتْ، وفي السوقِ السوداءِ بـــ 70000 الفَ ليرةٍ .
يتأقلمُ مع تسعيرةِ مولِّدِ الكهرباءِ على سعرِ دولارٍ على منصَّةِ صيرفةٍ أي ما يزيدُ عن 25000 ليرةٍ للدولارِ الواحدِ .
يتأقلمُ مع دفعِ الأقساطِ المدرسيةِ والجامعيةِ بالدولارِ الأميركيِّ .
يتأقلمُ مع إضرابِ موظفي القطاعِ العامِ، الذي دخلَ اسبوعهُ الثالثَ من دونِ أن يحرِّكَ المسؤولونَ ساكناً، وكأنَ الأمرَ لا يعنيهمْ،
علماً ان هذا الإضرابَ يجعلُ رواتبَ الجيشِ وقوى الأمنِ الداخليِّ والأمنِ العامِ وأمنِ الدولةِ وأساتذةِ التعليمِ الرسميِّ وموظفي الوزاراتِ والإداراتِ الرسميةِ غيرَ مُنجَزةٍ.
ويجعلُ مصلحةَ تسجيلِ السياراتِ متوقفةً عن العملِ وتتوقفُ معها حركةُ بيعِ وشراءِ السياراتِ في موسمِ الذروةِ لهذا القطاعِ مع الصيفيةِ الواعدةِ.
يتأقلمُ مع إضرابِ موظفي مصرفِ لبنانَ وهذا الإضرابُ يحدثُ للمرةِ الأولى،
ويعني ان كلَّ التعاملاتِ الماليةِ التي تمرُّ عبرَ مصرفِ لبنانَ، ستتوقفُ ليومٍ واحدٍ،
وربما يُصعَّدُ موظفو مصرفِ لبنانَ لاحقاً فيدخلونَ في إضرابٍ مفتوحٍ على غرارِ موظفي القطاعِ العامِ .
الذي تأقلمَ مع خسارتهِ ودائعهُ في المصارفِ فأصبحَ يشحذُ،
" إعاشةً" شهريةً بالليراتِ اللبنانيةِ تكادُ لا تكفيهِ .
يتأقلمُ مع مَنْ سرقوهُ من خلالِ إعادتهمْ إلى سُدَّةِ النيابةِ وسُدَّةِ رئاسةِ الحكومةِ .
***
حينَ يكونُ هذا الشعبُ قادراً على التأقلمِ أو خاضعاً للتأقلمِ، فأينَ المشكلةُ في تحميلهِ يومياً مصيبةً جديدةً؟
ما يعيشهُ لبنانُ هذهِ الايامَ من "هيصةٍ سياحيةٍ" لا يعني على الإطلاقِ ان البلدَ مُتعافٍ:
اهلنا المغتربونَ وأشقاؤنا السياحُ،
مشكورونَ على مجيئهم لشهرٍ او اقلَّ او أكثرَ،
لكنْ وجودهمْ لا يخلقُ نمطاً جديداً من التأقلمِ، لأنهم حالةٌ استثنائيةٌ بسببِ توافرِ "الفريش دولار" معهمْ، وبهذا "الفريش دولار" يُنعشونَ أهلهمْ والاسواقَ والمولاتِ والمطاعمَ والفنادقَ والمجمعاتِ البحريةِ، ولكنْ ماذا بعدَ آخرِ تموز،
حينَ يبدأونَ العودةَ إلى "اوطانهمْ الثانيةِ"، فنعودُ نحنُ، معشرُ المقيمينَ، إلى التأقلمِ مع العوزِ وفقدانِ الاشياءِ الاساسيةِ للعيشِ.
***
تُريدونَ حلاً ؟ أوقفوا التأقلمَ،
فعندها تبدأ الثورةُ الحقيقيةُ،
ولا تعودُ السلطةُ تجرؤ على القيامِ بشيءٍ يؤذي الناسَ.
وما لم يوقِفُ الشعبُ التأقلمَ سيبقى شغَّالاً على يدِ سلطةٍ لم تمتهنْ سوى إذلالِ شعبها.