تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
ليسَ من قبيلِ المصادفةِ أن اللقاءَ الاولَ للمفاوضِ الاميركيِّ "آموس هوكشتاين "في بيروت، كانَ مع المديرِ العامِ للامن العام اللواء عباس ابراهيم.
يعرفُ هوكشتاين الذي كانت ترافقهُ السفيرةُ الاميركيةُ في بيروت، دوروثي شيا، أن بعضَ لقاءاتهِ يطغى عليها الطابعُ البروتوكوليُّ، إحتراماً للتوازناتِ في البلدِ،
لكنَ لقاءاتٍ أخرى تكتسبُ أهميةً بالغةً، كاللقاءِ مع اللواء ابراهيم العائدِ من واشنطن حيثُ زارها بدعوةٍ من الادارةِ الاميركيةِ، وأُرسِلَتْ لهُ طائرةٌ خاصةٌ،
تدليلاً على مكانتهِ ودورهِ وجهودهِ في إنضاجِ وإنجازِ أكثرِ من ملفٍ، وفي طليعتها ملفُ المفقودينَ في سوريا،
وكذلكَ الملفُ الشائكُ المتمثلُ بترسيمِ الحدودِ البحريةِ بينَ لبنانَ والعدو الاسرائيلي .
***
هذا الملفُ تنقَّلَ بينَ قصرِ بعبدا وعين التينة والسرايا الحكوميةِ ووزارةِ الخارجيةِ وقيادةِ الجيشِ والسفارةِ الاميركيةِ في عوكر.
المفاوضُ هوكشتاين كانَ تركيزهُ في قصرِ بعبدا حيثُ الجميعُ فوَّضوا إلى رئيسِ الجمهوريةِ أن يتَّخذَ القرارَ في العرضِ الذي قدَّمهُ إلى هوكشتاين، والمبني على التقاريرِ التي رُفِعَتْ إليهِ من كافةِ الخبراءِ .
لكنَ ما يثيرُ الريبةَ والإستغرابَ هو:
لماذا تأخَّرَ لبنانُ الرسميُّ في بلورةِ خيارهِ، ما اتاحَ "حفلةَ المزايداتِ" من الداخلِ، وحفلةَ الضغوطِ من الخارجِ.
المهمُّ في المفاوضاتِ أن يُدرِكَ الجميعُ انه على الطاولةِ لا يمكنُ لطرفٍ ان يأخذَ كلَّ شيءٍ ولطرفٍ آخرَ الاَّ يأخذَ شيئاً، لأنَ القضيةَ في هذهِ الحالِ، لا تعودُ مفاوضاتٍ بلْ " طاولةَ استسلامٍ" يمليهِ طرفٌ على طرفٍ آخرَ .
الواضحُ ان لبنانَ فهِمَ هذهِ المعادلةَ:
تواضَعَ قليلاً وعادَ إلى الواقعيةِ خصوصاً أن الحقوقَ لا يحدِّدها طرفٌ واحدٌ، وإلاَّ لماذا أنشئتْ مؤسساتُ التحكيمِ في العالمِ؟
***
الاهمُّ من كلِّ ذلكَ التوصُّلُ إلى اتفاقٍ، ثمَ وضعُ آليةِ الأستخراجِ في وقتٍ بادَرَ العدو الإسرائيليُّ عمليةَ الاستخراجِ ووقَّعَ اتفاقياتٍ مع دولِ الاتحادِ الاوروبيِّ، ومسألةُ التصديرِ مسألةُ وقتٍ .
تأتي عمليةُ التصديرِ في وقتٍ يبدو العالمُ بأمسِّ الحاجةِ إلى الغازِ بسببِ الحربِ الروسيةِ الاوكرانيةِ. اسرائيلُ إقتنصتْ اللحظةَ التجاريةَ المناسبةَ فانتقلتْ من دولةٍ مستوردةٍ إلى دولةٍ مصدِّرةٍ .
في هذهِ الاثناءِ، بماذا "تلهو" السلطاتُ اللبنانيةُ الرسميةُ؟ عدُّوا معي:
منصَّةُ صيرفةٍ، تسعيرُ المحروقاتِ من بنزينٍ ومازوتٍ وغازٍ، وضعُ التسعيرةِ لمولِّداتِ الأحياءِ!
كأننا لسنا في دولةٍ، بلْ في مكتبِ محاسبةٍ، وهذا اسوأُ ما يمكنُ أن تصلَ إليهِ دولةٌ.
باللهِ عليكمْ، خفِّفوا في هذا الصيفِ الحارِ والمعتَّمِ،
من الإطلالاتِ الإعلاميةِ التي لا تنفعُ في شيءٍ، سوى في ازديادِ النقمةِ عليكم،
لأنَ أحداً لم يعدْ يثقُ بكمْ او حتى يُريدكمْ!