تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
لولا "العيبُ والحيا"،لكانَ "دولةُ التصريفِ" طلبَ من المفاوضِ الاميركيِّ " آموس هوكشتاين"،
ان يبقى في لبنانَ وينضمَ إلى حكومةِ تصريفِ الأعمالِ التي على ما يبدو لا وظيفةَ لها سوى تقطيعِ الوقتِ حتى 31 تشرين الأول، موعدِ أنتهاءِ ولايةِ رئيسِ الجمهوريةِ العماد ميشال عون.
سيُلهونَ اللبنانيينَ بــــ " آموس هوكشتاين " وبحقلِ كاريش.
لم يعدْ لديهمْ ما يُخبرونهُ للناسِ.
العدو الاسرائيلي استكشفَ وحفرَ واقتربَ من إستخراجِ الغازِ،
لا بل وجدَ زبائنَ لهُ وباعهُ مُسبقاً وقُضيَ الأمرُ، اما زبائنهُ المشترونَ فهُمْ من الدولِ الأوروبيةِ،
التي بدأتْ تعاني نقصاً في مخزونها من الغازِ بسببِ الحربِ الروسيةِ الاوكرانيةِ التي تَحولُ دونَ نقلِ الغازِ الروسيِّ إليها،
ففتشتْ عن مصدرٍ آخرَ، فكانَ في دولِ حوضِ البحرِ المتوسطِ ، من الجزائرِ إلى العدو الاسرائيلي .
***
تعرفُ الدولةُ اللبنانيةُ ان هوكشتاين يجيءُ بمعادلةٍ واضحةٍ "حقلُ كاريش مقابلَ حقلِ قانا"، فهلْ سيقبلُ الجانبُ اللبنانيُّ؟
من دونِ ان نبالغَ، فإن "دولةَ التصريفِ" جاءتها زيارةُ هوكشتاين والتفاوضِ ليتلهى الناسُ عنها،
بمعنى انهم لا يعودون يتحدثونَ عن تقصيرِ الحكومةِ بل عن حقلِ كاريش،
هذهِ "حيلةٌ" ذكيةٌ لكنها تفقدُ الصلاحيةَ بأسرعِ من الصوتِ .
" دولةُ التصريفِ" لا تملكُ ما تقدمهُ للناسِ، في مقابل "حقلِ كاريش"، "حقلُ الغامٍ" ، في كلِّ يومٍ ينفجرُ لغمٌ فيهِ:
لغمُ فقدانِ الأدويةِ، ولغمُ الارتفاعِ الهائلِ لأسعارِ المحروقاتِ،
وتقتربُ صفيحةُ البنزين من المليونِ ليرةٍ (في الماضي كانَ يُقالُ "شخصٌ مليونير" إذا كانَ معهُ مليونُ ليرةٍ،
وكانَ يقالُ "الثروةُ تبدأ من أولِ مليونٍ"،
ماذا سيقالُ اليومَ حينَ تكونُ المعادلةُ "مليونٌ في مقابلِ صفيحةِ بنزينٍ"؟).
***
"لغمُ الوقتِ":
"دولةُ التصريفِ" عفواً، نسينا ما كانَ اسمهُ على مسمى، تريدُ أن تُمشِّيَ الناسَ على توقيتِها، وهذهِ "خدعةُ الديكِ" الذي يعتبرُ أن الصباحَ يطلعُ حينَ يصيحُ الديكُ، على الرغمِ من معرفةِ الجميعِ ان الديكَ يصيحُ حينَ يطلعُ الصباحُ، لا العكسُ .
" لغمُ الكهرباءِ":
اخبرني أحدُ المغتربينَ الذي عادَ مع عائلتهِ لتمضيةِ شهرينِ في الربوعِ اللبنانيةِ، ان أولَ عملٍ قامَ بهِ كانَ تركيبُ نظامِ "توليدِ الكهرباءِ من الطاقةِ الشمسيةِ"، فكانَ "اولُ دخولو إلى الربوعِ اللبنانيةِ" صَرفُ عشرةِ آلافِ دولارٍ على هذهِ التجهيزاتِ،
فكيفَ سيتصرَّفُ "دولةُ التصريفِ" حيالَ عقدةِ ومعضلةِ الكهرباءِ؟
بالامسِ جالَ في مطارِ بيروتَ، واعداً ومرحباً بالمغتربين،
لكنْ فاتهُ ان لا كهرباءَ في البلدِ، والمغتربونَ يأتونَ من بلدِ "إديسون" مخترِعِ الكهرباءِ .
***
كلُّ ما نطلبهُ هو تضرُّعٌ إلى اللهِ أن تمرَّ الصيفيةُ على خيرٍ،
وليبتعد "دولةُ التصريفِ" عن الشاشةِ،
وليبقَ التلهي بحقلِ كاريش، ولا بأسَ من تحويلِ الناقورةِ إلى مقصدٍ سياحيٍّ،
هكذا يتعرفُ المغتربونَ إلى حقوقِ وطنهمْ!