تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
تتحدثُ مصادرُ دبلوماسيةٌ غربيةٌ بتفاؤلٍ حذرٍ حيالَ مستقبلِ الاوضاعِ في لبنان.
فهي تنظرُ بايجابيةٍ غيرِ مفرطةٍ طبعاً حيالَ تنفيذِ استحقاقي الانتخاباتِ النيابيةِ وانتخابِ رئيسٍ للمجلسِ النيابيِّ ونائبٍ لهُ،
وإن كانتْ صورةُ التوازناتِ في المجلسِ النيابيِّ مفكَّكةٌ وغيرَ واضحةِ المعالمِ...
لكنْ وحسبَ هذهِ المصادر الدبلوماسيةِ الغربيةِ فأن ما جرى على صعيدِ هذينِ الاستحقاقينِ،
يُبنى عليه لتكليفِ رئيسٍ للحكومةِ، وتشكيلِ حكومةٍ تضمنُ الاستقرارَ والسلمَ في البلادِ،
لعلَّ الاستحقاقَ الرئاسيَّ عليهِ ان ينتظرَ تبلورَ اتفاقاتِ المنطقةِ وتسوياتها، والاتفاقَ النوويَّ الذي بشكلٍ او بآخرَ سيعيدُ ترتيبَ الادوارِ في المنطقةِ.
عملياً، الاستقرارُ هو المطلوبُ وهذا ما قد يُسرِّعُ تكليفَ رئيسٍ للحكومةِ..
ولكنْ نسألُ، هلْ بهذهِ السهولةِ سيتمُ التسليمُ،
بعودةِ نجيب ميقاتي كمَّا "يُشاعُ ويُشيعُ"،
لرئاسةِ الحكومةِ، ووفقَ ايِّ شروطٍ ستُفرضُ عليهِ للتشكيلِ إن من جهةِ الغربِ، او من جهةِ الداخلِ الذي يبدو مُصراً على حكومةٍ سياسيةٍ تُمسكُ زمامَ الامورِ، لعلَّ الاستحقاقَ الرئاسيَّ عبرَ انتخابِ رئيسٍ للجمهوريةٍ لا يتحقَّقُ،
واستطراداً، كيفَ ستتبلورُ صورةُ التحالفاتِ والتفاهماتِ بينَ الكتلِ في المشاوراتِ الاولى والثانيةِ، وما هو المعيارُ لتشكيلِ الحكومةِ الجديدةِ؟
ما هي التوازناتُ التي ستفرضُ الوزراءَ؟
هلْ هي تكنوسياسيةٌ ام سياسيةٌ بحتةٌ؟
هلْ تمثلُ المعارضةَ؟
ومنْ هي المعارضةُ؟
منْ همْ المستقلونَ؟
هلْ هي حكومةُ اكثريةٍ تحكَمُ واقلِّيةٍ تعارضُ؟
منْ يحدِّدُ منْ هي الاكثريةُ؟
وهل ما ظهرَ في مجلسِ النوابِ يُحدِّدُ الاكثريةَ، ام ستكونُ الاكثرياتُ على القطعةِ وحسبَ الطلبِ وحسبَ الظروفِ، وحسبَ "قطِّعْلي هنا تا قطِّعْلك هناك"...
***
ثمَّةَ من يقولُ ان بعضَ الطُّعونِ المقدَّمةَ وأن بعضَ المخالفاتِ الفاضحةِ التي ظهرتْ في اقلامِ الاقتراعِ، وطريقةَ إحتسابِ الاصواتِ، ولا سيما في الشمالِ وبيروت الثانية، قدْ تعيدُ خلطَ الاوراقِ والاكثريةَ والاقليةَ التي ظهرَ انها تفرِقُ على صوتٍ...
على سبيلِ المثالِ:
هناكَ احتمالٌ جديٌّ لأن تفوزَ من جديدٍ لائحةُ السيد فؤاد مخزومي في بيروت الثانية بحاصلٍ ثانٍ، وعليهِ سيكونُ الضحيةُ المرشحَ على لائحةِ خالد قباني سابقاً النائب فيصل الصايغ... قد يُطاحُ بهِ في لعبةِ إعادةِ إحتسابِ الاصواتِ لمصلحةِ المرشحةِ على لائحةِ مخزومي زينة كمال منذر من الطائفةِ الدرزيةِ الكريمةِ..
ماذا لو الطعونُ اسقطتْ اكثرَ من مرشحٍ نائبٍ في غيرِ مناطقَ؟ أينَ تُصبحُ الاكثرياتُ وأينَ تُصبحُ الاقلياتُ؟
***
في انتظارِ كلِّ ذلكَ... يتمايلُ الدولارُ طلوعاً ونزولاً من دونِ ايِّ معيار يُفهمُ الناسَ لماذا يقفزُ ولماذا يهوي؟
وكيفَ يدفعُ الناسُ في كلِّ لحظةٍ أثمانَ الطلعاتِ والنزلاتِ والسرقاتِ والاحتكاراتِ في كلِّ المجالاتِ التي يُمارسها اصحابُ النفوذِ..
والناسُ وحدهمْ يَضْرسون...