تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
الانَ وقدْ وقعَ الارتطامُ الكبيرُ، وبدأتْ الامورُ بالانهيارِ التدريجيِّ، قطاعاً وراءَ قطاعٍ، كيفَ يمكنُ توصيفُ مَنْ اوصلنا الى هنا إلاَّ بالمجرمينَ المعروفي الهويةِ، المُجرمينَ بِرُخَصٍ مدفوعةٍ بالحقدِ والفسادِ، ومُوثَّقةٍ بالدمِ والنارِ، ومختومةٍ بالشمعِ الاحمرِ..
همْ انفسهمْ منذُ اكثرَ من اربعينَ عاماً، يُمعنونَ في قتلنا واعدامنا وأسرنا وذبحنا وسرقتنا، همْ انفسهمْ اوصلونا الى الارتطامِ والفوضى والجوعِ والذلِّ.
همْ انفسهمْ الذينَ يترُكونَ شعبنا اليومَ بلا ماءٍ ولا كهرباءٍ ولا دواءٍ ولا استشفاءٍ ولا اموالٍ ولا فرصِ عملٍ...
ألا يَستحقُونَ ان يُساقوا الى محكمةِ العدلِ الدوليةِ لارتكابهمْ جرائمَ ضدَّ الانسانيةِ؟
لقد تعبنا من قضائنا المسيَّسِ والموجَّهِ والمضغوطِ عليهِ،
لقد تعبنا من مؤسساتِ الرقابةِ عندنا التي هي بدورها بحاجةٍ الى رقابةٍ،
لقد تعبنا من فتحِ الملفاتِ واقفالها من دونِ جدوى، ومن بعضِ الاعلامِ الذي يوجِّهُ حيناً ويُعتِّمُ حيناً آخرَ، ويُشاركُ في الجرمِ احياناً اخرى...
لم يعدْ لدينا في اليدِ غيرُ الدُّعاءِ والصلاةِ، او سَوْقِ كلِّ من نهبَ البلدَ واوصلهُ الى الجحيمِ، الى العدالةِ الدوليةِ...
***
هلْ يعقلُ مشهدُ صبيةٍ بعمرِ الورودِ تبكي لأنها بحاجةٍ الى دواءٍ لوالدتها المُصابةِ بالسرطانِ وهي عاجزةٌ عن دفعِ ثمنهِ؟
هلْ مسموحٌ ان يقولَ نقيبُ اصحابِ المستشفياتِ، قريباً سيموتُ الناسُ في بيوتهمْ من دونِ استشفاءٍ؟
وكيفَ نقبلُ في 2022 ان نكونَ بلا كهرباءٍ فيما سوريا التي عاشتْ حرباً على مدى 11 عاماً تنعمُ بالكهرباءِ 24 على 24 ،والعراقُ ايضاً واوكرانيا المدمَّرةِ اليومَ،
بفعلِ الحربِ الروسيةِ، لم تنقطعْ فيها الكهرباءُ لحظةً... أينَ نحنُ، وهل تكفينا دروسٌ على التلفزيوناتِ وسجالاتٌ بين فريقي "النجيبِ العجيبِ" من جهةٍ، ووزيرِ الطاقةِ من جهةٍ اخرى حتى نتأملَ بالكهرباءِ؟
الكهرباءُ مثلٌ من امثلةِ الانهيارِ لا بلْ الارتطامِ...
فماذا عن الدولارِ الذي يحلِّقُ من دونِ ضوابطَ ولا شيءَ يلوحُ في الافقِ وينبىءُ لا بحلولٍ قريبةٍ ولا بمساعداتٍ ولا بقروضٍ،
ولا باتفاقٍ مع صندوقِ النقدِ قريبٍ من اتفاقِ الاذعانِ للشحادةِ على مدى اربعِ سنواتٍ، نحنُ متروكونَ لقدرنا ولقهرنا ولعذابنا.
***
امَّا المجرمونَ برخصةٍ، فيسرحونَ ويمرحونَ بيننا وفي اياديهمْ ادواتُ الجريمةِ بالتوقيعِ الرسميِّ في النيابةِ والوزارةِ والقضاءِ والادارةِ ومؤسساتِ الرقابةِ...
كُلهمْ مُجرمونَ.. وصرنا عاجزينَ امامهمْ .. مستسلمينَ... هل لدى احدٍ علاجٌ سحريٌّ مع هؤلاءِ؟
استعملنا كلَّ الاساليبِ وتعبنا...
وصرنا نخافُ ان يأتوا إلينا ليسحبوا آخرَ لقمةٍ من فمنا، وآخرَ نقطةِ ماءٍ في ابريقنا، وآخرَ حبةِ دواءٍ في خزانتنا، وآخرَ ليرةٍ في مخبئنا...
المُجرمونَ برخصةٍ بيننا يُشاركونَ في إقتسامِ ما تبقَّى لنا من فُتاتٍ.. فمتى حسابهمْ وكيفَ؟