تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
حوار: " اكرم كمال سريوي "
التقت "الثائر" المرشّحة عن المقعد الماروني في الشوف، الدكتورة حبوبة عون ، وأجرينا معها حديثاً مطولاً، كشفت فيه عن أسباب ترشّحها، وبرنامجها الانتخابي، ودلالات معركة الشوف الانتخابية .
استقبلتنا عون بضحكتها المعهودة، وكلمات ترحيب، تنمُّ عن المحبة والطيبة والعفوية، التي تجعلك تشعر أنك تزور شخصاً رائعاً، وانت في بيتك ودارك، فلا وجود لمواكب الحراس والمُسلّحين، ولا أبواب مغلقة، ولاصالونات انتظار، ولا سكرتيرة تدون الأسماء وتجعلك تنتظر، ولا تُكلّف ولا تزلّف. على طبيعتها الهادئة وبكل رزانة ورحابة صدر جلست خلف مكتب بسيط وأجابت على أسئلتنا فقالت:
أنا ترشّحت بناء على طلب من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ، ولكن هذا لا يعني أنني كنت بعيدة عن الشأن العام، فأنا منذ عدة سنوات، إضافة إلى عملي الأكاديمي في جامعة البلمند، أقوم بنشاطات خدماتية وتنموية في الشوف، واتابع ما يجري في لبنان من أحداث وتطورات سياسية، ولدي طبعاً برنامجي الانتخابي، الذي يرتكز على نقطة محورية أساسية، وهي: أن العمل والنشاط هما الأساس، لا القول والشعارات الفارغة. فكل شخص يستطيع أن يكتب برنامجاً انتخابياً من عدة صفحات، مليء بالعناوين الطنانة الرنانة، وما أكثرها الآن في موسم الانتخابات، وعندما نصل إلى الحقيقة والجد، نجد أن كل ذاك الكلام كان على الورق وقد طار مع الرياح.
يسألوني البعض وينتقد مواقفي ويقولون: لماذا لا تهاجمين هذه الجهة أو تلك؟؟ فأردُّ بكل وضوح: لأَنِّي لا أُومِن بالعنف والشعارات الشعبوية، خاصة تلك التي تثير الأحقاد والبغضاء بين المواطنين، وخصوصاً في منطقتي، فانا ابنة الشوف، وأعيش هنامنذ زمن طويل، ونحن مسيحيون ومسلمون ودروز أصحاب هذه الأرض، نريد أن نبقى معاً، نعيش بسلام ومحبة ووئام، وانا أُؤَكّدُ ما قاله النائب تيمور جنبلاط في الباروك: "تريدون الغاءنا؟ نحن نريد الشراكة مع الجميع". نعم هذه هي تطلعاتنا في الشوف وفي كل لبنان، فالوطن للجميع، ويجب علينا أن نتعلّم ثقافة الحوار واحترام الآخر، والاحتكام إلى لغة العقل والمنطق الديمقراطي، والانتخابات هي من أهم المظاهر التي تجسّد التعبير الديمقراطي عن حرية الرأي.
وأضافت عون: علينا الإهتمام ببناء الإنسان قبل بناء الحجر ، ويجب أن نبني على أرض صلبة، وهذا يعني أن نزيد اهتمامنا في التربية والتعليم والتوعية، وليكن التاريخ درساً لأخذ العبرة، من أجل بناء مستقبل أفضل، وليس وسيلة لإثارة النعرات الطائفية والتجييش الغرائزي، من أجل الحصول على بضعة أصوات، أو مقعد نيابي. فخطابات بعض المرشّحين تدعو للأسف، ويجب الحذر مما يبيّته هؤلاء الأشخاص، ويجب علينا عدم الانسياق معهم أو الانجرار خلفهم إلى مكائدهم الهدامة.
وعن انتمائها إلى الحزب التقدمي الإشتراكي، الذي هو بغالبيته حزب درزي كما يقول البعض، تُجيب عون: أريد أن أذكّر من لا يعلم، أن هذا الحزب هو في الأساس حزب علماني، وأن المؤسسين هم نخبة من المفكّرين من مختلف طوائف لبنان، لا بل المسيحيين منهم أكثر من المسلمين، اجتمعوا على مبادئ تقدمية لبناء دولة حضارية، تقوم على أُسُس؛ العلمانية، والعدالة، والمساواة، والديمقراطية، واحترام كفاءة الفرد وحريته، واستقلال وعروبة لبنان. هذه هي حقيقة الحزب التقدمي الاشتراكي، هكذا كان وسيبقى، وإن حاول البعض تشويه صورته، عبر زجه في زواريب الطائفية، لكن الحقيقة تبقى واضحة، ومن يريد اتهامنا فليقرأ كتب وتاريخ كمال جنبلاط، فليقرأوا مبادئ الحزب، وليقرأوا كتاب أدب الحياة، وليراجعوا برنامج الحزب للإصلاح في لبنان، وسيعرفون عندها كم هم خاطئون ومخطؤون، في نظرتهم وسلوكهم ومحاربتهم لهذا الحزب.
وعن حقوق المرأة والكوتا النسائية تقول عون: مع الأسف ما زالت بعض القوانين اللبنانية تميّز بين المرأة والرجل، ولم تتحقق المساواة، والمجتمع اللبناني مثل معظم مجتمعاتنا العربية، يغلب عليه طابع الذكورية. لكن المرأة اللبنانية أصبحت شريكة للرجل في كل شيء، ولديها من الأهلية والكفاءة ما يكفي لشغل كل المناصب في الدولة، ومن واجبنا وحقنا نحن النساء، أن نكون في المجلس النيابي، للمشاركة في التشريع، واتخاذ القرارات، وتقرير مصير ومستقبل لبنان.
وعن الصوت النسائي قالت عون: لقد طبّق الحزب التقدمي الاشتراكي الكوتا النسائية في الترشيحات، وأنا اتفهّم أنه ربما نحتاج بعض الوقت، لتغيير بعض المفاهيم السائدة، والموروث الاجتماعي، خاصة في ما يتعلق بالنظرة إلى دور المرأة في المجتمع. لكن نحن كنساء علينا أن نبادر إلى العمل والمشاركة، وأن ندافع عن حقوقنا، وأن لا نكتفي بالمطالبة فقط، وانا أدعو المرأة في الشوف، وفي كافة المناطق اللبنانية، إلى الخروج من الشرنقة المنزلية، إلى رحاب الوطن، وأشجع النساء على المشاركة في الانتخابات، وعلينا في ١٥ أيار الذهاب إلى صناديق الاقتراع، والاختيار بحرية، وإثبات وجودنا، والتأكيد على حقنا بالوصول إلى المجلس النيابي، وكافة مراكز السلطة في الدولة.
وعن احتمالات فوزها قالت عون: أنا لا أهتم كثيراً باسم الفائز، فالأهم هو فوز المشروع، وانا انتمي إلى لائحة "الشراكة والإرادة" وكل فوز في هذه اللّائحة هو فوز لحبوبة عون، فالمهم أن تنجح إرادة الشراكة والسيادة والاستقلال، وللمعركة في الشوف دلالات واضحة، ستترك أثرها على مستقبل لبنان، ليس فقط للاربع سنوات القادمة فقط، بل بكل تأكيد لمرحلة أطول، سيترتب عليها تحديد خيارات كبيرة، أين وكيف سيكون لبنان الغد. نحن نريد الفوز من أجل انقاذ لبنان من محنته، وبناء مستقبل أفضل لشعبنا وللأجيال القادمة، وعدم السماح بجرّ الوطن إلى مستنقع صراعات الآخرين، وعدم جعله ورقة مساومة، على طاولة مفاوضات دول المنطقة.