تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " اكرم كمال سريوي "
على لائحة واحدة يخوض ثلاثة من آل البستاني معركة شرسة حول الصوت التفضيلي في دائرة الشوف عاليه. ففي الانتخابات السابقة ترشّح ناجي البستاني على لائحة جنبلاط والقوات، لكنه رسب رغم أنه حصل على أصوات تفضيلية أكثر من مرشح التيار الوطني الحر فريد البستاني ، الذي فاز بالمقعد.
كان لافتاً في الاحتفال الذي أقامه التيار الوطني الحر في الشوف أمس، غياب الحلفاء، خاصة ابن دير القمر المرشح على اللائحة ناجي البستاني. ولقد وضع بعض المراقبين هذا الأمر في خانة التنافس والخلافات داخل لائحة "الجبل" ، خاصة بين فريد وناجي البستاني، كما لوحظ غياب شخصيات بارزة، كانت مؤيدة للتيار الوطني الحر في المنطقة.
وعد النائب جبران باسيل في احتفال الأمس بتوزيع الأصوات التفضيلية في الشوف بين ثلاثة مرشحين هم ؛ النائب غسان عطالله عن المقعد الكاثوليكي والنائبان فريد البستاني (دير القمر) وأنطوان عبود (الدامور) عن المقعدين المارونيين، أمّا أصوات التيار التفضيلية في عاليه فهي للمرشح عن المقعد الماروني سيزار ابي خليل.
لكن المشكلة الكبرى التي يواجهها، هي في تراجع شعبية التيار في هذه المنطقة. وبحسب مسؤولين في التيار، سيتم التركيز على إنجاح غسان عطالله كأولوية.
أما فريد البستاني فتبدو حظوظه ضعيفة، في مواجهة ناجي البستاني الذي ما زال متقدماً عليه في استطلاعات الرأي، رغم أن الأثنين ابتعدا في الفترة الماضية عن المنطقة، وكان نشاطهما محصوراً في دير القمر فقط، وأهملا المؤيدين لهما في باقي قرى الشوف، ولم يسجّلا تقدماً ملموساً على صعيد الخدمات أو التفاعل مع سكان المنطقة، خاصة المسيحيين منهم.
وتشير مصادر مقرّبة من المرشح عن المقعد الدرزي وئام وهاب، أنه حسم خياره بعدم تجيير أي أصوات تفضيلية لأحد من المرشّحين على اللائحة، فهو رغم قناعته بعدم القدرة على الفوز بالمقعد، وأن الاشتراكي حسم خياره بالحصول على المقعدين الدرزيين في الشوف، إِلَّا أن وهاب يريد إثبات حضوره كقوة فاعلة، عن طريق الحصول على أكبر قدر ممكن من الأصوات التفضيلية.
وتضيف المصادر أن لا صحة لما يُشاع، عن إعطاء وهاب أصواته التفضيلية في عاليه، للمرشح عن المقعد الدرزي مارك ضو، بهدف إسقاط طلال ارسلان . فوهاب وأرسلان اتفقا على تبادل الأصوات التفضيلية بين الشوف وعاليه، كما أن سقوط ارسلان لن يفيد وهاب بشيء، لأن وهاب مرشّح في الشوف وارسلان في عاليه، وبالتالي لا يمكن لأي منهما الفوز بالمقعد إذا خسر الآخر، ولأن التنافس محصور بين المرشحين من نفس المذهب، في الدائرة الصغرى فقط وفقاً لقانون الانتخاب.
وهذا طبعاً في ظاهر الأمر، إِلَّا إذا كان وهاب يريد إسقاط أرسلان معه، لحسابات أُخرى في موضوع الزعامة داخل الطائف الدرزية، فعندها قد يذهب وهاب لإعطاء أصواته للائحة المجتمع المدني "توحدنا للتغيير"، غير آبه بمن يفوز في لائحة "الجبل"، طالما هو خاسر، وذلك بهدف إضعاف زعامة أرسلان، ليحل هو محلها، أو على الأقل جعل أرسلان خلفه في التمثيل الدرزي، لفرض معادلة جديدة على الحلفاء والأخصام معاً. وقد لوحظ ازدياداً في تباين مواقف وهاب عن باسيل، ومعارضته لسياسة التيار الوطني الحر في الفترة الأخيرة.
وبالرغم من أن وهاب سيشكّل رافعة للائحة "الجبل"، وستعوّض أصواته، الأصوات التي خسرها التيار الوطني الحر ، لكن يرى المراقبون أنه من الصعب زيادة عدد مقاعد هذه اللائحة، لأن لوائح المجتمع المدني ستأخذ الأصوات من أمامها، ولن تؤثر كثيراً على لائحة الاشتراكي والقوات والأحرار، التي أظهر احتفال عاليه في الأمس، أنها ما زالت تحظى بتأييد شعبي واسع، ولم تتأثر كثيراً بالحالة الاعتراضية الموجّهة بشكل رئيسي إلى التيار الوطني الحر وحزب الله، الممسكين بزمام السلطة منذ بداية عهد الرئيس عون.
١٥ آيار بات قريباً، فهل ستحمل الأيام القليلة المتبقية من مفاجآت؟؟؟ وهل يمكن للبساتنة تعويض ما فاتهم؟؟؟
إن غداً لناظره قريب.