تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
كنَّا ننتظرُ منهُ أن ينطُقَ بكلمةٍ، ولكنْ ليسَ الآنَ، بل من زمانٍ،
عندما كانت للكلمةِ فائدةٌ، ويمكنُ أن تجنِّبنا الكارثةَ... واستطراداً لو تقولونَ مَنْ أفلسَ البلدَ…
صمتُّمْ طويلاً لتقولوا اليومَ:
"فعلتُ ما في وِسعي، وضميري مرتاحٌ".
ثم أطلقتمْ رشقاتٍ من العيارِ الثقيلِ لهواةِ النوعِ: "يوروبوند"، على ديونٍ، على موجوداتِ مصارفَ، على دولارِ المنصَّةِ…
باللهِ عليكمْ ما دخلُ الناسِ في هندساتكمْ، وانتمْ الادرى بالفاسدينَ.
***
لا كَلامُكمْ ولا كلامُ سواكمْ من كلِّ هذهِ المنظومةِ باتتْ لهُ مصداقيةٌ بعدَ إشهارِ إفلاسِ البلدِ…
جئتمْ اليومَ تُخبرونهُ أنكمْ "أبرياءُ من دمِ هذا الصدِّيقِ"، وأن ضميركمْ مرتاحٌ!
في الحقيقةِ، بالنسبةِ إلى هذا المواطنِ،"60 سنةً و70 يوماً" على الضميرِ وعلى أصحابِ الضميرِ..
وهذهِ الكُرةُ التي تتقاذفونها، بينكمْ وبينَ السياسيينَ والمصارفِ، لإلهاءِ الناسِ وإضاعةِ المسؤولياتِ صُرنا نعرفها،
فكفُّوا وأَطْلعونا كيفَ ستردُّونَ لنا اموالنا؟
***
كلكمْ "ضمائركمْ مرتاحةٌ"...
عظيم! ولكنْ نحنُ من أينَ نأكلُ؟
صراحةً، "بِلُّوا ضمائركم واشربوا ميَّتها"، انتمْ وكلُّ المتعاقبينَ على السلطةِ التنفيذيةِ وغيرها.
ألم يكنْ الأحرى أن يتحرَّكَ ضميركمْ، قبلَ 15 سنةً او 20 وأكثرَ، وتقولوا لرؤساءِ الحكوماتِ واصحابِ النفوذِ من السياسيينَ:
لنْ نتجاوزَ القانونَ ولو اضطررنا إلى الاستقالةِ!
أليسَ الضميرُ هو الذي كانَ يجبُ أن يَقودكمْ آنذاك،
هل الضميرُ أن نَقبلَ بالفسادِ، ونُسايرَ اهلهُ…
ثم نتواطأُ على المُودعينَ ليصبحوا ضحايا التَّستُّرِ، وبالتالي إنقاذُ الفاسدينَ؟
هل الضميرُ أن تُعاقِبوا الذينَ صدَّقوكمْ،
وآمنوا بتطميناتِكمْ عن الليرةِ، فأبقوا ودائعهمْ بالعملةِ الوطنيةِ… فيما "افسدُ الفاسدينَ" محميُّونَ بدولاراتهم "الطازجةِ" وأموالِهمْ المهرَّبةِ؟
وهلْ الضميرُ أن تعطِّلوا "الكابيتال كونترول"،
الذي لو فُرِضَ في أولِ الأزمةِ لما سمحَ بتهريبِ الملياراتِ؟
وهل الضميرُ بِتعدُّدِ أسعارِ الصرفِ؟
التي أنهكتْ الناسَ وحوَّلتْ 70 % من أهلنا تحتَ خطِ الفقرِ؟
وهل الضميرُ برمْيِ آخرِ ما تبقَّى للناسِ من ودائعهمْ،
في السوقِ السوداءِ، لخفضِ الدولارِ صُوَرياً، وتمريرِ موازنةِ "الغشِّ" والرسومِ الهستيريةِ؟
***
كُلكمْ "هواةٌ" في علمِ ادارةِ الدولةِ.
ويبدو كُلكمْ مُرتاحونَ وضمائركمْ مرتاحةٌ "الى آخرِ درجةٍ"،
كما تبدو في اجتماعاتِ مجلسِ الوزراءِ حيثُ الابتسامةُ لا تفارقُ وجوهكمْ، والمسرحياتُ ماشيةٌ، كما الوعودُ بالإصلاحِ، لتنتهيَ بفرض رسومٍ لا قدرةَ للناسِ على تَحمُّلِها!
المهمُ ان ترتاحَ ضمائرنا نحنُ الناسُ ، عندما تقتلعكمْ الانتخاباتُ من قلاعِكمْ المحصَّنةِ!
إن تجرَّأتمْ وواجهتمْ الزَّحفَ الشعبيَّ لصناديقِ الاقتراعِ،
ولكنْ مع "ضمائركمْ المرتاحةِ"...
كيفَ نَكفلُ فرزَ اصواتِنا؟