تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
كانَ البلدُ مشلولاً اكثرَ مما هو عليهِ منكوبٌ ،
كلُّ الطرقاتِ إنقطعتْ ، والهدفُ تحقيقُ مطالبِ اتحاداتِ النقلِ البريِّ، أي السرفيس والتاكسي وباصاتِ النقلِ العامِ .
مع الإحترامِ الشديدِ لمطالبِ قطاعِ السائقينَ ، وَلَكَمْ من قطاعاتٍ في البلدِ لها حقوقٌ ومطالبُ ،
لكنْ لنْ يتحقَّقَ شيءٌ مِما يطالبونَ بهِ ، هل تعرفونَ لماذا؟
لأنَ السلطةَ لم يعدْ بإمكانها ان تنفذَ أيَّ مطلبٍ ! هل تعرفونَ لماذا؟
لأنَ الدولةَ أفلستْ ، وعليهِ فإنَ كلَّ هذهِ التحركاتِ بالمفرَّقِ لم تعدِ تُجدي ،
فالمطلوبُ تحركاتٌ لكلِّ القطاعاتِ ، تنزلُ إلى الشارعِ ولا تخرجُ منهُ إلاَّ بعدَ سقوطِ السلطةِ ، هل تعرفونَ لماذا ؟
لأنَ السلطةَ التي تسببتْ بالارتطامِ المدَوِّي والافلاسِ ، هل يمكنُ ان تكونَ السلطةَ ذاتها التي تنقذُ الناسَ من الانهيارِ؟
" كبروا عقلكم " ، الذي دعا الى الاضرابِ هو رئيسُ اتحاداتِ ونقاباتِ قطاعِ النقلِ البريِ المقربُ من رئيسِ السلطةِ التشريعيةِ،
إذًاً، أركانُ السلطةِ يتقاتلونَ بالواسطةِ في الشارعِ ، وعندما يقرِّرونَ الهدنةَ ، يهدأُ الشارعُ .
بهذا المعنى هناكَ شارعانِ : شارعُ السلطةِ وشارعُ 17 تشرين.
شارعُ السلطةِ يمرُّ بهدوءٍ، ولكنَ شارعَ 17 تشرين لم ينجُ من ايِّ اذِيَّةٍ لمنعهِ وقمعهِ .
.
***
نعودُ إلى الفكرةِ الاساسيةِ ، ماذا تحقَّقَ اليومَ ؟
لو كنا في دولتِنا العظيمةِ وليسَ المُفلِسَةِ على ايدي افسدِ فاسدي العالمِ ،
لكانَ يفترضُ في هذا النهارِ الطويلِ ان تجتمعَ الحكومةُ بشكلٍ طارئٍ واستثنائيٍّ لدرسِ مطالبِ النقاباتِ التي أضربتْ .
لكنْ في " لادولةٍ " كلبنانَ فلا اجتماعاتٍ، وحكومةُ "النجيبِ العجيبِ" معطلةٌ.
هكذا نعيشُ في الدوَّامةِ من دونِ أن ندري .
***
كلُّ ما سبقَ يؤكِّدُ ان شعارَ " كلن يعني كلن " هو شعارٌ مازالَ صالحاً حتى يومِنا هذا ،
ويجبُ ان يبقى شغَّالاً حتى أيارِ المقبلِ ، موعِدِ الانتخاباتِ النيابيةِ ،
وحتى تشرين الاولِ المقبلِ موعِدِ الانتخاباتِ الرئاسيةِ.
إنها الفرصةُ الاخيرةُ للبنانَ في المحطتينْ ،
والفرصةُ الاولى الرهانُ فيها على المجتمعِ المدنيِّ المنبثقِ من ثورةِ 17 تشرين، وعلى ضرورةِ التحالفِ في كلِ المناطقِ بشدةٍ.
***
غداً عودةُ الى العملِ :
لا إضرابَ ، لا قطعَ طرقاتٍ ، والأهمُّ من كلِّ ذلكَ لا تحقيقَ لأيِّ مطلبٍ ،
فماذا يكونُ تحقَّقَ في هذهِ الحالِ ؟
لا شيءَ ،
باستثناءِ أن السلطةَ تُسجِّلُ اهدافاً ببعضها!