تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
إلى أيِّ طبقةٍ سحيقةٍ من جهنمٍ تأخذوننا، يا منظومةَ الفسادِ بالاضافةِ الى "فاسديهِ"...
يا جماعةَ السلطةِ المتسلِّطةِ، بقديمكمْ وجديدكمْ، نسألكم "ومِن الآخِر":
أما بقيتْ عندكم ذرَّةٌ من ضميرٍ تردعكمْ عن هذا التمادي؟
ألا تخجلونَ من أنفسكم وأنتم تأخذونَ بلدنا الحضاريَّ إلى الهجرةِ الأقسى في تاريخهِ، حجماً ونوعاً؟
تحتَ سلطتكمْ المتسلِّطةِ، نحنُ نخسرُ نخبةَ الأدمغةِ عندنا، في كلِّ القطاعاتِ والاختصاصاتِ، فأيُّ تَصحُّرٍ تأخذوننا إليهِ؟
وهل صحيحٌ أن ما تفعلونهُ مقصودٌ، لإضعافِ لبنانَ وإخضاعهِ لمخططاتٍ خارجيةٍ؟
علماً ان لبنانَ لم ولن ولا يمكنُ ان يُبتلعَ من ايِّ فريقٍ كانَ.
***
فقط للعلمِ، أكثرُ من 30 مستشفى عندنا مهدَّدةٌ بالإقفالِ في غضونِ العامِ المقبلِ 2022.
وأساساً، معظمُ مستشفياتِ الدرجةِ الأولى، التي من أجلها سمِّيَ لبنانُ "مستشفى الشرقِ"، خسرت أعداداً كبيرةً من أطبائها وممرضيها الأكفاءِ وذوي الخبرةِ…
كما خسرَ البلدُ كثيراً من مُهندسيهِ ومحاميهِ البارعين، والآلافِ من مهاراتهِ التكنولوجيةِ وفنانيهِ… فلمصلحةِ مَن هذهِ الخسارةُ؟
ومن الأميركيةِ، إلى اليسوعيةِ إلى سائرِ جامعاتنا العريقةِ، أساتذةٌ خرَّجوا كباراً في لبنانَ والعالمِ العربيِّ، ألا تسألونَ مَن يتسبَّبُ في تشريدهم؟
وبعدُ، إسألوا عن طلابنا، أولادنا واحفادنا الأحباءِ الذينَ طافوا في أصقاعِ الدنيا يبحثونَ عن مستقبلٍ...
وأيُّ علمٍ ستتلقاهُ أجيالنا بعدَ اليومِ، في ظلكمْ، يا منظومةَ الفسادِ بالاضافةِ الى "فاسديهِ"...
الأرجحُ أن أمرَ الأجيالِ لا يعنيكمْ. فأنتم أمَّنتمْ، مِن زمانٍ، على أولادكم في أميركا وأوروبا… ومعهم ملايينُ الملايينِ "مِن المودعينَ"، الذينَ ضلَّلتموهمْ بهندساتكمْ ، ومن ملياراتِ خزينةِ الدولةِ المنهوبةِ؟
***
محزنٌ أن يُهاجرَ أولادنا الى بلدٍ ما، لمجردِ أنه يؤمِّنُ لهم الدراسةَ… أو على الأقلِّ الكهرباءُ 24/24.
محزنٌ أن يصبحَ اختراعُ إديسون عندكم فتيلاً وشمعةً وفانوسَ كازٍ…
يقولُ البعضُ إنكمْ نجحتمْ في أمرٍ واحدٍ هو:
إرجاعُنا أكثرَ من خمسينَ عاماً الى الوراءِ.
ولكن، حتى هذا القولُ ليسَ صحيحاً.
تلكَ الحقبةُ كانت مضاءةً في تاريخِنا، وزاخرةً بكلِّ الخيرِ ومواسمِ الحصادِ المباركِ. فسقى اللهُ تلكَ الأيامَ...
***
ماذا يعني أن 77 % من شبابِ لبنانَ غادروهُ أو هم يسعونَ إلى المغادرةِ،ومَن سيملأُ الفراغَ؟
ألا يحرِّكُ فيكم شيئاً، ضميرٌ او حسٌّ او شعورٌ بتقاريرِ اللواء عباس ابراهيم، المديرِ العامِ للأمن العام، وفيه أن جوازاتِ السفرِ الصادرةِ من مطلعِ 2021 حتى آخر آب بلغتْ 260 الفاً، مقابلَ 142 الفَ جوازٍ في الفترةِ نفسها من العامِ 2020، أي بزيادةِ 82 %؟
يقولُ الخبراءُ إنها الهجرةُ الثالثةُ من لبنانَ، وقبلها كانتْ حروبُ الآخرينَ على أرضنا هي السببُ في الهجرةِ والتهجيرِ.
ويقولونَ إن الموجةَ التي بلغتْ ذروتها بزلزالِ 4 آب لن تعوَّضَ إلا بعدَ سنواتٍ طوالٍ، أي بعدَ أن نتخلَّصَ من جحيمكم...
فمنْ أيِّ طينةٍ أو عجينةٍ أو جينةٍ وراثيةٍ أنتمْ؟
***
سيأتي يومٌ تُصبحونَ فيهِ وحدَكمْ، مع أغنامِكمْ في البلدِ،
وحدهم، يُصفِّقونَ لكم، ويفتدونكمْ "بالروحِ وبالدمِ"، ...
وأما النخبةُ عِلْماً وأخلاقاً وكرامةً وثقافةً، فقد تشرَّدتْ هرباً من فسادكمْ وجهلكمْ وجهالتِكمْ…
في مسرحيةِ الأخوين رحباني، "ناطورة المفاتيح"، هرَبَ الشعبُ كلّهُ من حُكمِ التسلِّطِ.
فرغتْ المدينةُ من أهلها تماماً، وبقيَ الملكُ وحدهُ.
وعندما غالبهُ الضجرُ، أقتنعَ بأن المملكةَ لا تستقيمُ بلا رعيَّةٍ، ودعا الناسَ إلى العودةِ.
***
متضرعينَ الى اللهِ تعالى، أن لا تكونوا جنيتمْ بأنفسكم،
بترحيلِ مئاتِ الآلافِ من اهلكمْ وابنائكمْ واخوتكمْ، ليعودوا مرةً ثانيةً قسراً،
الى "الآتونِ" الذي وضعتمونا فيهِ.