تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
بقلم صموئيل نبيل اديب
كلما كبرت... اكتشفت ان أصعب الوصايا الإلهية لم تكن في لا تسرق أو لا تغضب .. و لا في حتى لا تزني..
بل كانت في
" و لا تكن إلا فرحا... افرحوا في الرب كل حين و اقول أيضا افرحوا"
فالجوع يسده الرضا بكسرة خبزٍ .... و الغضب يوقفه الثقة في عدل الله و الخوف منه...
حتي سيف الشهوة.. يوقفها الصيام والصلاة..
إلا الحزن و الألم ..
يتملك القلب من الداخل.. يتسلل كدودة صغيرة من فتحة لاتري إلى داخل الثمرة.. يأكل في خلايا قلبك ببطء... مرة تلو الأخرى و قطمة بعد الاخرى..
فبين كسرة قلب بفقدان حبيب.. و جرح من صديق.. و ضياع الخير الذي صنعته لرفيق… و بكاء على انتقال قريب.. و فقدان الأمل في الطريق
تستيقظ ذات يومٍ لتكتشف أن ملامحك قد تغيرت و ان الفرحة قد ضاعت.. و توقفت شفتاك عن الابتسام و ضاعت من عينك بريق الطفولة ....و أن قلبك أصبح أجوف من كرة فرغ منها الهواء فتركها أصحابها مرمية في العراء..
عزائى دائما اننا نعلم ان الله اعطى كل انسان شوكة في الجسد.. مشكله ما.. مرض ما.. تعكنن عليه حياته و تجعله في ألم ..
و الذي أصبحنا نثق فيه هو أن ألله أما أنه قد جمع تلك الآلام في فترة معينة… مثل مرض السرطان.. أو وزعها أجزاء صغير علي كل سنين عمر الإنسان…
حكمه غريبه و عجيبه و غير مفهومة و لا أحد يعرف أن يفسرها.. مهما كان عالما أو فقهيا دينيا…. أيوب مثلا.. عاش حياه كانت سعيده و على قمة الهرم الاجتماعي و فجأة سبع سنين من أصعب السنوات على مدى تاريخه كله..
بولس الرسول .. الخادم الأوسع انتشارا في رفع كلمة الإنجيل ..يصرخ من الألم لمرض استحى أن يتحدث عنه فقال " أُعْطِيتُ شَوْكَةً فِي الْجَسَدِ، مَلاَكَ الشَّيْطَانِ لِيَلْطِمَنِي، لِئَلاَّ أَرْتَفِعَ." (2 كو 12: 7).
كان الألم من الشدة حتى أنه طلب من الله أن يرفعه ثلاث مرات..
نعلم أن الحزن موجود..و الألم ضريبة بشرية على كل من حمل روحا فى هذه الأرض.. و لكننا نتعزى بأننا نعلم انه مهما طال الالم فله نهاية..وانه على مقدار الشوكة تصير عظم المكافأة ..
"افرحوا"..
ما أصعبه من أمر الهي…
و ما أعظمها من عطيه….