تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
نسارعُ إلى القولِ : ليسَ لدينا موقفٌ مسبقٌ من احدٍ ،لا نعارضُ للمعارضةِ ،
فلسنا من مدرسةِ " الفنِ للفن " ، ثوابتنا أن نكونَ إلى جانبِ الجيلِ اللبنانيِّ اليائسِ لأنهُ الأملُ الوحيدُ للمسقبلِ.
***
حكومةُ الرئيسِ نجيب ميقاتي شُكِّلَتْ ، اخذت الصورةَ التذكاريةَ وعقدت جلستها الأولى لأعدادِ البيانِ الوزاريِّ ، هذا البيانُ يجبُ الاَّ يكونَ فضفاضاً ، فهذهِ الحكومةُ عمرها بالكادِ ثمانيةُ اشهرٍ ولن تستطيعَ فعلَ الكثيرِ سوى الإنتخاباتِ النيابيةِ في آخرِ ايامها في أيار المقبلِ ،
لكن في اولِ ايامها مطلوبٌ منها الكثيرُ، وهذا "الكثيرُ" كلهُ اولوياتٌ .
البدايةُ هي الإعدادُ لبدءِ التفاوضِ مع صندوقِ النقدِ الدوليِّ ، يجبُ ان يعي اللبنانيونَ ان صندوقَ النقدِ الدوليِّ هو " بنكٌ بيديِّنْ مصاري" ، لكنهُ ككلُ بنكٍ ، لا يوافقُ على الإقراضِ إلاَّ إذا كانَ المقترضُ قادراً على السدادِ ، ومن شروطِ القدرةِ على السدادِ :
الإصلاحُ ، فمن دونِ الإصلاحِ لا يمكنُ لصندوقِ النقدِ الدوليِّ ان يعطي سنتاً واحداً .
إذا بدأتِ الحكومةُ بالإصلاحِ ، سنصفِّقُ لها ، أما إذا لم تبادر ، فقلمنا بالمرصادِ تماماً كما هي صرخاتُ الناسِ البائسينَ، اليائسين.
***
ليسَ من عاقلٍ إلاَّ ويعرفُ ان ولادةَ حكومةِ الرئيسِ نجيب ميقاتي لم تكنْ وليدةَ توافقاتٍ داخليةٍ ، بل هي نتيجةُ تفاهماتٍ اقليميةٍ ودوليةٍ إلتقطَ الرئيس ميقاتي توقيتها جيداً ، فولِدتْ الحكومةُ .
مَن دفعَ في اتجاهِ تشكيلِ الحكومةِ ، من المنطقيِّ ان يكونَ إلى جانبها ، على الأقلِ في ايامها الاولى ، من هنا ولِدَتْ فكرةُ " فترةُ السماح " التي لن تكونَ مئةَ يومٍ لأن عمرَ الحكومةِ هو أكثرُ من مئتي يومٍ بقليلٍ ،
فلا يصحُ ان تكونَ فترةُ السماحِ نصفَ عمرها .
***
الحكومةُ مطالبَةٌ بالإنجازِ من الايامِ الاولى بعدَ نيلِ ثقةِ مجلسِ النوابِ ، وليكنْ شعارها " هلمَّ إلى العملِ"،
وعندها سنبدأُ بالمحاسبةِ كلَّ يومٍ بيومهِ و" على القطعةِ".
إن أهمَّ شيءٍ يجبُ التركيزُ عليهِ هو محاولةُ الحدِّ من الهجرةِ ، لأنه لا قيمةَ لأيِّ شيءٍ إذا لم يتوقفْ هذا النزفُ الهائلُ ،
يكفي ان يعرفَ القارئُ ان الامن العام أنجزَ وسلَّمَ ثمانينَ الفَ جوازِ سفرٍ في الفترةِ الممتدةِ من مطلعِ هذهِ السنةِ حتى اواخرِ آب الفائتْ .
ثمانونَ الفَ جوازِ سفرٍ في ثمانيةِ اشهرٍ ، بمعدلِ عشرةِ آلافِ جوازٍ في الشهرِ ، معظمهم من جيلِ الشبابِ ، أليسَ هذا ما يجبُ ان يُشكِّلَ البندَ الاولَ في اهتماماتِ الحكومةِ الجديدةِ ؟
سنسائلها كلَّ يومِ وصبحاً ومساءً عمَّا فعلتْ وستفعلُ في هذا الملفِ الذي إذا لم يُعالَجْ فعلى البلدِ السلامُ .
ما زالَ من السنةِ اربعةُ اشهرٍ ، فإذا بقيَّ الطلبُ على الجوازاتِ على هذهِ الوتيرةِ فإن المهاجرينَ سيجتازونَ عددَ المئةِ الفٍ.
هذا الرقمُ ليسَ مزحةً في بلدٍ لا يتجاوزُ عددُ سكانهِ الأربعةَ ملايين .
هل تعي الحكومةُ الجديدةُ هذهِ المأساةَ ؟ وماذا في خطَّتها العاجلةِ لمعالجتها ؟
وهل تغيرَ شيءٌ عن الحكومةِ السابقةِ، سوى الاسماءِ وتبديلِ الحقائبِ.
ننتظرُ الافعالَ لنحاسبها "على القطعةِ".