تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
لم يعد خافياً على أحد أن تشكيل الحكومة في لبنان عالق في متاهة المحاصصة السياسية وتناتش الوزارات، وغير صحيح كل ما أشيع ويشاع عن أسباب خارجية لتعطيل تشكيل الحكومة. فلو اتفق الفرقاء اللبنانيون على تشكيل حكومة، لن تُمانع الدول، خاصة الصديقة كما يُسمُّونها، ولن تسطيع أي قوة خارجية أن تمنع تشكيل الحكومة.
كان لافتاً في التوقيت والمضمون ما سرّبته جريدة النهار اليوم، عن عزم الرئيس المكلف نجيب ميقاتي طرح تشكيل حكومة أقطاب من ١٤ وزيراً، وأوردت النهار التالي:
«بالاسماء: ميقاتي يطرح حكومة آخر فرصة... 14 وزيراً:
معلومات حصلت عليها "النهار" ليل أمس، بدت كأنها تمهّد لحسم وشيك ذلك ان مصادر واسعة الاطلاع كشفت لـ"النهار" ان معطيات جديدة توافرت لديها عن اتجاه جديد لدى الرئيس ميقاتي إلى طرح "حكومة إنقاذ تنفيذية" تخرج البلاد من الازمة الكارثية وتتكون من 14 وزيرا هم بالاسماء كالاتي:
نجيب ميقاتي، تمام سلام، بهية الحريري، سليمان فرنجية، ابرهيم كنعان، جورج عدوان، ياسين جابر، محمد فنيش، جهاد مرتضى، وليد جنبلاط، اغوب بقرادونيان، فريد مكاري، الياس المر، غسان سلامة.»
يتضح من التشكيلة المسرّبة أن صاحبها وقع في جملة أخطاء تنم عن عدم جدية الطرح ، أو أنه يجري استثمارها في خانة الضغط على رئيس الجمهورية. وأبرز هذه الملاحظات هي التالية:
١- اقتصرت حصة التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية على اسم النائب ابراهيم كنعان، إضافة إلى حلوله مكان رئيس التيار جبران باسيل الذي تم تغييبه عن التشكيلة.
٢- تضم التشكيلة وزيراً عن القوات اللبنانية التي ترفض بشكل قاطع المشاركة في أي حكومة .
٣- تم الخلط بين أقطاب أساسيين في حين تمثلت أحزاب وقوى أُخرى بشخصيات من الصف الثاني
٤- تضم التشكيلة أسماء لن توافق على المشاركة في أي حكومة : فمن المعروف أن وليد جنبلاط سلم نجله تيمور رئاسة اللقاء الديمقراطي ومعظم شؤون السياسة والمهام الرسمية في الدولة، وكذلك فعل سليمان فرنجية الذي لن يقبل بأقل من رئاسة الجمهورية ، وتمام سلام كان قد رفض تكليفه بتشكيل حكومة في عهد الرئيس عون.
٥- الأهم في هذا الطرح أنه ينسف المبادرة الفرنسية التي قامت منذ سنة على مبدأ تشكيل حكومة اختصاصيين، ويذهب باتجاه حكومة سياسية بامتياز، بل أكثر من ذلك حكومة أقطاب.
بغض النظر عن هذا الطرح والغاية منه، فإن كلمة واحدة من الشعب اللبناني برسم كل هؤلاء المسؤولين، وخاصة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، هي: «كفى»
نعم كفى مماطلة، وكفى محاصصة، وكفى إذلالاً، وكفى فقراً وتجويعاً، وكفى إهانة لشعبكم، كفى ظلماً، وكفى تسلطاً، وكفى فساداً، وكفى سرقة لأموال الشعب والوطن.
كفى استهتاراً بعقول اللبنانيين، وكفى اختباءً خلف حقوق الطوائف وجدل الصلاحيات العقيم، ومطوّلات جهابذة تفسير الدستور والقوانين، التي لم تُنتج سوى مزيداً من المناكفات والتعطيل لمؤسسات الدولة، وتدميراً لاقتصاد لبنان.
كفى مماطلة وتسويفاً، فالشعب يصرخ ألماً، وأنتم تتنعمون في قصوركم المبنية بأموال الشعب، وبمواكب ملكية جرارة تسير فوق أجساد المواطنين، وتغرقون في سبات على أرائك من المديح وألقاب الفخامة والمعالي والسعادة .
نعم وهي كلمة واحدة «كفى»
وأنقذوا لبنان