تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
في لبنانَ هناكَ مثلٌّ يتمُ استعمالهُ عادةً واطلاقهُ على الاشخاصِ الذينَ وعندما يفلِّسونَ ويعجزونَ عن حلِ مشاكلهم، يبدأونَ بالتصرفِ شمالاً ويميناً عبرَ خلطِ الحابلِ بالنابلِ والتصرُّفِ بعشوائيةٍ لدرجةِ الهذيانِ...
عِبْرَ "تركيب الطرابيش" التي لا تلبثُ ان تنكشفَ وتسقطَ وتنهارَ...
هذهِ هي حالنا مع الدولةِ المفلِسةِ... وهذهِ كانتْ ردةُ الفعلِ الاولى لدى سماعِ ما صدرَ عن الاجتماعِ المخصصِ لمعالجةِ مسألةِ رفعِ الدعمِّ عن المحروقاتِ...
لم تتجرأْ السلطةُ دسَّ سمِّ غلاءِ المحروقاتِ عبرَ الاعلانِ فوراً عن الارقامِ التقريبيةِ للزياداتِ، وهذا ما زادَ التفسيراتِ والارقامَ من هنا وهناكَ للاسعارِ قبل ان يحسمها بيانُ وزيرِ الطاقةِ صباحَ الاحد..
بينَ سعرِ منصَّةِ صيرفةٍ التي لا نعرفُ إذا كانتْ تعملُ ام لا، وبينَ سعرِ السوقِ السوداءِ، وبينَ سعرِ الصفيحةِ بالدولارِ، وبينَ إقراضِ مصرفِ لبنانَ للدولةِ، وتسجيلهُ هذهِ الاموالَ ديناً على الدولةِ...
ضاعَ الناسُ وتواصلوا فيما بينهم ليسألوا عملياً عَلاَمَ سترسو الاسعارُ بإنتظارِ جدولِ وزيرِ الطاقةِ الذي يبدو انه كانَ مشغولاً جداً، او ليسَ معهُ بنزين ليشاركَ في اجتماعِ بعبدا فشاركَ عبرَ تطبيقِ ZOOM من الشمالِ...
دولةٌ تدارُ بالواسطةِ وبالخفَّةِ و ON LINE على طريقةِ الانترنت اللبنانية...
***
الاسوأُ من كلِّ ذلكَ انهُ تمَ تصويرُ ما جرى بالأمسِ انتصاراً لحقوقِ الناسِ عبرَ رفعِ سعرِ بدلِ النقلِ الى 24 الفَ ليرةٍ يومياً... عظيمٌ... ما هذا الانجازُ... بإنتظارِ صدورِ البطاقةِ التمويليةِ او الانتخابيةِ التي ستصدرها وزارةُ الشؤونِ الاجتماعيةِ، ولهذا السببِ يتمُ الاستقتالُ للحصولِ على هذهِ الحقيبةِ.
ومع انتهاءِ اجتماعِ المحروقاتِ تبخَّرتْ نظريةُ المؤامرةِ والانقلابِ والفوضى التي كان سيسبِّبُها قرارُ رفعِ الدعمِ.. وانصاعَ الجميعُ تحتَ رايةِ "الامن القومي" خشيةَ الفوضى..
ورهانُ السلطةِ ان الناسَ ستوازنُ بينَ ذلِّ الانتظارِ وبينَ الزياداتِ، سيستسلمُ الناسُ ويسكتونْ.. كما تراهنُ السلطةُ.
ولكن ما الذي سيضمنُ ان يقبلَ الناسُ بهذهِ القراراتِ؟ صحيحٌ ان البواخرَ المتوقِّفةَ في عرضِ البحرِ ستفرغُ حمولتها على التسعيراتِ الجديدةِ وستتوقفُ خطوطُ الذلِّ التي ينامُ فيها الناسُ على الطرقاتِ لملءِ الوقودِ..
***
ولكن.. مهلاً.. هل سيقبلُ الناسُ بما ستؤولُ عليهِ وإليهِ اسعارُ كلِّ شيء.. نعم كلُّ شيءٍ..
مع ارتفاعِ اسعارِ المحروقاتِ مرتينِ حتى الساعة.. سترتفعُ بعدُ اكثرَ بكثيرٍ اسعارُ المولِّداتِ والخضارِ والفواكه واللحومِ والمأكولاتِ والخدماتِ والنقلِ والفنادقِ والمطاعمِ "اذا بقيت" والمخابزِ والحلاقين والنجارين ... الخ.. كلُّ شيءٍ.. مرتينِ حتى الساعةِ...
من لديهِ القدرةُ على تحمُّلِ هذا الجنونِ في دولةٍ إنهارتْ عملتها تسعينَ بالمئةِ والآتي اعظمُ؟
***
كيفَ ستفتحُ المدارسُ والجامعاتُ ابوابها؟
وكيف تحدَّدُ الاقساطُ وتعويضاتُ الاساتذةِ؟
ماذا يفعلُ الاهلُ؟ وهل بعدُ من قدرةٍ لدى المدارسِ الرسميةِ على الاستيعابِ، وهي اساساً مُتخمةٌ بالنازحينَ السوريينَ وكلِّ الذينَ تسرَّبوا من المدارسِ الخاصةِ؟
ايُّ جنونٍ نحنُ مقبلونَ عليهِ، ومن الاكيدِ ان الدولارَ الجمركيَّ سيرتفعُ ولن يتمَّ الاستمرارُ بفواتيرِ التلفونِ والانترنت،
على السعرِ الرسميِّ للدولارِ مع وجودِ 5 تسعيراتٍ للدولارِ...؟
هذهِ امثلةٌ... من جنونٍ نحنُ مقبلونَ عليه.. وطبعاً لم نتحدثْ عن كلِّ ما هو اتٍ...
الأنكى ان "اليونيسيف" الامميةَ تتحدثُ عن تهديدِ اربعةَ ملايين بالعطشِ وبغيابِ المياهِ نتيجةَ ازمةِ الكهرباءِ... مهلاً:
ماذا سيحلُ بالكهرباءِ، ومن أينَ نأتي بالاموالِ للمحروقاتِ للكهرباءِ؟
صحيحٌ ان ملايينَ الدولاراتِ التي سيقرضها مصرفُ لبنانَ للدولةِ للمحروقاتِ ولقطعِ الغيارِ للكهرباءِ ولكنْ..
كيفَ سنأتي باسعارِ المحروقاتِ للكهرباءِ؟
***
بانتظارِ الفيول العراقي.. وبإنتظار حكومةِ "العجيبِ النجيبِ".. يصرخُ الناسُ آخ يا بلدنا... على طريقةِ شوشو لبنان:
"شحادين يا بلدنا قالوا عنا شحادين"...
شحادين في الداخلِ صرنا، وشحادينَ من الخارجِ صرنا...
***
هذهِ نهايةُ مسرحيَّتِكمْ المأساويةِ للفسادِ، وعلى مدى 25 عاماً من حُكْمِكمْ وتَحكُّمِكُمْ.