تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
اسوأُ من الأزماتِ التي نمرُّ بها ، هو المعالجاتُ الخاطئةُ والمبتورةُ التي لا تحلُّ الأزماتِ بل تزيدها تفاقماً :
ترتفعُ اسعارُ الموادِ الغذائيةِ ، وبدلاً من ضبطها لوضعِ حدٍّ لجشعِ التجارِ ، يُصارُ إلى أبتكارِ لوائحِ الدعمِ وهي وسيلةٌ ليهرِّبَ التجارُ أموالهم حيثَ يفتحونَ الاعتماداتِ في الخارجِ وتذهبُ البضائعُ الى الخارج،
ويبيعونها بـــ " فريش دولار " ويتذرعونَ في الداخلِ ان هناكَ تهافتاً على البضائعِ المدعومةِ ولهذا السببِ هي مقطوعةٌ .
مَن استطاعَ إيجادَ الـــ 300 سلعةٍ مدعومةٍ ؟
لم يظهرْ منها في رفوفِ السوبرماركت سوى سلعٌ تُعدُ على اصابعِ اليدِّ الواحدةِ ، والباقي على الرفوفِ في نيجيريا وغيرها من الدولِ الافريقيةِ والاوروبيةِ وحتى الدولِ العربيةِ ،
وبلغتْ بهم الوقاحةُ ان تركوا " ستيكر " " مدعوم " عليها ،
ومَن يتواقحُ إلى هذهِ الدرجةِ فهو لا يخافُ اللهَ،
ولا الشعبَ ولا "راوولَ الاقتصادِ" الفهيمِ و"العبقريِّ" في إنهيارِ الاقتصادِ!!
***
حاولوا حلَّ أزمةِ الدواءِ فازدادتْ الامورُ تفاقماً :
قسَّموا الادويةَ إلى قسمين :
قسمٌ يبقى مدعوماً وقسمٌ يُرفَعُ عنهُ الدعمُ. حُدِّد دولارُ الدواءِ بــ 12000 ليرةٍ. اعترضَ الوكلاءُ والمستوردونَ لأنهم سيشترونَ الادويةَ على الدولارِ المتوافرِ أي دولارِ السوقِ السوداءِ ،
ردَّ وزيرُ الصحةِ بأن فتحَ بابَ الاستيرادِ للجميعِ على ان يقدِّموا وثائقَ الأدويةِ لاحقاً وليسَ مسبقاً !!!!
هل تعرفُ يا شعبَ لبنانَ العريقَ الحضاريَّ ماذا يعني ذلكَ ؟
يعني ان الدواءَ سيبقى مقطوعاً لأن الشركاتِ لن تستوردَ الدواءَ على سعرِ دولارِ السوقِ وتبيعهُ على دولارِ ١٢ الفاً :
دولارُ السوقِ اليوم ٢٢ الفاً ، فكيفَ تبيعهُ على ١٢ الفاً من دونِ دعمٍ ؟ في هذهِ الحالِ ستُقفلُ ابوابها وتوقفُ الاستيرادَ .
ينقطعُ الدواءُ فيكونُ تجارُ " الادويةِ البديلةِ " حاضرينَ ( وربما بضائعهم قد اصبحتْ على المرفأِ )،
ووزيرُ الصحةِ اصدر قراراً بإباحةِ واتاحةِ استيرادِ الادويةِ وعلى " المستوردينَ الجددِ " ان يقدموا وثائقَ ادويتهم لاحقاً وليسَ مسبقاً .
في هذهِ الحالِ ستمتلئُ رفوفُ الصيدلياتِ بالادويةِ الصينيةِ والايرانيةِ وستختفي ادويةُ كبرياتِ الشركاتِ العالميةِ .
المشكلةُ ليستْ هنا فقط بل :
أيُّ طبيبٍ لبنانيٍّ حائزٍ على براءةٍ ووصفِ دواءٍ ايرانيٍّ او صينيٍّ او من الدولِ التي لا تعترفُ منظماتُ الادويةِ العالميةِ بها ؟
أيُّ فوضى ستصيبُ قطاعَ الصيدلةِ والادويةِ في هذهِ الحالِ ؟
ستزدهرُ " صيدليةُ الشنطة " حيثُ كلُّ مسافرٍ يملأُ حقيبةً من الادويةِ ويبيعها " دليفري" !!!!
بربِكمْ أينَ اوصلتمونا يا "جهابذةَ الطبقةِ السياسيةِ" ؟
قطاعٌ وراء قطاعٍ ينهارُ من الجهلِ والعجزِ والهدرِ والفسادِ.
اكفأُ الاطباءِ يهاجرونَ الى بلادِ الخيرِ، إذ الانسانيةُ عندكم معدومةٌ.
ادويةٌ لا تستورَدُ لأن منَ عاشَ على الجهلِ يحبُّ ان يعيشَ كلُّ الناسِ مثلهُ، في القرنِ الواحدِ والعشرين.
موادٌ غذائيةٌ مفقودةٌ لأن بطونكم شرهةٌ، متخومةٌ من جنى اعمارنا.
أنتفضوا يا شعبَ لبنانَ الحضاريَّ على خوفكم!!