تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
كلُّ الضجَّةِ حولَ اعتذارِ الرئيسِ سعد الحريري، يومَ أمسِ، كانَ زوبعةً في فنجانٍ.
الحريري جاءَ مَن مصرَ، ومعهُ "ظَرْفٌ" أبيضُ يتضمنُ تشكيلةَ 24، تُراعي مبادرةَ الرئيسِ نبيه بري، وسلَّمهُ إلى الرئيسِ ميشال عون.
التشكيلةُ مرفوضةٌ سلفاً، ولا تستجيبُ لمطالبِ الرئيسِ ميشال عون وكذلكَ لرئيسِ "التيارِ" جبران باسيل .
رئيسُ الجمهوريةِ قرَّرَ الاحتفاظَ بـ"الظَرفِ" الأبيضِ واختيارَ "الظرفِ المناسبِ" ليعلنَ موقفهُ من التشكيلةِ: نعم أو لا.
وهكذا، فالحريري أيضاً لن يستعجلَ القرارَ بالاعتذارِ أو الاستمرارِ.
ولا نكشفُ سرّاً إذا قلنا إن الحريري تلقّى اتصالاتٍ خارجيةٍ تتمنى عليهِ التريُّثُ… وهو بالطبعِ "مش زعلان" من هذهِ التمنياتِ!
***
أيتها "السلطةُ المتسلِّطةُ"، ألاّ تشعرونَ بالمللِ من هذهِ السيناريوهاتِ؟
وإذا كنتمْ "مش مستعجلين" و"اللي ببيت أهلو عَ مهلو"، فلأن الوجعَ ليسَ عندكمْ اطلاقاً بل في بيوتِ الناسِ.
الوجعُ، هو عندَ هذا الشعبِ المعذَّبِ الصابرِ، والذي صارتْ آلامهُ لا تقاسُ… فيما أنتمْ مرتاحونَ لـ"المناوراتِ الفارغةِ" والحرتقةِ الغليظةِ والمناكفاتِ.
أقلُّ ما يقولهُ الشعبُ لكم : كفى كفى كفى !
***
أيُّ ضميرٍ يسمحُ لكم بهدرِ الوقتِ، فيما الدولارُ سيقفزُ فوقَ الـ20 ألفاً؟
وعلى سيرةِ الضميرِ، تذكَّروا أن أهالي الضحايا في المرفأِ يتعرَّضونَ للقمعِ لمجرَّدِ أنهم يصرخونَ من الوجعِ وألمِ الفراقِ.
فهل دماءُ أولادهم وآبائهم وإخوتهم تعنيكمْ بشيءٍ؟
***
البلدُ على فُوهةِ بركانٍ وأنتمْ في الملهاةِ المستمرةِ: يشكَّلُ أو لا يُشكِّلُ؟
يعتذرُ أو لا يعتذرُ.
يعتكفُ أو لا يعتكفُ.
يجولُ العالمَ أو يراوحُ مكانهُ في ربوعنا.
كلُّ ذلكَ هل يؤمِّنُ دواءً لمريضٍ؟
أو حليباً، أو كسرةِ خبزٍ لطفلٍ جائعٍ؟
وأما الأكاديميُّ، مُصرِّفُ الأعمالِ، فما همُّنا إذا وبَّخهُ الديبلوماسيينَ أم لم يوبّخهوهُ؟
وما همُّنا لو "أخد على خاطره"، فقرَّرَ الإعتكافَ، ثم ندمَ على قرارهِ؟
***
دولةُ الرئيسِ "المُكلَّفِ " كلَّفَ الشعبَ الكثيرَ:
كلَّفهُ تعطيلًا للبلدِ حينَ استقالَ إثرَ ثورةِ 17 تشرين الاول 2019 .
كلَّفهُ تعطيلًا حينَ عرقلَ مساعي التسميةِ، من مصطفى أديب إلى سمير الخطيب، وحينَ تعطلتْ لديهِ قدرةُ التعطيلِ "رضخَ" لتكليفِ دولةِ الرئيسِ الأكاديمي.
وكلَّفهُ مراوحةً، إذ لا يريدهُ رئيسُ الجمهوريةِ ولا تريدهُ المملكةُ العربيةُ السعوديةُ،
وبالمناسبةِ، كيفَ نريدُ من المملكةِ أن تليِّنَ مواقفها تجاهنا، والسلطاتُ اللبنانيةُ لم تفِ بوعودها وتوقفْ تهريبَ الكبتاغون إلى أراضيها؟
***
إذا كنتمْ تظنونَ أن هذهِ المسرحيةَ الدائرةَ بين القصرِ والسراي ستتكفَّلُ بإلهاءِ الناسِ ونسيانها الوجعَ وتنفيسِ الغضبِ فأنتم مخطئونَ.
الوجعُ يتزايدُ، والغضبُ يتصاعدُ.
وسيأتي اليومُ الذي يكفرُ فيهِ الشعبُ بالجميعِ وبكلِّ شيءٍ.
وهذا اليومُ لم يعدْ بعيداً.