تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
الذين استمعوا إليهِ، واستمتعوا بالدُرَرِ التي نطقَ بها، تأكدوا أنهُ آتٍ من كوكبٍ آخرَ... لكنهم اختلفوا مَن أين؟
بعضهم قالُ: بما أن البلدَ في عهدهِ لم يُنتجْ الكهرباءَ، واتَّكلَ على ضوءِ الشمسِ، فهذا يعني أنهُ جاءَ من القمرِ.
وبعضُهم لاحظَ ما هو أعمقُ. فالأفكارُ التي طرحَها دولةُ العالِمِ الاكَّاديميِّ أبعدُ بكثيرٍ من القمرِ. فقالوا إنهُ آتٍ من المريخِ أو ضواحيهِ.
لكنَ الراسخينَ في العلمِ يقولونَ: انهم اتوا بدولتهِ من خارجِ المنظومةِ السياسيةِ، والمنظومةِ الشمسيةِ أيضاً.
لكنهُ من النوعُ الذي يَطيبُ لهُ مناخُ السرايا، ويَتذوّقُ... عَيشَ السرايا!
***
في كانون الثاني 2020، هبطَ علينا دولةُ الرئيسِ الاكَّاديميِّ. كانت ثورة 17 تشرين في ذروتها، وقد أسقطتْ حكومةَ السياسيينَ، برئاسةِ الحريري.
إختبأ العالِمُ وراءَ إصبعهِ. طمأنَ الثوارَ "أنا معكم". وطمأنَ الطاقمَ السياسي "ما يهمّكم". وطمأنَ السفيرة الأميركية "أنا إبنُ الجامعةِ الأميركيةِ. حِطّوا إيديكن بماءٍ بارد". ولكن، في العمقِ، لم يكنْ يريدُ أن يَطمئنَ أحداً… إلاَّ نفسهُ!
رفعَ شعار "اعطوني مهلةَ 100 يومٍ وخذوا من الإصلاحِ ما يدهشُ العالمَ".
نامَ الثوارُ على الوعدِ. مرَّتْ 200 و300 و400، وأما دولتهُ، فـ"على الوعدِ يا كَمّون"!
***
في الحقيقةِ، قسَتْ السفيرةُ الفرنسيةُ آن غريّو كثيراً على رئيسِ حكومتنا الأكَّاديميِّ في اجتماعِ السفراء اولَ من امسٍ ، حتى احمرَّتْ عيناهُ، وكأنهُ جامعيٌّ في صفها، وقد ضبطتهُ خارجَ موضوعِ الامتحانِ…
هي على حقٍّ في أن الفسادَ من صنعِ الطاقم السياسي، لا المؤامراتِ الكونيةِ.
ولكنْ، ليتَ سعادةَ السفيرة تركت لنا هذه المَهمَّة، لنقومَ نحنُ الشعبُ الحضاريُّ المكويُّ بالواجبِ.
ولكنْ، في ظنّنا أن ما قالتهُ يَنطقُ بلسانِ السفراءِ الموجودينَ جميعاً.
فمشكلةُ دولةُ الاكاديميِّ أنه لا يستطيعُ أن "يَعرجَ" أمامَ هؤلاءِ، لأنهم يعرفونهُ جيداً، وقد "خبَزوا وعجَنوا" جيداً طاقمنا السياسي، ولا تنطلي عليهم الخرافاتُ.
وثمةَ أسئلةٌ بسيطةٌ، لو طرحها السفراءُ عليهِ لفضَّلَ أن يرفعَ الاجتماعَ فوراً، ويعودَ الى مقرِّ اقامتهِ.
دَعْنا نطرحها عليكَ دولةَ الرئيسِ المستقيلِ، فهل سنلقى الجوابَ؟
***
ما دمتمْ تتباهونَ بخطَّتكم للإنقاذِ، فلماذا لم تنفذوها في أولِ 100 يومٍ؟ ولماذا لم تُكاشِفوا الناس وتستقيلوا عندئذٍ كالأبطالِ؟
ألم يصعدُ الدولارُ في عهدكم من 2500 ليرةٍ إلى 17 ألفاً، وأنتم تتفرجونْ؟
ألم يُهرِّبُ الحيتانُ ملياراتِ الدولاراتِ إلى الخارجِ في عهدكم، وأنتم تتفرجونْ؟
ألم يتكرَّسْ مسارُ الفسادِ والنهبِ في كلِّ المرافقِ والمؤسساتِ، وأنتم تتفرجونْ؟
ألم تُهرَّبْ ملياراتُ الدولاراتِ عبرَ الحدودِ، بالدعمِ المزعومِ، وأنتم تتفرجونْ؟
ألم يخسر لبنانُ احتياطاتهِ من العملاتِ الصعبةِ ويبدأ المسُّ بالاحتياطِ الإلزاميِّ، وأنتم تتفرجونْ؟
ألم يتحقّقْ الإذلالُ بطوابيرِ البنزينِ والدواءِ وظلمةِ الكهرباءِ في عهدكمْ، وأنتمْ تتفرجونْ؟
ألم يُقاطعنا الأشقاءُ العربُ والأصدقاءُ الأجانبُ وأنتم تتفرجونْ؟
***
الفسادُ وتجارةُ الشعاراتِ من سِماتِ الطاقمِ السياسيِّ عندنا. أنتم على حقٍّ.
ولكن، هل حاربتموهم بالفعلِ؟ يا دولةَ الرئيسِ دياب؟