تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
«الثائر» يُنشر بالتعاون مع النشرة الدولية نيوز
منظمة "لوياك" : إدارة ناجحة من قبل السيدة فارعة السقاف، وكادر كبير غالبيتهم من الشباب، الذين يتوزع على العديد من البلدان العربية
مما لا شك فيه أن الشباب هم عماد كل أمـة وأساسهـا، ونبض الحيـاة، ونبراس الأمل المضيء، وأداة فعالـة للبناء والتنميـة.
حينما يغيب دور الشباب عن ساحـة المجتمع أو تُساء ممارسة هذا الدور ، تتسارع إلى الأمة بوادر الركود و تعبث بهـا أيادي الإنحطاط، وربما بعضهم يتجه نحو التطرف والانتساب إلى الجماعات الإرهابية، التي لا تفتأ بالعمل على استقطابهم، وكأنها بذلك تجري لهم “غسل للدماغ” تزرع فيه كل أدوات القتل والتعصب البغيض.
تشير الإحصاءات في البلدان العربية أن الشباب يشكلون أكثر من نصف عدد السكان في أغلبية البلدان العربية. وترتفع هذه النسبة إلى 65% في بعض هذه البلدان.
عندما توجد في المجتمعات العربية، مؤسسات تقوم بالأهتمام بالشباب والأخذ بأيديهم، وتحفزهم على الإبداع في العديد من المجالات، وتنسيق البرامج الكفيلة بصقل مواهبهم، نجد أن هناك من بين هذه البرامج ما يتم الإقبال الكثيف عليها، وليس أدلّ على ذلك من البرامج التي تقوم عليها منظمة “لوياك” بإداراتها الناجحة من قبل، الفاضلة فارعة السقاف، وكادر كبير غالبيتهم من الشباب، وتتوزع على العديد من البلدان العربية.
مؤخراً كتبت، رئيسة مجلس إدارة منظمة لوياك، السيدة فارعة السقاف، مقالاً تناولت فيه”فاعلية البنى الرقمية في التدريب والنشاط الثقافي”.
السقاف توقفت عند أسئلة استبيان تمت صياغتها بذكاء، الأمر الذي عمل على تحفيزها بتقييم نتائج تجربة “لوياك” ومؤسساتها التابعة، فيما يتعلّق باستخدام المنصات الرقمية كوسيلة بديلة للتواصل مع الصغار والشباب في مجال التدريب وتطوير المهارات والأنشطة الثقافية والفنية المختلفة التي تقدمها “لوياك” وأكاديميتها للفنون.
السقاف، أضافت، أنه لم نتأخر في التحول إلى البديل الرقمي عندما بدأت جائحة كورونا، وفي بعض البرامج كان التحول سريعاً جداً خلال الأيام الأولى من الحجر، باستغلال وسائل السوشيال ميديا، وفي ذلك الاستخدام الأمثل لمثل هذه الوسائل.
جاء استخدامنا للمنصات الرقمية نوعاً ما عفوياً وتلقائياً دون تدريب كاف، تقول السقاف، بجهود فردية من المدربين أنفسهم، ولكن خلال 10 أيام كانت “لوياك”، بجميع فروعها ومؤسساتها التابعة، جاهزة للانطلاق نحو استخدام مؤسسي احترافي لمنصة الزوم باشتراكات رسمية مؤسسية تضمن خصوصية الورش وعدم الاختراق.
وفي وقت قياسي تم تدريب كل الموظفين والمدربين والعاملين وأعضاء مجلس الإدارة في الكويت ولبنان والأردن، على استخدام منصة الزوم، فكنّا جميعا جاهزين في بداية شهر أبريل 2020.
وبعدما تاكدت السقاف، ومعها في ذلك الكادر في “لوياك: أن الجائحة ليست أمرًا مؤقتا، بعد مرور شهرها الأول، بل هي وضع قد يطول، وقد يؤدي إلى مزيد من التداعيات النفسية والاقتصادية السلبية على أفراد المجتمع، سارعوا إلى التطوير ووضع بدائل متعددة لبرامجهم تسمح لهم بتقديم المادة الثقافية أو التدريبية بالشكل الأمثل، في ظل ما هو متاح ومتوافر.
كانت نتائج التحول إلى التعليم أو التدريب الافتراضي مُرضية وناجحة جداً حسبما قالت السقاف، وأضافت : يأتى ذلك بسبب رؤيتنا القائمة على أهمية التحديات في استفزاز المناخ الإبداعي بابتكار البدائل والحلول، وبإضافة عناصر مهمة لبرامجنا تمكننا من تحقيق تلك النتائج الإيجابية، وأحد أهم هذه العناصر هي الإفادة من خبرات عربية وعالمية مهمة ومميزة غير متوافرة في الكويت في مجالات متعددة كالإعلام والفنون وتطوير المهارات.
تالياً: مقتطفات من مقال رئيسة مجلس إدارة منظمة لوياك، السيدة الفاضلة فارعة السقاف:
التنبه المبكر للسلبيات المفترضة:
تنبهنا مبكرا للسلبيات المحتملة للورش الافتراضية وتأثيرها على المستفيدين، مما دفعنا الى وضع معايير عالية للورش لضمان جودتها.
ساعدنا التحول إلى التدريب الافتراضي على استقطاب طلاب من دول عربية أخرى، مثل لبنان والأردن ودول الخليج، وهو ما ساهم في إثراء الجو العام للورشة، فالتنوع والتباعد الجغرافي شكّلا عنصرًا مهماً في تكثيف الاستفادة لدى الطلاب وانسيابية التواصل الاجتماعي بينهم بدافع الفضول والحماس للتعرف على الآخر وخلق صداقات.
لا نستطيع أن ننفي أن التعليم الرقمي له جوانب سلبية تؤثر على مضمون المادة والبناء الحضاري وانخفاض مستوى التحصيل، بسبب ضعف التواصل المباشر.
كان ضمن إجاباتي عن أحد أسئلة الأديبة الشوا، وهو متعلق بالفجوات والسلبيات، أننا اضطررنا إلى التنازل كميّا لا نوعياً من أجل الحفاظ على مستوى التحصيل، فمثلًا:-
أولاً: اضطررنا الى تخفيض كبير في عدد الطلاب المستفيدين في الورش، خصوصاً الموجّهة للأطفال، فمن 10 أطفال في الواقعي الى 4 بحد أقصى، حتى يتمكن المدرب من متابعة الطفل وضمان تفاعله، وبالنسبة للكبار، انخفض العدد الى 10، فالتفاعل عبر الورش الافتراضية ضعيف مقارنة بالواقعية التي يتجاوب معها الطفل أسرع.
ثانياً: بعض الأنشطة واجهت تحديات في التجاوب مع الطلاب، وفي الفائدة المرجوة بسبب طبيعتها الحركية كالتمثيل ورغم الصعوبات والتحديات تابعنا العمل.
ثالثاً: بسبب التحديات المتمثلة في انخفاض استيعاب الأطفال وتفاعلهم من خلال المنصات الرقمية، فإنّ مدة الحصة الواحدة تقلصت من 50 الى 30 دقيقة، وزادت مدة الاستراحة بين حصص الأنشطة، فكانت تجعل إجمالي الإنتاجية في فترة الساعتين لا يتجاوز 1:30 الساعة.
لذلك لا ننفي انخفاض مستوى التحصيل لدى الصغار وصعوبة تطوير المهارات الحركية والفنية المطلوبة للطفل في الوقت المطلوب من خلال المنصات الرقمية. بل إننا، بعد فترة طويلة من الاستخدام، نتوقع أن تؤدي إلى آثار جانبية سلبية على السلوك والنشاط الذهني.
أما بالنسبة لتجربة أكاديمية لوياك للفنون في مجال المعارض الفنية التشكيلية ومدى ملاءمتها، فإنّ المعرض التشكيلي “انهضي يا بيروت”، الذي يعدّ المعرض الافتراضي الأول الذي انطلق من الكويت، وحقق نجاحاً غير مسبوق لعدة أسباب منها أن المعارض الافتراضية تصبح متاحة لعدد أكبر من الزائرين مقارنة بالمعارض الواقعية التي يكون روادها محدودين في الغالب.
إلا أنّ من أهم أسباب نجاح المعرض سرعة الاستجابة للحدث من جهة، وسرعة التجهيز وكفاءة التواصل والتوصيل من جهة أخرى، الأمر الذي تطلب الكثير من الجهد المضني المضاعف لكون الفنان والمشتري في مناطق مختلفة من العالم، فهذا النشاط الفني الاستثنائي المميز، وإن نجح، فإنّ تحدياته كثيرة كما هي فرصه، لذا فإنني أرجع السبب الى حُسن الإدارة والتسويق والتواصل الذي وقفت خلفه الفنانة أميرة بهبهاني (عضوة مجلس إدارة أكاديمية لوياك للفنون) وأعضاء الفريق الصغير الذي عمل معها.
بشكل عام، نستطيع أن نوجز أن للبنى الرقمية مزاياها في الحصول على فرص مميزة للتعلم من ذوي الخبرة من المحترفين المميزين عالميا أو عربيًا خارج الكويت، وتحفيز الفضول المعرفي لدى المتلقي بسبب دمج المشاركين من الشباب العرب في الدول العربية مع الشباب بالكويت، وفي ربط العالم بعضه ببعض، أما سلبياتها فهى انخفاض مستوى جودة التفاعل بين الطلاب والمدرب، وصعوبة تطوير المهارات المرتبطة بالحركة أو الفنون، وانخفاض أعداد المستفيدين، وتقليص فترة التدريب، مما يؤثر على التراكم المعرفي والتنمية البشرية بشكل عام، وغياب كل الأنشطة الثقافية التي تشترط التواصل الواقعي، مما يؤدي حتما الى تباطؤ وتيرة البناء الثقافي.
يمكن القول إنه برغم كل الاجتهادات الفردية والمؤسسية المتفانية التي بذلت ومازالت تبذل من قبل المهتمين بالشأن التنموي والثقافي في البلاد بغية الحفاظ على جزء ولو بسيط من النشاط الثقافي والفني، فإن الأمر كان، بلا شك، مرهقًا جداً لكل العاملين في هذا الشأن، الحريصين على جودة مخرجات التنمية البشرية والمهتمين بالشأن الثقافي.
في الختام، فإننا نتطلع بشوق شديد إلى العودة للتواصل البشري الواقعي لمصلحة الإنسانية والبناء الحضاري، أما التواصل الرقمي فسيظل موجوداً لاجتماعات أو ورش عبر القارات والمحيطات، ليكون التعليم والتنمية مزيجا متوازنا بين الواقعي والافتراضي.