تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
يروي رئيسُ وزراء بريطانيا ونستون تشرشل في مذكّراتهِ، أنه عندما أبلغَ الزعيمَ السوفياتي جوزيف ستالين، أثناء مؤتمرِ يالطا في شباط 1945، أن الفاتيكان قرَّرَ مواجهةَ هتلر، أجابهُ ستالين:"كمْ دبابةً يملكُ بابا الفاتيكان"؟.
***
ليسَ 2021 كما 1945 ، فالإتحادُ السوفياتي الذي لم يكنْ يقتنعُ إلاَّ بالقوةِ والبطشِ ، لا بالإيمانِ والصلواتِ ، سقطَ على يدِّ البابا يوحنا بولس الثاني ابن بولندا التي بدأ تفكيكُ الاتحادِ السوفياتي منها ، وصولاً إلى سقوطِ جدارِ برلين الذي كانَ يَقسمُ المانيا الى المانيتين :
الشرقيةِ والغربيةِ ، ولم تكنْ الكنيسةُ الارثوذكسيةُ في روسيا بعيدةً عن تلكَ الاحداثِ،وهي الكنيسةُ التي حافظتْ على شخصيتها وحضورها وتاريخها وتراثها على مدى سبعينَ عاماً ،
هو عمرُ الاتحادِ السوفياتي والنظامِ الشيوعيِّ منذُ مطلعِ القرنِ العشرينِ حتى العقدِ الاخيرِ منهُ .
***
نقولُ هذا الكلامَ لأن يومَ الصلاةِ من اجلِ لبنانَ في الفاتيكان بحضورِ البابا والبطاركة ، لم يكنْ حدثاً عابراً على الإطلاقِ ، فالبابا ، بما يمثِّلُ من قيَّمٍ معنويةٍ بإمكانهِ الضغطُ في اكثرَ من اتجاهٍ ، خصوصاً انهُ باتَ يدرِكُ حقيقةَ الأزمةِ اللبنانيةِ وعمقها وانه إذا استمرَ الوضعُ على ما هو عليهِ ، فإنَ هذا البلدَ آيلٌّ إلى الزوالِ .
***
ولكن من هنا إلى أين ؟
لا احدَ يُدرِكُ إلى أينَ ستصلُ الامورُ ، صحيحٌ ان هناكَ مؤشراتٍ إلى إمكانِ تبدّلٍ في الاوضاعِ، ومن أبرزِ هذهِ المؤشراتِ إمكانُ ان يعتذرَ الرئيسُ المكلَّفُ عن عدمِ التشكيلِ ، لكنَ الامورَ رهنٌ بالاتصالاتِ .
وثمةَ مَن يتحدثُ عن ان هذهِ الاتصالاتِ بحاجةٍ إلى ان تنضجَ لجهةِ مَنْ سيكونُ الاسمُ الذي سيخلفُ الرئيسَ المكلَّفَ ، وما هي وظيفةُ الحكومةِ العتيدةِ ؟
هل ستكونُ حكومةَ مهمةٍ كما كانَ يطالبُ الفرنسيونَ ؟ ام حكومةَ انتخاباتٍ نيابيةٍ التي هي على مسافةِ أقلِّ من تسعةِ اشهرٍ؟
***
لكن مَنْ من المواطنينَ قادرٌ على الصمودِ تسعةَ اشهرٍ حتى موعدِ الإنتخاباتِ ؟
هل تدرِكُ هذهِ السلطةُ أن المواطنَ اللبنانيَّ يعيشُ كلَّ يومٍ بيومهِ ؟
هل تدرِكُ ان جُلَّ اهتماماتِ الناسِ هي توفيرُ ربطةِ الخبزِ والدواءِ وصفيحةِ البنزين والموادِ الغذائيةِ الاساسيةِ ؟
هل تُدركُ هذهِ السلطةُ مجتمعةً ان رواتبَ اللبنانيينَ ذابتْ كالملحِ في المياهِ ولم تعدْ لها أيُّ قدرةٍ او قيمةٍ شرائيةٍ ؟
إن السلطةَ مجتمعةً في انفصامٍ عن شعبها، وهذا ما سيوصِلُ إلى الانفجارِ الكبيرِ الذي بدأت طلائعهُ تظهرُ.