تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
ما هذهِ "الدُوَّيخةُ"، يا "جمعيةَ" السلطةِ.
"ما أشطرَكم" بالتعطيلِ و"العَركجِةِ" وإضاعةِ فرصِ الإنقاذِ. وماذا يَضيرُكم إذا طالتْ الأزمةُ، أنتم "المرتاحينَ تماماً على وضعكم"؟
نقولها وبقلبٍ محروقٍ:
تعِبنا وقرِفْنا من تجاذباتكم السخيفةِ: هذا يحقُّ لهُ هنا، وذاكَ يحقُّ لهُ هناكَ. وهذا حصَّتهُ الشرعيةُ كذا، وذاكَ حصَّتهُ الطائفيةُ كذلك…
في آخرِ الأخبارِ ما يؤكدُ المعلوماتِ التي أوردناها في مقالنا أمس:
الرئيس سعد الحريري سيعتذرُ، بعدَ التوافقِ على شخصيةٍ سنّيةٍ أخرى للتأليفِ، وذلكَ مرجّحٌ في غضونِ أسبوعينِ.
فعسى أن ننتهي من "دوَّيخةِ" الاعتذارِ واللاإعتذارِ التي صارتْ كحكايةِ إبريقِ الزيتِ…
الشعبُ اللبنانيُّ الأصيلُ وصلَ إلى شفيرِ الموتِ جوعاً، بالمعنى الحقيقي لا المجازي.
فعسى أن تُنصِتوا إلى الأنينِ الطالعِ بمرارةٍ من بيوتِ أهلنا الطيبينَ المستورينَ!ولن تُنصتوا!
***
الأنكى، هذهِ التمثيليةُ "السَّمجةُ" التي قدَّمتموها قبلَ يومين، والتي كانت "جُرصةَ العصرِ" في وسائلِ الإعلامِ العالميةِ.
فيما البلدُ كلُّهُ ينزفُ ويغرقُ في التراجيديا، نظّمتمْ لهُ يوماً استعراضياً هزلياً "لتغييرِ الجوِّ".
تذكَّروا هذا اليومَ المُخزي، 17 حزيران 2021، لتعرفوا بأيِّ اسلوبٍ استهزائيٍّ تتمُّ إدارةُ البلدِ،
كانوا بضعَ عشراتٍ مشرذمةٍ هنا وهناك، بعضُهم موجَّهونَ بـ"الريموت كونترول" الحزبي، وبعضُهم بإملاءاتِ المَصالحِ.
وغداً، إذا قُدّرَ للانتخاباتِ النيابيةِ أن تُجرى في موعدها، فاعلموا أن كلَّ الطبقةِ السياسيةِ لن يحصلوا الاّ على اصواتهم.
***
تمثيليةُ 17 حزيران كانت خطوتها الأولى عندما أستفاقَ "الاتحادُ العماليُّ" من نومهِ العميقِ ودعا إلى إضرابٍ، تحتَ عنوان الاحتجاجِ على الفقرِ والجوعِ والفسادِ…
ولكنَ خطوتها الثانيةَ، المدبّرةَ، كانت إعلانَ أحزابِ السلطةِ كلها أنها ستنزلُ أيضاً، مع الاتحادِ، للاحتجاجِ. وهكذا كانت صورةُ 17 حزيران السورياليةُ.
فَضدَّ مَن تحتجّونَ يا جماعةَ الفسادِ؟ وضدَّ مَن نظَّمتمْ إضرابَكم؟
فعلاً، إنها "مَسخَرَةُ المَساخِرِ". ولم يكن ينقصكمْ، إلا أن تعلنوا الانتفاضةَ على الشعبِ الفاسدِ وتُطالبوا بتغييرهِ!
***
والأنكى، في غمرةِ الذلِّ، يقفُ واحدٌ من جماعةِ السلطةِ، معنيٌّ مباشرةً بالكارثةِ، يُنظِّرُ على الناسِ متعالياً وكأنهُ آتٍ من "بلادِ الغجرِ"، ويقولُ:
ستصلُ صفيحةُ البنزين إلى 200 ألفِ ليرةٍ. وحينذاك، سيدفعُ ثمنها المقتدرونَ وتكونُ لهم سياراتهم.
وأما الآخرونَ، فليعتمدوا وسائلَ أخرى للتنقل!
عظيمٌ يا عبقريَّ العصرِ، للمناسبةِ، خطوطُ النقلِ المشتركِ ومحطاتُ القطارِ التي أقمتموها في ظلِ رعايتكم الرشيدةِ تصِلُ إلى آخرِ قريةٍ في أقاصي الجنوبِ والشمالِ والبقاعِ، أليسَ كذلكَ؟
وللمناسبةِ أيضاً، الملوكُ والرؤساءُ والوزراءُ في دولِ العالمِ الحضاريِّ يستخدمونَ "البيسيكلات" في الأيامِ العاديةِ للذهابِ إلى مكاتبهم.
أما "جمعية" السلطةِ،فحدِّثْ ولا حَرَجْ عن براميلِ البنزين التي تحتاجها مَواكبكم الطنّانةُ والرنّانةُ، والتي تكلِّفُ الملايينَ من أموالِ الشعبِ!
***
17 حزيران... حتى في إضرابكم فشلٌ فوقَ فشلٍ.
ولن يمحوَهُ إلا شرفُ عودةِ إنتفاضةِ 17 تشرين... وهي عائدةٌ!