تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
إنهُ المضحك المُبكي فعلاً. وفي عمقِ السوداويةِ والتراجيديا، تمرُّ في رؤوسنا خواطرُ ساخرةٌ على طريقةِ "شرُّ البليَّةِ ما يضحكُ"...
فعندما نشاهدُ عرضَ العضلاتِ على الدولةِ المهترئةِ، نسأل:
تُرى، هذهِ الدولةُ هل أوصلتْ نفسها بنفسها إلى الإنهيارِ أم أن أحداً منا قد أخذها إليهِ، وغصباً عنها؟
وفي المقابلِ، عندما نسمعُ الذينَ يقولونَ إن "قلَبهم على الدولةِ"، نسأل: الآنَ صِرتمْ تحبُّونها وقد صارت ركاماً على الأرضِ؟
***
25 عاماً من فسادكم "باب أول"،كلكم، هل كانت ستوصلنا إلى غيرِ الخرابِ في رأيكم؟
بالفسادِ، تسقطُ المؤسساتُ. وعندما تسقطُ يَسهُلُ لأيٍّ كانَ أن يضعَ يدهُ عليها، وعلى البلدِ.
وبهذهِ الآليةِ، كم مرَّةٍ سقطَ لبنانَ تحت الوصاياتِ والاحتلالاتِ؟
فأعرفوا أننا اليومَ أيضاً على "نهجِ فسادكم" كلكم سائرون. والبقيةُ ستأتي.
***
في لبنانَ اليوم 3 مشاهدَ أساسيةٍ:
مشهدُ الشارعِ حيثُ الجوعُ والوجعُ وطوابيرُ الذلِّ،
ومشهدُ أهلُ السلطةِ حيثُ المكابرةُ و"النِقارُ" وتناتشُ الصغائرِ،
ومشهدُ النقاشِ في العناوينِ الكبيرةِ وراءَ الطاولاتِ المستديرةِ:
هل الحلُّ بتحريرِ البلدِ، بالفدراليةِ، بالمؤتمرِ التأسيسيِّ أو غيرِ ذلكَ؟
لكن كلُّ هذهِ المظاهرِ هي في العمقِ نتيجةٌ لأزمةٍ واحدةٍ:
الجشعُ في نهمِ الفسادِ منذُ 25 عاماً … وما يليها من تفكُّكِ مفاصلِ ما كان يسمى بدولةٍ ، الى الاستقواءِ.
***
بفسادكمْ جعلتمْ لبنانَ مريضاً سئمَ منهُ الأطباءُ.
حتى الرئيس ماكرون نسي مبادرتهُ السياسيةَ ولم يعد يفكّرُ فينا إلا كشعبٍ فقيرٍ، متعبٍ، من عجزكمْ وفشلكمْ.
يعني أن "أمَّنا الحنون" يئِست منَّا، وطارَ سيدر وما قبلهُ وما بعدهُ. فقط ...إبقوا على قيدِ الحياةِ حتى يفرجها الله.
فهل أنتمْ مبسوطونَ الآن يا فاسدي الفسادِ، اسماؤكم على شاشاتِ التلفزةِ وحتى على الواتس آب تأتينا افلامٌ عنكم!
***
دَعونا نقولها لكم، كُلكمْ تُمعِنونَ في إغراقنا وإحراقنا:
لا مَخرجَ لنا إلا بالتحرُّرِ اولاً واخيراً من فسادِكم، بحكومةٍ راقيةٍ، شفافةٍ ، حديثةِ الفكرِ والحداثةِ.
ودعونا نعترفُ:
لقد أضاعتْ ثورةُ 17 تشرين الأول فرصةَ الخلاصِ الحقيقيِّ.
الثورةُ نضالٌ قد تُراقُ فيها الدماءُ. أنظروا إلى الثورةِ الفرنسيةِ مثلاً، وإلى سواها.
الثورةُ لا تكونُ حراكاً في الليلِ ونوماً في النهارِ.
الثورةُ تدخلُ بيوتَ الفاسدينَ وتطردُ لصوصَ الهيكلِ.
الثورةُ لا تفتحُ المجالَ لدخولِ المتضرِّرينَ حتى يحبطوها ويُسهِّلوا قمعها وإسكاتها.
ولكن، الثورةَ الحقيقيةَ لا بدَّ أنها عائدةٌ، وستعودُ.