تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
في الحربِ كانَ يُقالُ : لا صوتَ يعلو فوقَ صوتِ المعركةِ.
في " الحربِ " الحاليةِ التي تُشنُّ على الشعبِ اللبنانيِّ ، باتَ يُقالُ : " لا صوتَ يعلو فوقَ صوتِ الدولارِ " . لا أحدَ يقفُ في وجههِ ، حطَّمَ كلَّ المنصَّاتِ ولم يلتزم بايٍّ منها، تجاوزَ عتبةَ الـــ 14 الف ليرةٍ ، وحتى كتابةِ هذهِ السطورِ ربما يكونُ قفزَ وكسرَ عتبةً جديدةً ومنصةً جديدةً.
***
لا يمكنُ ان تمرَّ وأن تستمرَّ الأمورُ هكذا ،من دونِ حدوثِ شيءٍ ، ولا بدَّ أن تنفجر ، وستنفجرُ معيشياً ، في مكانٍ ما ومَن مكانٍ ما " .
أن يتجاوزَ الدولارُ عتبةَ الـــ 15 الفِ ليرةٍ ، والحبلُ على الجرارِ ، ومَن دونِ ان يحرِّكَ احدٌ ساكناً ، فهناكَ شيءٌ غيرُ طبيعيٍّ .
إلى أيِّ مدى سيكونُ الشعبُ قادراً على التحمُّلِ ؟
كانَ يُقالُ إن اللبناني الذي تعلَّمَ من قهرِ الحربِ عليهِ ، تعلَّمَ كيفَ يخبِّئُ قرشهُ الابيضَ ليومهِ الأسودِ ، فعَلها واستطاعَ الصمودَ ولكن إلى حينٍ، فما مرَّ ويمرُ بهِ لم يكنْ " يوماً أسودَ " فقط بل اياماً وشهوراً .
يصمدُ اللبنانيُّ في يومٍ اسودَ، ولكن كيفَ يصمدُ في اسبوعٍ اسودَ او شهرٍ اسودَ او عامٍ اسودَ .
القرشُ الأبيضُ يكفي ليومٍ اسودَ ... صُرِفَ القرشُ الأبيضُ فماذا يصرفُ اللبنانيُّ بعد ؟ لم تعد لديهِ مدَّخراتٌ!
كَسَرَ القجَّةَ، جَمَعَ ما فيها فلم تكفِ لملءِ يومٍ واحدٍ من إحتياجاتهِ في السوبرماركت ، فماذا يفعلُ في " تاني مشوار "؟
في الدولةِ ضمنَ الدولةِ، لا يعرفُ الناسُ ماذا ينتظرهم وما هو مصيرهم !
أخافُ ان اكتبَ ماذا يجولُ في بالي من مخاوفَ ، وهي مخاوفُ مبنيةٌ على معطياتٍ ، إن " المشهدَ الفنزويلي " لم يعد بعيداً :
أخافُ أن أتصوَّرَ المشهدَ في لبنانَ :
لن يسلَمَ مصرفٌ ،لن تسلمَ صيدليةٌ ، لن يسلمَ مستودعٌ ... هذا ليسَ تهويلاً ولا تخويفاً، ونتمنى الاّ يحصلَ ، ولكن مَن يوقِفُ ربَّ عائلةٍ عن فِعلِ أيِّ شيءٍ من أجلِ إطعامِ عائلتهِ ؟
***
عن أيِّ انتخاباتٍ نيابيةٍ تتكلمونَ بعدَ سنةٍ من الآنَ ،
فالمواطنونَ بالتأكيدِ لا خيارَ لهم إلاّ الرغيفُ وسيحصلونَ عليهِ "بالمنيح او بالوحيش"!