تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
نأخذُ كلامَ هذهِ الأغنيةِ الرائعةِ من كلماتِ الاخوين رحباني: " يا داره دوري فينا ضلي دوري فينا، تاينسو اساميهن وننسى اسامينا".
هذا هو واقعُ حَالِنا ندورُ حولَ أنفسنا وتدورُ بنا البلدُ حتى أصبنا بدوارٍ، وبالتالي "بالغثيانِ" إذا لم نقل اكثرَ.
في أيِّ كارثةٍ نعيشُ ؟ وماذا سيطلعُ علينا كلَّ يومٍ؟ من مآسٍ ومآثرٍ ؟
حينَ تُضطَرُ قاضيةٌ إلى الإحتفاظِ بوثائقَ لئلا يُصيبها التلفُ ، ففي أيِّ دولةٍ نكونُ ؟
غرَّدتِ النائب العام الإستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون فكتبت :
" لكلِّ من تساءلَ لماذا وضعتُ الاجهزةَ المضبوطةَ من شركةِ مكتف في منزلي.اقترحُ عليهم زيارةَ مستودعِ قصرِ العدلِ في بعبدا ليشاهدوا العجائبَ:
"الرطوبةُ وتسرُّبُ المياهِ المبتذلةِ والحشراتُ ،للأسف ...انا لستُ FBI وليسَ لديَّ مكاتبُ تحتَ تصرفي، نحنُ نعملُ كقضاةٍ بالحدِّ الأدنى المتوافرِ".
فحينَ تكشفُ قاضيةٌ بحجمِ وأهميةِ غادة عون عن الوضعِ المزري في أروقةِ وزارةِ العدلِ ، فإنَ السؤالَ الذي يتبادرُ إلى الذهنِ هو :
ما هي خطةُ وزيرةِ العدل ماري كلود نجم لحمايةِ مستنداتِ ووثائقَ القضاءِ ؟ إذا ضاعت او أُتلفتْ هذهِ الوثائقُ، فعن أيِّ قضاءٍ نتحدثُ في هذهِ الحالِ ؟
***
نحنُ نعيشُ في قلبِ كارثةٍ لا مثيلَ لها ،
وحينَ نتحدثُ عن قطاعٍ معيَّنٍ فإننا نخشى وحتماً ان تكونَ سائرُ القطاعاتِ شبيهةً بهِ .
هذا هو الذي ندورُ وندورُ بهِ الى حدِّ "اللعيانِ" .
ولولا بعضُ المبادراتِ الخيِّرةِ التي يقومُ بها بعضُ الرجالاتِ من اصحابِ القراراتِ الجريئةِ ،
ومِن هؤلاءِ المديرُ العامُ للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي يعملُ بصمتٍ من أجلِ تحقيقِ انجازٍ يتعلقُ بتأمينِ المحروقاتِ من العراقِ .
لكن أينَ التكريرُ ليصبحَ صالحاً للاستعمالِ؟
هذا الرجلُ يضيءُ شمعةً بدلاً من ان يلعنَ الظلامَ ، في وقتٍ تضجُ الساحةُ السياسيةُ بسياسيينَ لا همَّ لهم سوى النقِّ والنكدِ وعدمِ إنجازِ أيِّ شيءٍ .
***
من الكوارثِ الاكثرَ قساوةً يبشروننا وإن بالأسفِ الشديدِ ان العتمةَ قادمةٌ لا محالَ، وستُعتِّمُ على بيوتنا وقلوبنا ويجرؤونَ على اعلامنا كأنهم يبشروننا أنهم في مجالِ اعدادِ مركبةٍ الى المريخِ؟وقد حصلَ هذا الشيءُ في عهدِ الراحلِ الكبيرِ الرئيس فؤاد شهاب رحمهُ اللهُ .
ما دخلنا نحنُ الناسُ؟ سرقونا وقطعوا النورَ عنا.
وايضاً كيفَ لوزراءٍ ومدراءٍ عامين ورؤساءَ دوائرَ أثْروا وبنوا القصورَ واستثمروا بملايينِ الدولاراتِ في الخارجِ ،
فيما وزاراتهم تئنُ من عوزٍ ؟
هناكَ وزاراتٌ ليسَ فيها قرطاسيةٌ وحتى أختفت منها أوراق A4 فيما بعضُ الذينَ مروا فيها من وزراءَ ومدراءَ عامين ورؤساءَ دوائر يتباهونَ بثرائهم الفاحش والترفِ الذي يعيشُ فيه ابناؤهم وبناتهم واصهرتهم من سياراتٍ فارهةٍ الى منازلَ وشاليهاتٍ في اوروبا والمنتجعاتِ السياحيةِ ،
فهل من ظلمٍ أكثرَ من هذا الظلمِ والظُلمةِ ؟
***
لا بدَّ من ان يبدأ التدقيقُ الجنائيُّ ،
ويجبُ ان يشملَ "جهابذةَ الثرواتِ" من جيوبِ الناسِ قبلَ غيرهم،
أو على الأقلِ بالتزامنِ مع غيرهم ،
فالوضعُ قاهرٌ إذ باتوا يصنفونَ لبنانَ اليومَ، يا طاقمَ الفشلِ والعجزِ والنحسِ، إدنى من الصومالِ، ويمرُّ وطننا باسوأِ ازمةٍ، ما مرَّ بها العالمُ بأسرهِ على مدى عقودٍ؟