تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
بقلم: صموئيل نبيل أديب
كلما سمعت هذه الكلمة تسألت بيني وبين نفسي..
هل هو جيل خائب فعلاً أم أننا نحن الفشلة في التربيه.؟
هل نحن من أعطيناهم القدوة الحسنة.. أم السيئة؟
هل نحن من ساعدناهم في الصواب أم تخلينا عنهم عندما احتاجوا إلى المساعدة…؟
تحضرني قصة كتبها الصحفي الكبير وليد حيدر في كتابه 10 آلاف ليله في بلاط صاحبة الجلالة.. عن قصة حياته كصحفي عاشر عمالقة الصحافة أمثال مصطفي أمين و سعيد سنبل و ابراهيم سعده..
و يحكى أن سنة 1998 أقامت مؤسسة أخبار اليوم حفل غنائي على المسرح الروماني..
و تم تكليف الصحفي الشاب وقتها وليد حيدر مع آخرين بأن يكون عند البوابة الرئيسة في استقبال الضيوف من كبار رجال الدولة و الممثلين و السفراء من مختلف الدول.. ويقف معه فرد أمن خاص بالمسرح .. رجل كبير في السن يعمل من أجل جنيهات قليلة. تصادف حظه الأسود أن يكون موجوداً عندما حاول أربعة شباب الدخول إل الحفلة بدون تذاكر ، اعتماداً على معرفتهم بصحفي في جريدة الأخبار..
تصدى لهم رجل الأمن ، وعندها تنبه وليد حيدر لمحاولتهم ، فاتصل بالصحفي الأخر على التليفون الداخلي طالباً منه الحضور إلى البوابة لسؤاله عن هؤلاء الشباب. فلم يعجب هذا الأمر أحد الشبان الذي كان ابن مسؤول مهم جداً في مجلس الشعب..
ورأى أن تصرف رجل الأمن لا يليق به وبكرامته و بمستواه الأعلى من البشر.. فكانت النتيجة أنه تطاول على رجل الأمن العجوز بالشتيمة و الضرب .. عندها تصرف وليد حيدر بتلقائيه "حسن ارابيسك" في الدفاع عن الحق والضعفاء .. الأمر الذي انتهى بمحضر فى الشرطة، بعدما تلقى الشباب «علقة ساخنة» من وليد حيدر الذي كان بطل تايكوندو في ذلك الوقت..
عندها ضرب إعصار جوانب مؤسسة أخبار اليوم.. فالمسؤول الكبير في مجلس الشعب، الثقيل جداً في ذلك الوقت، لن يسكت وبالتأكيد سيدفع حيدر الثمن غاليا جدأ.. و ربما رئيس التحرير أيضا…
اتصل عضو مجلس الشعب برئيس مجلس إدارة الأخبار شخصياً في ذلك الوقت إبراهيم سعدة، يشتكي كيف تجرأ صِحافي شاب على ضرب ابنه.. وهدد بأنه سيفعل الأعاجيب بالصِّحافي وبجريدة الأخبار وبإبراهيم سعدة شخصياً.. متوقعاً اعتذاراً مكتوباً على صفحات الجرائد، و طرد الصِحافي وليد حيدر..
فما كان من إبراهيم سعده إلا أن " غسله وشطفه" معطياً إياه درساً في تربية الابناء ودرساً آخر في أن المسؤول لا يتخلى عن موظفيه..
بعدها بدأ إبراهيم سلسلة مقالات عن فساد ابناء المسؤولين، معطياً الضوء الأخضر للصِّحافيين بعمل حملة صِحافية واسعة على فساد ابناء المسؤولين.. الحمله التي كادت أن تتسبب في إقالة وزراء.. حتى تراجع مسؤول مجلس الشعب عن تهديداته..
و لكن كانت أهم ما تركته تلك الحملة هو أثر قوي في نفوس العاملين في مؤسسة أخبار اليوم..
بأن الأب لا يترك أولاده في مواجهة الفساد..
و الفارس يدافع عن الحق مهما كلّفه الأمر..
.. عندما نقول "أصله جيل خايب" . علينا أن نتسال هل نحن السبب عندما تركناهم يواجهون الفساد دون أن نحارب معهم؟
كان من السهل وقتها أن يترك الصِحافي وليد ابراهيم رجل الأمن فريسة للشاب الأصغر منه سناً، و يكتفي بإعطاء رجل الأمن شهادة تقدير وشكر على "ضبطه لنفسه في مواجهة صعاب عمله" كما حدث مؤخرا.. ولكن الدفاع عن الحق صفة الرجال..
رحم الله ابراهيم سعده.. رحم الله كل مسؤول خاف من يوم لا ينفع فيه مال أو بنون.