تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
تشكيلةٌ... لا تشكيلةٌ.
مقبولةٌ... مرفوضةٌ...
وهكذا دواليكَ، نُمضي أيامَنا وليالينا، نُجرجِرُ الضجرَ والقرفَ في عتمةٍ أطبقتْ على قلوبنا، بفضلِ الذينَ خطفوا أنوارَ بيروتَ الحبيبةِ وضواحيها ومعظمَ المناطقِ.
وما هَمُّهم ، إذا ضاعَ عمرُنا كلُّهُ، وضاعَ الوطنُ بأمِّهِ وأبيهِ!
وهل نستغربُ كيفَ يتصرّفونَ في عليائهم، باستهزاءٍ غيرَ مبالينَ؟
هل نستغربُ، وقد كدَّسوا في خزائنهم مئاتِ ملايينَ الدولاراتِ من مالِ الشعبِ ، وجلسوا يتنعّمونَ بكهرباءِ المولِّداتِ 24/ 24، فيما 4 ملايينَ مواطنٍ، محبطونْ، يائسونْ، مجروحونْ، منهوبونْ ومحاصَرونْ من كلِّ الدولِ الداعمةِ أياً كانت.
وفوقَ ذلك، هذه الجماعة عندها الوقت الكافي لكي "تَحور وتَدور"…
فأيُّ "تشكيلةٍ" أنتم؟
***
كانَ المطلوبُ "حكومةَ مهمّةٍ" لستةِ اشهرٍ... مرتْ الستةُ أشهرٍ، فلم يعد هناكَ لزومٌ لحكومةِ مهمّةٍ...
كانَ المطلوبُ حكومةَ اختصاصيينَ مستقلينَ غيرِ سياسيينَ... ولكن، كيفَ تكونُ حكومةُ غيرِ سياسيين ورئيسها سياسيٌّ؟
قولوها بصراحةٍ: أنتم تتهرَّبونَ من التشكيلِ لأن أيَّ حكومةٍ ستأتي سينفجرُ في وجهها رفعُ الدعمِ وفشلُ البطاقةِ التمويليةِ وعتمةُ الكهرباءِ وانقطاعِ البنزين والدواءِ وأزمةُ المستشفياتِ.
فلماذا "يبتلي" الرئيسُ المكلَّفُ بحكومةٍ تنفجرُ في وجهها كلُّ العبواتِ الناسفةِ؟
وقولوها صراحةً أيضاً: كيفَ تكونُ حكومةٌ إذا افتقدت إلى الغطاءِ العربيِّ والدوليِّ؟
وكيفَ تكونُ حكومةٌ برئاسةِ الحريري، إذا كانت مَهمتها إجراءُ الانتخاباتِ النيابيةِ، ورئيسها أولُ المرشحين؟
***
البلدُ في مأزقٍ بكلِّ معانيهِ وأبعادهِ، في ظلِ حكومةِ تصريفٍ تخشى اتخاذَ قراراتٍ تحرقها أكثرُ مما هي محروقةٌ،
حكومةٌ لا ترفعُ الدعمَ ولا تتخذُ قراراتٍ و"لا تفرجينا قفا ظهرها".
ولا أحدَ يجرؤ على إعلانِ الفشلِ النهائي لأن أحداً لا يجرؤُ على تصوُّرِ كيفَ سيكونُ المشهدُ الاخيرُ، سوى ما غردَ بهِ الصديقُ وليد بك جنبلاط:
" لا بدَّ من التفتيشِ عن القوى الخفيَّةِ التي تحولُ دونَ تشكيلِ الحكومةِ".
وبالعربي المشبرح "ما حدا بالو فينا"، نحنُ الشعبُ الحضاريُّ، لا في الداخلِ ولا في الخارجِ. وزمنُ المعجزاتِ ولّى…مع حُكامنا المتحكمينَ بنا.
***
إذاً، أهلاً وسهلاً بالفوضى الآتيةِ…
الفوضى غيرُ البناءةِ، والغموضُ الحافلُ بالألغازِ... ووقانا شرورَ الطابورِ الخامسِ الجاهزِ لإشعالِ فتنةٍ تأخذنا الى المجهولِ.
وماذا يعني تحطيمُ الشعاراتِ الدينيةِ في السوديكو، أو كتابةُ الشعائرِ الاستفزازيةِ في مزارٍ دينيٍّ لولا حرصُ عقلاءِ الأمنِ على لملمةِ الوضعِ؟
من الآخرِ: لا حليفَ لكم سوى الفشلِ..!