تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
الكتابةُ في زمنِ الكوارثِ قهرٌ حقيقيٌّ، وكما هناكَ "معموديةُ الدمِ"،
هناكَ "معموديةُ القلمِ" ، لكنَ هذهِ المعموديةَ هي شبهُ يوميةٍ :
فماذا تكتبُ حينَ تقرأُ عن مستشفياتٍ لم تعد تجري عملياتٍ لأنهُ لم يعد لديها "بنجٌ" ؟
وماذا تكتبُ عندما يُطلَبُ من مغتربٍ ان يحملَ في طريقهِ دواءً معيناً بدءاً من " بانادول " وطلوع " !
وماذا تكتبُ عندما يُقالُ لكَ : "نيالكن بلدكن رخيص"؟
وماذا تكتبُ حينَ ترى المسؤولينَ يُطمئنونَ ، وما عليكَ في هذهِ الحالِ إلاّ أن تقولَ : إسمع تفرح جرِّب تحزن !
***
ولكن، هل هناكَ شعورٌ بالمسؤوليةِ وحرمةٌ للامواتِ والاحياءِ، واخلاقٌ وحسٌّ وطنيٌّ في تأليفِ الحكومةِ قبلَ الانفجارِ الكبيرِ؟
هناكَ حركةٌ ما بين بكركي وعين التينة، وهذا ما تؤشرُ إليهِ بعضُ المواقفِ :
البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ، أشادَ بما توصلتْ إليهِ جلسةُ مجلسِ النوابِ ، فدعا الرئيس المكلف سعد الحريري، الذي غادرَ بسرعةِ البرقِ الى دولةِ الاماراتِ العربيةِ المتحدةِ للابتعادِ عن الهمومِ والشجونِ،
ويبدو ان الرئيس بري تلقفَ الطرحَ، فأخرجَ " ارنباً من كمِّهِ " من خلالِ عرضهِ على الرئيسِ المكلفِ تقديمَ لائحةٍ جديدةٍ من الأسماءِ يتمُ التفاهمُ عليها مع البطريرك الراعي .
***
هل توجدُ "تركيبةٌ مستحدثةٌ" ستجهزُ في حالِ حصلت تسويةٌ قبلَ الانفجارِ الاجتماعيِّ ،
فحينَ يقولُ الرئيس بري إن المشكلةَ داخليةٌ مئةٌ في المئةِ وان " سوس الخشب منو وفيه " فهذا يعني ان لا عذرَ داخلياً بعدَ اليومِ للتأخرِ في التشكيلِ والذي تأخرَ كثيراً،
خصوصاً بعد ان سُحِبَ فتيلُ " الثلثِ المعطِّلِ" من قبلِ الوزير جبران باسيل .
هل هذا بصيصُ تفاؤلٍ في محلهِ بعدَ "خرابِ البصرةِ" ؟
أهمُ عبارةٍ على الإطلاقِ هي : "لا تقول فول حتى يصير بالمكيول"، أكثرُ من مرةٍ كانت هناكَ موجاتٌ من التفاؤلِ الذي كان يسقطُ بأسرعَ من البرقِ بسببِ التعنُّتِ من هنا وهناك ،
لكن هذهِ المرةُ ، هل " استحقَّها الجميع " ؟
ربما لأن التعبَ يشملُ الجميعَ : المواطنُ العادي قبل السياسي ، فهل يمكنُ ان يخرجَ من التعبِ ضوءٌ في نهايةِ النفقِ ؟
في لبنان لا يمكنُ التفاؤلُ مجاناً ، تماماً كما لا يمكنُ التشاؤمُ من دونِ سببٍ ،
لكن ما هو شبهُ مؤكدٍ أن الأزمةَ الحكوميةَ وصلت إلى حدِّ الإنفجارِ الكبيرِ ،
والسباقُ اليومَ هو بينَ تشكيلِ الحكومةِ وبينَ رفعِ الدعمِ نهائياً .
حكومةُ تصريفِ الاعمالِ لا تريدُ رفعَ الدعمِ لئلا تنفجرُ الأزمةُ في وجهها ،
والرئيسُ المكلفُ الحريري يتمنى أن يُرفعَ الدعمُ بغيابهِ وهو في دولةِ الاماراتِ العربيةِ المتحدةِ الحبيبةِ،
لئلا يُستقبلُ بالانفجارِ.
بينَ هذين الخيارين ، يبقى اللبنانيُّ مكتوياً بحكومةِ تصريفِ اعمالٍ هامدةٍ،جامدةٍ، جاثمةٍ.
وبحكومةٍ إن أتت، لا يُعرفُ خيرها من شرها.
***
فعلاً أنكم حريصونَ، شاعرونْ،مهتمونْ، مُحبونْ...
لمصالحكم الخاصةِ التي لا تنتهي.