تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- كتبت رندلى جبور :
في مثل هذا اليوم في العام 2000، تحقق التحرير من العدوّ الاسرائيلي. لم يكن أحد من الذين يراقبون الاحتلال من الداخل ومن الخارج، يتوقّع حدوث التحرير. فبعضُ شعبٍ كان يواجه شبه أعزل الماكينات العسكرية لأعتى قوة في المنطقة. كان العدو الإسرائيلي هو الرعب الذي لا يمكن أن يهزمه أحد أو شيء. ولكن إرادة جمهور المقاومة وتوقه وشوقه إلى أرضه الحرّة تغلّبت على قوة الآلة وغطرسة الاحتلال. هي مسيرة نضال تلاقت مع ظرف دولي فتُوّجت بالتحرير.
تماماً كما مسيرة نضال الجنرال ميشال عون التي بدأت في ثمانينات القرن الماضي، وأنتجت بعد خمسة عشر عاماً الحرية والسيادة والاستقلال بخروج الجيش السوري من لبنان. هي القاعدة إياها: تلاقت مسيرة النضال مع الظرف الدولي فتُوّجت بالحرية، على رغم كل الاصوات التي كانت تقول إن ما تناضلون من أجله هو المستحيل.
المستحيل مع النضال والظرف السانح هو إذاً الممكن.
والتحدّي اليوم هو التحرر. والتحرر يعني تطهير الدولة ومؤسساتها وإداراتها من الفساد. يبدو لكم هذا الأمر مستحيلاً. أليس كذلك؟
كلا، إنه ليس مستحيلاً. فمسيرة النضال من أجل التحرر انطلقت مع ميشال عون ونذكر بعض العناوين التي تؤكد أننا على السكة الصحيحة، كالتالي:
أولاً: بات مفهوم الاصلاح ومكافحة الفساد مفهوماً معمماً ومصطلحاً حاضراً في الوعي اللبناني وهذا بداية جيدة.
ثانياً: هناك ملفات فساد أصبحت أمام القضاء، ولأول مرة. وهي ملفات فساد من الطراز الرفيع وتتعلق بمحميات لم يكن أحد يتجرأ على المسّ بذاتها الفاسدة مثل الكازينو والمرفأ والمطار والسوق الحرة والاتصالات وغيرها.
ثالثاً: أقرّ في مجلس النواب عدد من القوانين المهمة المتعلقة بمكافحة الفساد ومعظمها قدّمها تكتل لبنان القوي، وهناك عدد من الاقتراحات الموجود في المجلس ويحتاج إلى إقرار، ولم يكن دارجاً في السابق هذا النوع من القوانين ولو واجه ممانعة قبل ولادته.
رابعاً: بعض التحركات في الشارع تحمل عناوين على علاقة بمكافحة الفساد وبالإصلاح، بينما كان ذلك غائباً في السابق.
خامساً: معركة التدقيق الجنائي جارية وهي معركة كبرى ومصيرية في حرب التحرر.
سادساً: اهتزاز منظومة الفساد العميقة، ولو لم تقع بعد. ولكن اهتزازها مؤشر هام، وإلا ما كنا رأينا حفلات الجنون التي تنظَّم من وقت إلى آخر.
سابعاً: هناك حزب يحمل قضية التحرر كعنوان أساس لمساره وهو التيار الوطني الحر، الذي حمل قضية الحرية وأوصلها إلى الخواتيم السعيدة.
وكل ما سبق يعني أن النضال من أجل التحرر حاضر، ويبقى فقط الظرف الاقليمي والدولي الذي لا يلتقي مع الفراغ ولكنه حتماً يلتقي مع مسيرة النضال لتتويجها بالنصر.
كل ما اعتقده البعض مستحيلاً، حوّلته إرادة بعض شعب ممكناً. ونحن من الشعب الذي يؤمن أن التحرر ليس مستحيلاً، بل هو الممكن الآتي!
وأساس النضال اليوم هو الصمود. بصمودكم يتحقق التحرر، فكونوا شركاء بالنصر الذي سيتحقق، ولو بعد حين.
mediafactorynews.com