تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
بالتوازي مع الدور الروسي الساعي إلى إخراج لبنان من الفراغ الحكومي، تَتكتّم الأوساط المتابعة على خلفية الزيارة الاخيرة التي قام بها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى القصر الجمهوري واجتماعه الطويل مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، إذ كان الراعي قد دأبَ على زيارة عون عشيّة سفره إلى الخارج والتي تدخل في إطار الزيارات البروتوكولية، إلا ان الزيارة الأخيرة جاءت خارج السياق البروتوكولي، وقد وضعتها الأوساط المتابعة ضمن احتمالين:
- الاحتمال الأول ان يقطع البطريرك الطريق على التأويلات عن سوء العلاقة وتَردّيها بين بكركي وبعبدا، خصوصا لجهة الحملات التي يشنها "التيار الوطني الحر" على خلفية مواقفه، وتحديداً انتقاده العنيف لتصرُّف المدعي العام لجبل لبنان القاضية غادة عون، واتهامه بأنه أقرب إلى وجهة نظر الحريري من وجهة نظر العهد. وبالتالي، رغبَ البطريرك في هذه الزيارة التي حصلت بعد أيام على زيارة باسيل للصرح البطريركي من أجل ان يبرِّد المواجهة ضده.
- الاحتمال الثاني، وهو الأرجح، ان يكون البطريرك أراد إحياء وساطته بين عون والحريري، وبالتالي إعادة تقريب وجهات النظر بينهما، والدفع نحو لقاء جديد يجمعهما، لأنه لا يمكن ان تتألف الحكومة سوى بالتفاهم بينهما، ولكنه يحاول هذه المرة ان يهيّئ ظروف هذا اللقاء بعيداً من الأضواء ومن خلال حصر التباينات والخلافات والتمهيد للقاء مثمر وناجح.
وفي هذا السياق سألت اوساط مطلعة عبر "الجمهورية": هل ستنجح موسكو بعدما فشلت باريس؟ وهل الوساطة المتجددة للراعي، في حال صحّت المعلومات، سيختلف مصيرها هذه المرة عن الوساطة السابقة؟ وهل الأمل في ولادة الحكومة ما زال ممكناً؟ وهل ستحمل عطلة العيد إلى جانب الدعوات بالقيامة الحقيقية للبنان لقاءات تُفضي إلى ولادة الحكومة؟ أم ان هذا الملف وضع على الرف ومن الصعوبة بمكان ان تتألف الحكومة في ظل أزمة ثقة لا توصف بين عون والحريري؟