تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
بقلم صموئيل نبيل أديب
أردت خدمة من صديق..
و أخبرته " تترد لك في الأفراح"
فقال :"حسابك واصل من سبعة عشر عاما "
...
منذ سبعة عشر عاما كانت آخر مرة رأيته فيها عندما كنا طلابا في الجامعة.. . نتزامل غرف السكن فهو غرفة رقم 203 و انا رقم 202.. .أربع سنوات قضيناها متغربين.. في السكن الخاص ...
.. قبل أن أتخرج قبله من الجامعه لأني اكبره بسنه..
و يسافر هو بعدها إلى الخارج.. و يكون تواصلنا عبر كلمات قليلة في كل عيد ..
كم هي جميلة تلك الأشخاص الأصيلة التي تتذكر الماضي.. جميلة هى تلك الأرواح التي لا تعترف بالزمن و لا تري في السنوات والبعد سبباً للتجاهل أو الجفاء أو نكران الجميل..
كم هي دافئة تلك القلوب التي تحمل في ذاكرتها جمال مشاعر ملتهبه بلهيب لا ينطفئ حتى بعد مرور السنوات..
هل أصبحت تلك الأرواح قليله في الدنيا؟؟ .. ربما..
و لكنها بالتأكيد هي من تهون علينا قسوة هذه الحياة..
ارجوكم علموا أولادكم أن أشياء كثيرة نوافق على أن نفعلها بدون مقابل..
و لكن من المستحيل أن نفعلها بدون تقدير..
فكلماتٍ مثل شكراً.. ربنا يعوضك.. اسف على تعبك .. جميلك فوق راسى.. أنا مديون لك..
هى كلماتٍ واجبة عليك..
و أن لم تكن تعرف كيف تقولها أو متي..
ف سامحني.. فوالدك لم يعرف كيف يربيك..
علموا أولادكم الشكر و العرفان بالجميل.. فالدنيا لم تعد تحتمل كثرة المنافقين..
علموهم أن هناك "جمائل" غير قابلة للنسيان و سدادها واجب مهما طال الزمن : كالتعليم والدفاع عنك يوم أن كنت ضعيفاَ..
علموهم أن" الأعتراف بالفضل " دَينُ عليهم في رقابهم و هو دَينُ يرحل من جيل إلى جيل ..
علموهم ان الكبار قالوا : " كُله سلف ودين ..حتى المشي على الرجلين " لكي لا ينسوا أى معروف حتى لو كان مجرد خطوات بسيطة ..
علموهم أنه لا يوجد ما هو أسوأ من ناكر الجميل أو مدعي النسيان..
علموهم أن الرجولة لا تتجزأ.. و ان من لا يعترف بفضل الآخرين عليه فهو ناقص..
. و الناقص لا يكتمل أبداً
علموهم أن النبيُّ أمر بمكافأة من صنع معروفاً فقال : ( مَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ)
شكرا لجميل الروح .. شكرا ماجد سوريال