تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
هل ما هو أسعدُ بالنسبةِ إلى الإنسانِ أن يعثرَ على ما هو مسروقٌ منهُ ؟
هذهِ هي حالُ اللبنانيِّ ، لا سعادةَ لديهِ تفوقُ سعادةَ أن يسترجعَ أموالهُ المسروقةَ : تعبهُ ، عرقُ جبينهِ ، جنى عمرهِ ، القرشُ الابيضُ لليومِ الأسودِ ، " الحيلة والفتيلة " .
في مطلعِ تشرين الثاني من سنة 2019 ، أستفاقَ اللبنانيُّ على الكابوسِ. في خلالِ الأسبوعينِ الأولينِ من الثورةِ ، أُقفلتُ المصارفُ،
النقابةُ أعلنت الإضرابَ بذريعةِ الخوفِ من الثوارِ . كانَ هذانِ الأسبوعانِ كافيينِ للبدءِ بإخراجِ ألاموالِ الى الخارجِ.
***
فتحت المصارفُ فبدأ الكابوسُ :
يذهبُ المودِعُ ليسحبَ بعضاً من اموالهِ فيأتيهِ الجوابُ :
بإمكانِكَ أن تسحبَ بضعَ مئاتٍ من الدولاراتِ فقط ! لماذا؟ لا جوابَ .
في هذهِ الأثناءِ إستمرَ سياسيونَ وغير سياسيينَ ، ونافذونَ ، في إخراجِ الأموالِ ، فيما المواطنُ العاديُّ يسحبُ الدولارَ ولكن باللبناني بدءاً بسعر 1515، ويُصرفُ اليومَ على سعرِ 3900 ليرة ، بينما وصلَ سعرُ الصرفِ الى 15 الف ليرةٍ في السوقِ السوداءِ واستقرَّ حالياً على سعرِ صرفٍ 12 الف ليرة.
هكذا بدأ " الهيركات " المقنَّعُ بالقوةِ . لكن المواطنَ لا حولَ لهُ ولا قوةَ ، فليسَ هناكَ سلطةٌ تحميهِ ، وليسَ هناكَ قضاءٌ يحفظُ لهُ حقوقهُ .
***
وصلنا إلى هنا ، هل نستسلمُ أم نتمسكُ بأيِّ بارقةِ أملٍ ؟
" الكابيتال كونترول " وإنْ أُقِرَّ ،
فماذا ينفعُ بعدما تبخرتْ اموالُ المودعينَ ؟
الكابيتال كونترول إذا أُقِرَّ اليومَ هو كمَن يُقفِلُ بابَ السجنِ ولكن بعدَ هروبِ المساجينِ .
والتدقيقُ الجنائيُّ يحتاجُ إلى سرعةٍ في الإنجازِ ، وإلاّ ما نفعُ أن تعودَ للمواطنِ وديعتهُ أو يعرفَ أين ذهبتْ أموالُ المودعينَ واموالُ خزينةِ الدولةِ ، بعد فواتِ الأوانِ او بعدَ وفاةِ المودِعِ ؟
***
في مكانٍ ما وظرفٍ ما ، تحرَّكَ القضاءُ :
هناك فئةٌ من المواطنينَ استبشرت خيراً لأن في اعتقادها أنها ستعرفُ مَن أخرجَ الأموالَ؟ وكيفَ خرجت الأموالُ ؟
ولماذا هناكَ مواطنونَ بسمنةٍ ، تمكنوا من إخراجِ اموالهم ،
وهناكَ مواطنونَ بزيتٍ علقتْ أموالهم ،
وهناكَ مَن يقولُ إنها تبخرتْ في تمويلِ الفيول وفي تمويلِ الدعمِ وفي تمويلِ سلسلةِ الرتبِ والرواتبِ .
وفئةٌ أخرى ترى في ما جرى كيديةً واستنسابيةً لأن لا ملفَ في لبنانَ يصلُ إلى خواتيمهِ الصحيحةِ .
بين وجهتَي النظرِ، العاقلُ ينتظرُ ... إنتظرتم سنواتٍ لتعرفوا أينَ ذهبتْ أموالكم ؟ ومَن أخرجَ الأموالَ ؟ ألا يجدرُ التروي والإنتظارُ لمعرفةِ الحقيقةِ ؟
هناكَ خائفونَ من الحقيقةِ ، وهناكَ خائفونَ على الحقيقةِ .
نحنُ من جماعةِ الخائفينَ على الحقيقةِ لا الخائفينَ منها .