تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
وأخيراً، عِشنا وشِفنا. فافرحوا يا شعبَ لبنانَ الحضاريَّ وزغرِدوا للبُشرى السارةِ .
بعدَ اليومِ، اطمئنّوا. فالحقوقُ التي من أجلها أنتفضتم في 17 تشرين ستصلُ إليكم. وهنيئاً لكم ببدايةِ انتصاركم على الفسادِ والفاسدين.
***
تقولُ الخبريةُ السعيدةُ،من مصادرَ وثيقةِ الاطِّلاعِ،
إن "شيخَ المتعهدينَ المحظوظين"، قد قرَّرَ التوقفَ نهائياً عن العملِ في البلدِ، وبالتالي التقاعدَ...
فعلاً، الـ 15 عاماً التي أمضيتها بالنضالِ مع أركانِ "فاسدي الفسادِ"، بما فيها تدميرُ هذا البلدِ والشعبِ المعذّبِ…
وكم ستفتقدُ إلى تُراثكَ العريقِ في الهدرِ والفسادِ..
ولكن، في أيِّ حالٍ، نحنُ مطمئنّونَ إلى أنكَ لنْ تجوعَ كباقي الناسِ.
فـ"شطارتكَ الشيطانيةُ" ستكفيكَ لتعيشَ باقي العمرِ حيثُ تشاءُ، وتَصرُفُ بسخاءٍ، وتقتني القصورَ والطائراتِ واليخوتَ.
وسيكونُ في خزنتكَ ملياراتُ الدولاراتِ الحرامِ من جيوبِ كلِّ لبنانيٍّ ولبنانيةٍ، ما لا تُحرقهُ النيرانُ.
ولكن، ما يطمئننا أكثرَ وأكثرَ هو أن الذي طلبَ منكَ "التنحّي" عن مسرحِ البلاءِ بالفسادِ، ماضٍ في إكمالِ رسالتهِ وحَمْلِ الأمانةِ...
***
فيا أيها " المتقاعدُ" من تلزيماتِ التلزيماتِ، التي جَفَّتْ منها جُيوبنا وخزائنُ الدولةِ...
كم هناكَ من هادري وفاسدي الفسادِ لم يتقاعدوا، بل يُصَلَّونَ ليلَ نهارٍ لينفدوا من ملفاتهم؟
لكن بالمرصادِ هناكَ " قاضيةٌ وقُضاةٌ" من أشرفِ وأنزهِ وأنظفِ القضاةِ، لن يدعوا القضاءَ مرتعاً للفاسدينَ على حسابِ ضمائرهم.
واذا كانت هناكَ ملفاتُ فسادٍ تطالُ اشخاصاً يجبُ ان تُفتحَ فليكنْ ذلكَ وبشفافيةٍ وعلى رؤوسِ الأشهادِ.
الوطنُ كانَ قبلكم، ايها الفاسدون، زهرةُ المشارقِ والمغاربِ، وكنزُ المعرفةِ والعلمِ والفنِّ والثقافةِ والسياحةِ،
صارَ اليومَ "عَضْمةً" مرميةً على قارعةِ الحضارةِ...
***
"تقاعد" يا "متعهِّدَ الجمهوريةِ"، فمن وجدكَ، "جوهرةً في الفسادِ"، بالتأكيدِ سيجدُ "جواهرَ " كثيرةً، للخدمةِ بدلاً منكَ.
فالموسمُ دَسْمٌ: هناكَ إعمارُ المرفأِ مع الفرنسيينَ والالمان والروس، وهناكَ الكهرباءُ، وهناكَ مناقصاتُ النفاياتِ والميكانيك والبنى التحتيةُ المهترئةُ...
وهناكَ الاتصالاتُ طبعاً. وهناك التهريبُ والمطارُ. وهناكَ المشاريعُ المدرارةُ الحرامُ بتمويلِ الشعبِ وقروضِ المؤسساتِ الدوليةِ، وهي لا تُحصى ولا تُعَدُّ!
ولا تنسوا أن "رأسَ البِزْنِس" الطائرَ الجوَّالَ من اجل تجارةِ استخراجِ الغازِ من البلوكاتِ المُصابةِ بالنَّحسِ حتى اليومَ جنوباً وشمالاً ووسطاً،
وبإعتقادِ الفاسدينَ "ستَبُلُّ ريقَهم"،
إن لم "يُقتلعوا" بالمحاسبةِ من جذورِ جذورهمْ،
***
فهنيئاً للمتعهدِ "المتقاعدِ"، إن بَرْداً وسلاماً لكَ،
ولأموالكَ المنقولةِ وغيرِ المنقولةِ… وغيرِ المقبولةِ وغيرِ المعقولةِ!
ولكن، نقولها وبكلِّ ثقةٍ وإيمانٍ،ولا بدَّ ان تكونَ هناكَ محاسبةٌ على هذه الأرضِ، وقد بدأت شئتمْ أم أبيتمْ ،
فالمحاسبةُ ستأتي مهما تأخّرتْ.
وإذا لم تكنْ على أيدي القضاءِ النزيهِ، الشفَّافِ والمُحِقِّ،
فاللهُ يعرفُ كلَّ شيءٍ، وهو يُمهلُ ولا يُهمِلُ.