تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
وأرددُ اليومَ يا والدنا الحبيبَ الغائبَ الحاضرَ سعيد فريحه ، العنوانَ نفسهُ بتاريخ 16/4/2021،
لم يتغيرْ شيءٌ منذُ 43 عاماً بل تفاقمَ الوضعُ في لبنانَ الى الأقسى والاسوأِ، والحربُ أصبحت معيشيةً اقتصاديةً مُخيفةً اكثرَ بكثيرٍ من القذائفِ وحروبِ الشوارع.
إنهُ زمنُ الانهيارِ حينَ يُخيَّرُ اللبنانيُّ بينَ الورقةِ واللقْمةِ :
ورقةُ الإقتراعِ المؤجّلةُ ولقمةُ العيشِ المعجَّلةُ .
تسألُ اللبنانيَّ اليومَ عن الإنتخاباتِ النيابيةِ لأنها الحلُ الوحيدُ للتغييرِ، سواءٌ الفرعيةُ منها أو العامةُ ، فيأتيكَ الجوابُ :
نريدُ أن نأكلَ اولاً.
نعم انهُ زمنُ المجاعةِ من جديدٍ في لبنانَ، التي مرّرْتَ بها ، والدي الغالي ، وكنتَ طفلاً يتيماً .
الإنتخاباتُ النيابيةُ العامةُ والفرعيةُ هي استحقاقُ الديموقراطيةِ لملءِ صناديقِ الإقتراعِ ،
لكن الأستحقاقَ الأهمَ هو ملءُ البطون الجائعةِ التي لا تعني الديموقراطيةُ لها شيئاً .
الإنتخاباتُ النيابيةُ الفرعيةُ كان يجبُ ان تجري خصوصاً ان هناكَ عشرةَ مقاعدِ شاغرةً سواءٌ بالإستقالةِ أو بالوفاةِ .
والإنتخاباتُ النيابيةُ العامةُ بعدَ سنةٍ ،
وبعدَ ستةِ أشهرٍ من الآنَ تبدأُ الاستعداداتُ لها بدليلِ أن أيَّ شغورٍ قبلَ ستةِ أشهرٍ من موعدها لا يُملأُ بانتخاباتٍ فرعيةٍ باعتبارِ ان انتخاباتٍ لستةِ أشهرٍ" لا تحرِزْ " .
***
وفقَ كلِّ المعطياتِ فأن الإنتخاباتِ النيابيةَ الفرعيةَ مستبعدةٌ ، والأسبابُ متعددةٌ ، منها :
" ما في مصاري " ،
نعم والدنا سعيد فريحه ، لقد أفلسوا لبنانَ ،وبالتالي كلَّ الشعبِ الطيِّبِ ، بهدرهمْ وفسادهمْ وعجزهمْ وفشلهمْ.
فكيفُ يمكنُ إجراءُ الإنتخاباتِ في ظلِ عدمِ قدرةِ وزارة الداخليةِ على تأمينِ الأموالِ اللازمة في ظلِ عجزِ وزارةِ المال عن فتحِ اعتماداتٍ لهذهِ الإنتخاباتِ ؟
يُروى عن مصادرَ موثوقةٍ في بعضِ الإداراتِ الرسميةِ ان الموظفينَ يطلبونَ من أصحابِ المعاملاتِ ان يُحضروا معهم اوراق A4 لزومَ بعضِ المعاملاتِ لأن لا أوراقَ في الإداراتِ ، فإذا كانَ الصرفُ وصلَ إلى هذا الدرْكِ من العجزِ عن تأمينِ الحدِّ الأدنى من اللوازمِ المكتبيةِ والقرطاسيةِ ،
فمنْ أينَ سيأتونَ بالأموالِ اللازمةِ لأجراءِ الإنتخاباتِ الفرعيةِ، وتالياً الإنتخاباتِ النيابيةِ العامةِ ؟
***
اليومَ، نعيشُ والدي الحبيب سعيد فريحه ، موضوعَ الإهتراءِ، وهو اليوم في لبنانَ أخطرُ وأقهرُ من ذلكَ بكثيرٍ :
بدءُ شهرِ رمضان المبارك كشفَ الجميعَ :
" الفقرُ العابرُ للعائلاتِ"، فعنْ أيةِ آمالٍ يتحدثونْ؟
هل يجوز في بدءِ شهرِ رمضانَ ان يموتَ شابٌ في طرابلس بسببِ تدافعٍ أثناءَ توزيعِ حصصٍ غذائيةٍ أدى إلى إطلاقِ نارٍ؟
صحيحٌ ان مسألةَ ترسيمَ الحدودِ البحريةِ مهمةٌ وتكشفُ في زمننا المُظلمَ المُقرفَ كلَّ المخاطرِ،
لكنَ الناسَ بالهم في يومياتهم ، قصةُ الترسيمِ هي للمسؤولينَ وللخبراءِ فلا تُدخِلوا الناسَ بها .
العنفُ بدأ يتحوَّلُ إلى يومياتٍ:
تكسيرُ محطاتِ محروقاتٍ لا تبيعُ البنزينَ والمازوت .
مهاجمةُ سوبر ماركت تُخفي الموادَ الغذائيةَ المدعومةَ .
سرقةُ كلِّ شيءٍ :
" ريغارات " على الطرقات .
كابلاتِ كهرباء لبيعِ نحاسها .
والخطيرُ ، والدي الحبيب سعيد فريحه الذي تحملتَ منذُ صغركَ اليتمَ، وعمركَ لم يتجاوزْ الستَّ سنواتٍ،
لكنكَ كنتَ عصامياً خارقاً،
علَّمتَ نفسكَ بنفسك، وقرأتَ كثيراً من الكتبِ وكأنكَ دخلتَ الى اكبرِ جامعاتِ العالمِ،
ووصلتَ الى حلمكَ الكبيرِ، فشيَّدتَ "دار الصياد" منارةَ الصحافةِ اللبنانيةِ المنتشرةِ في العالمِ العربيِّ،
ووصلتَ واوصلتنا نحنُ ابناؤكَ الى قمةِ الصحافةِ يومَ كانَ عهدها الذهبيُّ الرائعُ المتشبثُ بالوطنيةِ والعروبةِ معاً،
في كلِّ مقالاتكَ، إن في الجعبةِ، او السياسيةِ في الانوار كلماتكَ كانتْ تجرحُ ولا تسيلُ الدماءَ .
اني لثائرةٌ وسائرةٌ على دربكَ.
فإلى أينَ سيصلُ البلدُ ؟
لا احدَ يعرفُ لأنَ لا أحدَ يملكُ الإجابةَ .
لذا أرددُ بعدَ رحيلكَ منذُ 43 عاماً:
يا ربَ!