تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
كتبت رندلى جبور :
سعد الحريري لا يريد حكومة. الأسباب لذلك كثيرة، منها ما يتعلّق بغياب البركة السعودية، ومنها ما يرتبط بالشروط الاميركية الخاصة بحزب الله، ومنها ما له علاقة بالخوف من تحمّل المسؤولية وتلقّف كرة النار في هذه المرحلة الصعبة قبل ترجمة الدعم الخارجي الموعود دولياً على أرض الواقع.
أما الأدلة على أن الحريري يفشّل ولادة الحكومة كلما وصلت "اللقمة للتم" فهي التالية:
أولاً: تحجج بالثلث المعطّل فيما رئيس الجمهورية أكد مراراً بأن أحداً لا يريد الثلث وقد أبلغ كل من سأله من المسؤولين الأمميين والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وصاحب المبادرات الابرز اللواء عباس ابراهيم بأن قصة الثلث فزيعة وهي غير مطروحة على الاطلاق.
ثانياً: تحجج بأن التيار الوطني الحر قد لا يمنح حكومته الثقة في المجلس النيابي، بينما التيار أكد أنه مسهّل لأبعد الحدود وأنه لا يطلب أي شيء وأنه يقبل بتشكيل الحكومة من دون مشاركته ولن يثير إشكالية الميثاقية في حال عدم منح الحكومة الثقة ويمكن الحصول على الثقة من دون أصوات التياريين في البرلمان.
ثالثاً: لم يعلن الحريري ولا مرة أنه يقبل بالتخلي عن فكرة حكومة من ثمانية عشر وزيراً وهو يعلم تماماً أنه لا وجود لحكومة اختصاصيين بهذا العدد لأنه يستحيل أن يؤمّن وزيراً لكل وزارة وهذا شرط في مثل هكذا حكومة.
رابعاً: لم يحدد الحريري بعد هيكلية حكومته. بمعنى أنه وكأنه يريد رسم وجه ولكن وضع فقط الدائرة من دون وضع المعالم من العينين إلى الأنف والأذنين وغير ذلك. وباللغة الهندسية هو يبني سقفاً من دون أعمدة وهذا يعني استحالة بناء السقف.
خامساً: رفض الحريري تلبية الدعوة الفرنسية الأخيرة للقاء بينه وبين رئيس التيار جبران باسيل الذي لم يطلب الموعد ولكنه أيضاً لم يمانع بتلبية الدعوة. وكان الفرنسيون وفق المعلومات يستعدون لإصدار بيان عن دعوتهم للحريري لإحراجه ولكنهم تراجعوا في اللحظة الاخيرة. ولا بدّ من الاشارة هنا إلى أن باسيل أبلغ الفرنسيين أنه مستعد لتلبية الدعوة ولكنه ليس الطرف الدستوري المعني بالتشكيل ومسألة حلّ المعضلة الحكومية ليست عنده، كما أكد لهم أنه لا يمكن إعلان ولادة الحكومة من باريس بل يجب إعلانها من بيروت.
وأخيراً، لو كانت لدى الحريري نيّة حقيقية في التشكيل الآن لكان تخطى كل العقبات التي يصطنعها هو، ولكان تعاطى بإيجابية مع مبادرة عباس ابراهيم، ثم مع أفكار الرئيس نبيه بري، وأخيراً مع الحراك الفرنسي الأخير الذي يرافقه حراك عربي كذلك.
الحريري إذاً غير جاهز بعد وهو يفشّل الولادة كلما برز معطى إيجابي!
المصدر: mediafactorynews