تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
كلُّ شيءٍ يوحي أننا ذاهبونَ الى السيناريو الاسوأِ...
ما حذَّرنا وما كتبنا عنهُ قبلَ سنةٍ ولغايةِ اليومِ، ها هي المؤشراتُ تَدلُّ على أنه آتٍ وأن الاسوأ صارَ حتمياً..
عندما أطلَّ رئيسُ البلادِ العماد ميشال عون على الناسِ مساءَ الاربعاءِ الماضي أدركنا حجمَ الهوَّةِ التي تفصلُ بين محاولاتِ الاصلاحِ وبينَ حلولِ الترقيعِ والمسكِّناتِ...
عملياً... حصلَ الطلاقُ نهائياً بينَ المصرفِ المركزيِّ وحاكمهِ من جهةٍ، وبينَ السلطةِ التنفيذيةِ والاجرائيةِ في البلدِ من جهةٍ ثانيةٍ. ووحدها الايامُ المقبلةُ كفيلةٌ بتظهيرِ صورةِ الاجراءاتِ التي يمكنُ ان تتخذَ في موضوعِ التدقيقِ الجنائيِّ..
لكنَّ السؤالَ:
كيفَ سينعكسُ ما جرى ويجري على سوقِ القطعِ وعلى سعرِ العملةِ الوطنيةِ وهل من ضوابطَ ستحكمُ اللعبةَ أم ستفلتُ الامورُ على غواربها انطلاقاً من ان حاكم المركزي قد يضعُ جانباً ما ألتزمهُ من اجراءاتٍ على صعيدِ المنصةِ وعملِ الصرافينَ والمصارفِ كونهُ يشعرُ أنه مهما فعلَ سيبقى تحتَ خطرِ الملاحقةِ القضائيةِ التي بدأت جِدِّياً بالادعاءِ عليهِ يوم الاربعاء...
***
لكنَّ السيناريو الذي لا يقلُ سوداويةً، فهو ما يتعلقُ منهُ بتشكيلِ الحكومةِ لا سيما امامَ الحائطِ المسدودِ الذي وصلت اليهِ الامورُ والتي زادَ من طينتها وحولاً إذا صحَ القولُ:
تدهورُ العلاقاتِ الشخصيةِ بين بعبدا وبيت الوسط بشكلٍ صارَ من المستحيلِ التعايشُ بين منطقينِ ونهجينِ وشخصينِ...
فأيُّ حكومةٍ ستُولَدُ من "النقار" اليومي ومن الأختلافِ على كلِّ شاردةٍ وكلِّ تفصيلٍ لهُ علاقةٌ بادارةِ السياساتِ الماليةِ والاجتماعيةِ والاقتصاديةِ وحتى السياسيةِ...
اذاً حتى الساعةَ.. توترٌ قد يشهدهُ سوقُ القطعِ وأنسدادُ أفقٍ على الصعيدِ الحكوميِّ.
ويضافُ الى هذا المشهدِ امكانُ اعلانِ عقوباتٍ على مسؤولينَ لبنانيينَ من الصفِ الاولِ لاسبابٍ تتعلقُ بتعطيلِ تشكيلِ حكومةٍ، وبتعطيلِ المسارِ الانقاذيِّ للبلدِ...
***
فماذا ينتظرنا بعدُ؟
وكيفَ يصمدُ الناسُ وهل بمقدورهم الصمودُ سنةً بعد، بانتظارِ الانتخاباتِ النيابيةِ المقبلةِ كما دعاهم سامي الجميل؟
هل بمقدورِ الشعبِ اليائسِ ان يُساقَ اكثرَ على طريقِ الذبحِ اليوميِّ الذي يعيشهُ؟
وهل هناكَ شعبٌ تعرَّضَ لهذا الكمِّ من الأذلالِ والقهرِ اليوميِّ كهذا الشعبِ الحضاريِّ الأصيلِ؟
الى متى الاستهتارُ بحياةِ الناسِ؟
والى متى الاستهتارُ بدموعِ الناسِ وقهرهمْ وجوعهمْ وفقرهمْ؟
ما هو السبيلُ للخروجِ من هذا النفقِ؟
أليست الاجراءاتُ الجديدةُ التي ستتخذُ في الاسابيعِ المقبلةِ لترشيدِ الدعمِ أو لوقفهِ ستكونُ عاملاً اضافياً لتعميمِ الفقرِ على الناسِ، أغنياءَ كانوا أم فقراء، أم من عائلاتٍ متوسطةِ الاجْرِ؟
أيُّ جحيمٍ سندخلُ عليهِ وبكمْ "شيطانٍ" سنتواجهُ...
وهل هو قدرنا ان نواجهَ في الجحيمِ نفسَ الشياطينِ الذينَ عاشوا معنا على الارضِ، وأرتكبوا المعاصي بحقنا...
***
نحنُ نستحقُّ الجنَّةَ...
أما مَنْ اوصلنا الى هنا فمكانهم الجحيمُ...