تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
كتبت المحامية جويس مارون تقول:
ووصل وزير الخارجية المصري، سامح شكري، يوم الأربعاء، إلى بيروت في زيارة التقى خلالها كبار المسؤولين والقادة اللبنانيين بتكليف من الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وكان في استقباله بمطار رفيق الحريري الدولي، وزير الخارجية اللبناني شربل وهبه، وسفير مصر في بيروت، ياسر علوي، ومديرة المراسم في وزارة الخارجية اللبنانية، عبير العلي، وأعضاء البعثة الدبلوماسية المصرية.
ورافق وزير الخارجية المصري وفد ضم السفير نزيه النجاري، مساعد وزير الخارجية، والمستشار محمد عاطف.
وأتت زيارة شكري، بحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي للسفارة المصرية "في إطار الجهود المصرية الرامية إلى حض الفرقاء السياسيين اللبنانيين على الإسراع في تشكيل الحكومة الإنقاذية، وذلك في ضوء الحرص الكبير لدى القيادة السياسية المصرية على استقرار لبنان وتجاوزه للأزمات التي يمر بها حاليا".
واكّد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، بعد لقائه رئيس الجمهورية اللبناني، ميشال عون أن القاهرة مستمرة ببذل كل الجهود للتواصل مع جميع الجهات اللبنانية للخروج من الأزمة الراهنة في لبنان. حيث صرّح ما يلي: "للأسف بعد ٨ أشهر من زيارتي الماضية إلى لبنان، والانسداد السياسي لا يزال موجودا، والسياسيون اللبنانيون يتخبطون لتشكيل الحكومة"، مشددا على أن "مصر ستستمر ببذل كل الجهود للتواصل مع كل الجهات للخروج من الأزمة"، مضيفاً : "الإطار السياسي يحكمه الدستور واتفاق الطائف وأهمية الالتزام بهذه الدعائم الرئيسية للاستقرار، ولن نوفر الجهود لمساعدة لبنان بهذه المرحلة الدقيقة".
وتضمنت زيارة شكري سلسلة من الاجتماعات، استهلها بعقد مباحثات مع الرئيس اللبناني، ميشال عون، ثم اسكملها بلقاء مع رئيس مجلس النواب، نبيه بري، ولقاء آخر مع البطريرك الماروني، الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط.
كما اشتملت لقاءات الوزير المصري رئيس حزب الكتائب اللبنانية، سامي الجميل، ورئيس تيار المرده، سليمان فرنجيه، إلى جانب اتصال هاتفي اجراه مع رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، بعدما تعذر اللقاء بينهما في ضوء إصابة الأخير بفيروس كورونا.
وختم شكري زيارته بلقاء عقده مع رئيس الوزراء اللبناني المكلف، سعد الحريري
وقف الوزير شكري في لقاءاته على خليط من المواقف، فمع قوى المعارضة سمع شكوى صريحة من كل الطبقة الحاكمة، وفي بكركي كان الموقف متطابقاً مع ما طرحه البطريرك الماروني مار بشارة الراعي لناحية التعجيل بحكومة إنقاذية سريعا. وفي بيت الوسط لمسَ مرونة جدية وبالغة، ولم يلمس مطالب تعجيزية بل لمسَ استعدادا للسير الفوري بحكومة متوازنة لا ثلث معطلاً فيها لأي طرف. اللقاء بين الحريري وشكري كان ممتازا ومريحا جدا، وكان الوزير متفهّما للعرض الذي قدمه الرئيس الحريري في ما خَص الوضع الحكومي، والذي اكد فيه الرغبة الشديدة في تأليف حكومة في اسرع وقت ممكن، من اختصاصيين لا سياسيين ووفق مندرجات المبادرة الفرنسية ولا ثلث معطلا فيها لأيّ طرف.
واتت هذه الزيارة اولاً للإعراب عن تضامن مصر مع الشعب اللبناني الشقيق وضرورة تجاوز الظرف الحالي إعلاءً للمصلحة اللبنانية، وسعياً نحو مستقبل يُحقق تطلعات لبنان في الأمن والاستقرار والتنمية بما يملكه هذا البلد من مقومات النجاح والازدهار ، ثانياً رسالة مصرية مباشرة مفادها أن لبنان بوضعه الراهن لم يعد يملك ترف تضييع الوقت، وأنه يتعين الاستفادة من فرصة الإنقاذ المتاحة، عبر إنهاء الانسداد السياسي القائم وتشكيل حكومة إنقاذ من الاختصاصيين القادرين على الوفاء باحتياجات الشعب اللبناني وتحقيق الاستقرار المهم للبنان والمنطقة برمتها وللتاكيد على أن القاهرة ليست على الحياد في ما يتعلق بأمن لبنان واستقراره بل هي رأس حربة في عملية إعادة تصويب البوصلة العربية للبنان والتصدي لمحاولات تغيير هويته.
وعليه، المحادثات التي أجراها وزير الخارجية تضمنت تأكيد وقوف مصر الكامل مع لبنان والحرص على استقراره على كافة الأصعدة، وأن هذا الموقف تتشارك فيه مع الأسرة العربية من دون استثناء، فضلا عن حالة القلق على لبنان والخشية من بلوغه نقطة الخطر الشديد على جميع المستويات إذا ما استمر الحال فيه على ما هو عليه من فراغ حكومي وتعقيدات سياسية، وضرورة أن تعلى كل القوى السياسية مصلحة لبنان فوق جميع الاعتبارات السياسية والحزبية خصوصاً في هذا الظرف الصعب الذي يمر فيه لبنان مع تفاقم الأزمة الاقتصادية فيه إلى حدود بالغة الخطورة وأن تشرع القوى السياسية اللبنانية فورا، وبمعزل عن اي اعتبارات أو خلافات سياسية، في تشكيل حكومة جديدة متوازنة تعزز الاستقرار الداخلي وتطلق مسار الإصلاحات بما يعيد ربط لبنان بالمجتمع الدولي ويفتح باب تدفق المساعدات الدولية إليه لمساعدته في النهوض من الأزمة.