تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " اكرم كمال سريوي "
إصطف النخيل حارساً موكب الجلال ، وسجد النيل خاشعاً ،وضحكت حجارة مصر وصفّقت فرحاً، ووقف خوفو مرحباً بعودة الأحفاد إلى جواره.
من متحف الآثار إلى قاعة الحضارة، عاد ملوك مصر، في احتفالية مهيبة، جعلت الملايين في العالم يتسمّرون أمام شاشات التلفزة، ليروا عظمة شعب ضارب في التاريخ، يحفظ الأصالة والقيم، ويُكرّم ملوكاً صنعوا مجده ، وحاكوا أسطورة العظمة والتفوق.
منذ أن وحّد فارمر مصر العليا والسفلى ، ولبس التاجين الأحمر والأبيض، بدأت حكاية الحضارة؛ من منف الأسرار والإبداع، إلى طيبة الأُقصُر مدينة الشمس والمئة باب، إلى جيزة الجمال والعجائب، إلى «التعويذة الشرقية» في تل عمارنة الفرعون الذهبي توت عنخ آمون وسيدة السعادة نفرتيتي، كُتبت الف الف قصة، حفظتها حجارة أمينة، وخبأتها رمال الوفاء، مدة طويلة من الزمن،عن عيون الغزاة والطامعين.
كيف لا يكون موكب الملوك بهذا الجلال والبهاء، وفي مقدمته رب الحقيقة رع ( أمنحوتب الثالث) الذي استقل مراكب الشمس الى العالم الآخر، ورمسيس العظيم (فرعون موسى) أذكى قادة الحرب، وباني أضخم جيش في التاريخ القديم، وبطل قادش، وقاهر قراصنة البحر. والملكة حتشبسوت أبنة الإله آمون، الذي عشق والدتها الملكة أحمس ،فكانت هي ثمرة حُبٍ إلاهي.
ثمانية عشر ملكاً وأربع ملكات، ساروا في شوارع القاهرة بمهابة وإجلال، بعد آلاف الأعوام على تجوالهم الأخير في تلك البقعة من العالم، وفي احتفال يكاد يكون أسطورة القرن الواحد والعشرين.
وكان قد عُثر على هذه المومياوات في خبيئتين:
الأولى : «الخبيئة الملكية» قرب معبد الملكة حتشبسوت المنحوت في صخور جبل القرنة، وسط جبانة طيبة القديمة - في البر الغربي لمدينة الأقصر، الغنية بمئات المقابر وعشرات المعابد التي شيدها قدماء المصريين .
ومن بين المومياوات الملكية التي عثر عليها في داخل تلك الخبيئة، مومياوات الملوك أحمس الأول، وأمنحتب الأول، وتحتمس الأول، وتحتمس الثاني، وتحتمس الثالث، وسيتي الأول، ورمسيس الثالث، ورمسيس الثاني، ورمسيس التاسع، ومن الملكات أحمس- ونفرتاري.
وأما في الخبيئة الثانية، المعروفة باسم خبيئة الملك امنحتب الثاني الواقعة في منطقة وادي الملوك ، في غرب مدينة الأقصُر فقد عُثر بداخل تلك الخبيئة على العديد من المومياوات الملكية بينها مومياوات: امنحوتب الثاني، وتحتمس الرابع، وأمنحوتب الثالث، مرنبتاح، وسا بتاح، ورمسيس الرابع، ورمسيس الخامس، ورمسيس السادس، وسيتي الثاني، والملكة تي.
وفقاً لوزارة السياحة والآثار المصرية، فإن قاعة المومياوات الملكية في المتحف القومي للحضارة المصرية في الفسطاط سيجري افتتاحها أمام الزوار، اعتبارا من يوم 18 نيسان / أبريل الجاري، الموافق لاحتفالات يوم التراث العالمي.
أعادت مصر تذكير العالم بعظمة شعبها وملوكها وحضارتها، وإذا كان نابليون قد رسم علامة على وجه ابي الهول يوماً ، لكن مصر اليوم، وعيون رجالها وابي الهول مفتوحةً، وسيوفها مرهفة مسلولة ، تقول: قد تستطيعون خدش مصر، لكن إحذروا ! فأنتم لن تنالوا من عزيمة ابنائها، ومن صلابة شعب صقل الحضارة عبر آلاف السنين .
يا جاهِلاً مصرَ ، ما أنت عالِمُ؟
أيحوي الحضارةَ زِقٌ ويفنى فاضِلُ؟
لا تقُل زُرتُ بِقاعَ الأرضِ درستُها
إن لم تزُرْ مِصرَ فأنت بعدك غافِلُ .