تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
لم تسقط معالمُ لبنانَ التاريخية: ارزُ الربِ، بعلبك، جبيل، صور، قلعة صيدا، قلعة الشقيف، بيت الدين ، مغارة جعيتا،عنجر، قلعة المسيلحة، جزيرةُ الارانب في طرابلس ، بل تشبثتْ وتجذَّرتْ بتربةِ لبنانَ.
لكننا نعني معالمَ السقوطِ الكبيرِ للدولةِ :
إلى العتمةِ دُرْ :
معملُ الزهراني لتوليدِ الكهرباء "نشَّفْ" من المحروقاتِ وسيُطفأُ . ومعملُ دير عمار على الطريقِ.
مَن سيملأُ "فراغَ" التيارِ الكهربائيِّ في الزهراني ودير عمار؟ ربما اصحابُ المولداتِ ! وعندها ، كم ستكونُ الفاتورةُ على المواطنِ المسكينِ ؟ لا أحدَ يستطيعُ التقديرَ لأن أسعارَ المازوت ستكونُ "نار" وسيتذرَّعُ أصحابُ المولِّداتِ بأسعارِ المازوتِ لضربِ قيمةِ الفواتيرِ بإثنينِ وربما أكثرُ .
***
ومن معالمِ السقوطِ :
" العجايبُ" تُروى في وزارة "راوول الإقتصاد"،
عن دعمِ السلعِ ، فحسب مصادرَ تكثرُ حولَ رشاوى وعمولاتٍ دُفِعَت لمعنيينَ بالدعمِ لوضعِ هذهِ اللائحةِ او تلكَ، والرشاوى دُفِعَت إما عينيةً في لبنانَ وإما بالعملةِ الصعبةِ خارجَ لبنان ، ومن الضروري ان يُباشرَ القضاءُ وضعَ يدهِ على هذا الملفِ ولاسيما المدعي العام المالي ، والسلسلةُ تبدأُ من "راوول الإقتصاد" نزولاً تحتَ عنوان :
" مَن هَدَرَ الملياراتِ الستةِ من الدولاراتِ منذُ سنةٍ وحتى اليوم" ؟
***
ومن معالمِ السقوطِ:
أن السجونَ في لبنانَ في وضعٍ يُرثى له :
تبلَّغت إداراتُ السجونِ أنه بسببِ النقصِ في الميزانياتِ ، لن يكونَ هناكَ دجاجٌ ولحمٌ في وجباتِ المساجين بل فقط برغل !
للمسجونِ حقوقٌ مثلهُ مثلُ أيِّ مواطنٍ ، احياناً يُنفِّذُ بعضُ المساجينِ إضراباً عن الطعامِ بسببِ سوءِ معاملةٍ أو ما شابه ، ولكن لا يحقُ للمسؤولينَ ان يمنعوا الأكلَ عن المساجين تحتَ أي ظرفٍ من الظروفِ .
***
ومن معالمِ السقوطِ:
أن الحكومةَ المستقيلةَ عالقةٌ بين الإعتكافِ والتفعيلِ ، لكن وللأسفِ النتيجةُ ذاتها سواءَ اعتكفتْ او تفعَّلتْ ،
فالأزمةُ أكبرُ من ذلكَ بكثيرٍ:العينُ بصيرةٌ واليدُ قصيرةٌ والعجزُ عامٌ .
***
ومن معالمِ السقوطِ:
ان عيوبَ بعضِ بنودِ الدستورِ أنفجرت دفعةً واحدةً في وجهِ الجميعِ من دونِ استثناءٍ ،
فأصبحت تقعُ مشكلةٌ في كلِّ مرةً يتمُ فيها التطرُّقُ إلى مادةٍ دستوريةٍ معينةٍ .
***
ومن معالمِ السقوطِ:
أن الهجرةَ من لبنانَ لم تعد فرديةً بل عائليةٌ وجماعيةٌ ونوعيةٌ : عائلاتٌ بأكملها تتقدمُ من السفاراتِ للحصول على تأشيراتِ هجرةٍ . أطباءُ وممرضونَ وممرضاتٌ ومهندسونَ وقضاةٌ ومحامونَ واساتذةُ مدارسَ وجامعاتٍ ، كلُّ النخبِ تستعدُ للهجرةِ باستثناءِ السياسيينَ لأنهم لا يعرفونَ ان يشتغلوا شيئاً .
***
هذه هي عيِّنةٌ من معالمِ سقوطِ الدولةِ اللبنانيةِ ،
والسؤالُ الذي يتبادرُ إلى الذهنِ هو :
هل ما زالَ هناكَ أملٌ بالخروجِ من مربَّعِ سقوطِ الدولةِ،
الى اليأسِ والاحباطِ والتدهورِ؟
بصراحةٍ متناهيةٍ يلزمنا سنواتٌ... فيا ربُ رحمتكَ أن تختصرَ سنينَ الآمنا وقهرنا.