تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
كانَ من الممكنِ ان تطولَ عطلةُ نهايةِ اسبوعٍ من اليومِ وحتى صباحِ الأثنينِ ، قبلَ كلمة السيد حسن نصر الله ليلَ الجمعة، والمهلةُ التي كانت ستنتهي، والتي أعطاها رئيسُ الجمهوريةِ العماد ميشال عون إلى رئيسِ الحكومةِ المكلَّف سعد الحريري أو التي أعطاها الرئيسُ المكلفُ لنفسه .
قبلاً،كانَ رئيسُ الجمهورية العماد ميشال عون ينتظرُ ، فهو في الأساسِ انتظرَ منذُ ستةَ عشرَ اجتماعاً بينهُ وبين الرئيسِ المكلفِ ، فكانَ الاجتماعُ السابعَ عشرَ امس في انتظارِ الاجتماعِ الثامنَ عشر الاثنين المقبل .
يا لها من مصادفةٍ ! 17 اجتماعاً من أجلِ حكومةٍ من 18 وزيراً ، كأن كلَّ اجتماعٍ ينتجُ وزيراً واحداً ناقصَ واحدٍ ، وكأن الدنيا بألفِ خيرٍ .
ما هذا الإنتاجُ المِثاليُّ ؟
في بلدٍ " فُجِّرَ " مرفأُهُ منذُ سبعةِ اشهرٍ ونصف ، وانهارتْ ليرتهُ انهياراً مريعاً ، وفيروس كورونا يفتكُ به فتكاً مخيفاً، وقد وصلت الوفياتُ بسببهِ إلى 70 وفاةً يومياً وإلى اكثرَ من ثلاثةِ الافِ إصابةٍ ، ويتخانقُ الناسُ على غالونِ زيتٍ مدعومٍ ، وعلى كيسِ أرزٍّ ...
في هكذا بلدٍ يستغرقُ تشكيلُ حكومةٍ أكثرَ من ثمانيةِ أشهرٍ ، ورئيسُ الجمهوريةِ ينتظرُ وينتظرُ التشكيلةَ الكاملةَ التي يُفترضُ برئيسِ الحكومةِ المكلَّفِ ان يَحملَها إليه ،
لكن التأجيلَ يُراكِمُ التأجيلَ، كأنَ لا شعبَ جائعاً ولا عائلاتٍ منكوبةً .
***
بعد تصريح السيد حسن نصر الله ، لو شكِّلَ او إعتذَرَ او إعتزَلَ ، صحيحٌ ان الدستورَ لا يُلزِمُ الرئيسُ المكلَّف بمهلةٍ لتشكيلِ الحكومةِ ، لكن هل يحقُّ لهُ أن يستمرَّ من دونِ تشكيلٍ إلى ما شاء الله ؟ هناكَ إداءٌ دستوريٌ نظرياً ، ولكن هل يَعكسُ روحاً أنسانيةً ؟
هناكَ بلدٌ يحتضرُ وشعبٌ يُغالبُ الجوعَ والعوزَ، فإلى متى الإنتظارُ، من كلِّ الحكامِ والمتحكِّمينَ؟
ما هو الأهمُ ؟ العملُ بموجبِ مادةٍ في الدستورِ أم مصيرُ اربعةِ ملايينَ لبنانيٍّ ؟
في دولِ العالمِ المتحضِّرةِ يجبُ ان يكونَ هدفها إراحةَ الناسِ قبلَ أيِّ شيءٍ آخرَ ، فحينَ لا تكونُ الدساتيرُ والقوانينُ في خدمةِ الناسِ فعند ذلك لا معنى لها .
أمرٌ بديهيٌّ ان يكونَ حُسْنُ النوايا من مزايا الطبقةِ السياسيةِ، يعني انهُ يجبُ ان تأخذَ بعينِ الإعتبارِ مصلحةَ الناسِ قبلَ أيَّ شيءٍ آخرَ،
اللقاءاتُ الــ 17 نُسفتْ تقريباً، وان حكومة اختصاصيين لن تَصمُدَ إذا شُكِّلتْ، والرغبةُ في حكومةٍ تكنوسياسيةٍ ، ونقطةٌ على السطرِ!
هل أُخَذَ علماً بذلك؟
وهل لقاءُ الــ 18 الاثنينِ ماشٍ؟