تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
فعلاً غريبٌ عجيبٌ أمرُكم، وعبثاً نحاولُ أن نفهمَ ما يدورُ في رؤوسكم.
البلدُ يلتهبُ بدولارِ الـ13 ألفاً وما فوق، وبالعتمةِ الشاملةِ الآتيةِ، وأنتم بالُكم بأمورٍ أخرى.
مئاتُ الآلافِ تشرَّدوا بلا عملٍ، تَعزُّ عليهم اللقمةُ وحبّةُ الدواءِ وقَطرةُ البنزينِ، وأنتم بالُكم بأمورٍ أخرى.
وفوقَ ذلكَ، عادت "الكورونا" تُكشِّرُ عن أنيابها وتسرقُ الأحبَّةَ إلى غرفِ العنايةِ الفائقةِ... بعدما باعوا "الذي تحتهم وفوقهم" لتأمينِ الـ30 مليونَ ليرةٍ سلفاً، وأنتم بالُكم بأمورٍ أخرى.
فخبِّرونا… إلى أين تأخذونَ البلدَ؟
***
هل نُصدِّقُ، والسفينةُ تغرقُ، انكم لا تفكّرونَ إلا في تَقاسمِ الغنائمِ؟
هل نصدِّقُ، فيما يستشرسُ الجوعُ والفقرُ والموتُ، أنكم جالسونَ تتساومونَ على مكاسبِ انتخاباتٍ رئاسيةٍ ونيابيةٍ قد تُجرى أو لا تُجرى؟
مؤلمٌ فعلاً: داخلَ المنازلِ صراخُ الجائعينَ، وداخلَ أروقتكم: هذهِ لي وهذهِ لكَ!
***
لا نفهمُ هذا التهافتَ "الخفيَّ" على كرسيِّ الرئاسةِ الأولى.
لا نفهمُ أن يجدَ المرشحونَ المفترضونَ للرئاسةِ، وسطَ هذهِ الكارثة، وقتاً لعرضِ البرامجِ أو عرضِ العضلاتِ أو استدراجِ العروضِ، لعلهم يَحظونَ بتغطيةٍ من هنا أو موافقةٍ من هناك؟
مرشحانِ أو ثلاثةٌ ينامونَ ويستفيقونَ على حلمِ الرئاسةِ... وما على الجائعينَ إلا أن ينسوا جوعهم ووجعهم،
***
أيُّ رئاسةِ جمهوريةٍ تتوقعونها بعدَ عامٍ ونصفِ العامِ… فيما الجمهوريةُ بأمها وأبيها تعيشُ باليومِ والساعةِ، وكلُّ لحظةٍ بلحظةٍ؟
هل سنقولُ للدولار الطائر من 8 آلاف إلى 13 ألفاً خلال أيامٍ قليلةٍ: انتظرِ… سنتولّى أمرَك في خريفِ 2022؟
هل سنقولُ لأطفالنا: "بَلاها" قنينة الحليب… وستحصلون عليها في خريف 2022؟
هل سنقولُ لذوي ضحايا المرفأِ... وصفقاتِ الكهرباءِ والتلزيماتِ والمصارفِ وسواها… انتظروا حتى خريف 2022 لنعرفَ الحقائقَ؟
هل يأتي رئيسٌ للجمهوريةِ في العتمةِ، بالمعنى السياسي أيضاً؟ وأيُّ رئيسٍ سيكونُ على ما بقي من "جمهوريةِ الجائعين"؟
وبالحقيقةِ، "نحنُ شايفينكم" تحت وفوق منذُ 25 سنةً، ولا أملَ نرتجيهِ منكم لا في الرئاسةِ ولا خارجها.
***
الأنكى، أن بازارَ الرئاسةِ سيأتي قبلهُ بازارُ النيابةِ. وكلُّ فريقٍ يخطِطُ ليكونَ الأقوى ويتحكّمَ بالقراراتِ… وبانتخاباتِ الرئاسةِ.
فتوقعوا اللعبَ بقانونِ الانتخاباتِ وبالموعدِ، وتوقعوا أن يطيرَ الاستحقاقُ النيابيُّ كرمى لعيونِ الاستحقاقِ الرئاسيِّ.
ولكن، حتى ذلك الوقت، ماذا سيبقى من الدولةِ والمؤسساتِ لتتصارعوا عليهِ؟
ستتنازعونَ على رئاسةِ الجمهوريةِ، فيما الجمهوريةُ أساساً في مهبِّ الريحِ… وكذلكَ الكيانُ والبلدُ كلُّهُ ؟