تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
لا نصدِّقُ إصراركم على التضحيةِ بالبلدِ وتعذيبِ شعبهِ إلى ما لا نهايةَ.
لو كانَ بيلاطس مكانَكم لَرقَّ قلبُهُ، ونادى الجلادينَ: توقَّفوا. إنهم لا يستحقونَ كلَّ هذا التعذيبِ!
وزيرُخارجية فرنسا جان إيف لودريان يَصْدَحُ مرّةً جديدةً، ويحذِّرُ: "انتبهوا، الأسوأُ سيأتي". لكنكم لا تكترثونَ!
أشقاؤنا وأصدقاؤنا في العالمِ مستنفرونَ بحثاً عن طريقةٍ لإنقاذنا… ولكن هنا،أنتم "لا تقلِّلون عقلكم" ولا تستمعونَ إلى النصائحِ.
إنكم لا تشعرونَ بالمسؤوليةِ الوطنيةِ. هذا معروفٌ. ولكن، الأسوأُ أنكم لا تشعرونَ بالتعبِ أيضاً.
وكيفَ تشعرونَ بالتعبِ أو بالوجعِ، وأنتم تعيشونَ في كوكبٍ آخر، وأولادُكم وأحفادُكم وذرّياتكم كلهم يعيشونَ "باللوج"، ويتمتعونَ بثرواتنا المنهوبةِ والمُحوِّلةِ إلى بلادِ الحضارةِ؟
***
صدِّقونا. إذا كنتم تُراهنونَ على تنفيسِ الاحتقانِ بالعلاجاتِ المجرَّبةِ، فالآتي أعظمُ وسيُفاجئكم.
المليون ليرة لهذا العسكري الطيِّبِ هي حقٌّ لهُ وأقلُّ من حقّهِ بكثيرٍ. ولكن، كفّوا عن المزايداتِ ولا تكرّروا خطأ سلسلة الرتبِ والرواتبِ.
سيقفُ 4 ملايين لبناني ويقولون: نحنُ أيضاً مقهورونَ وجائعونَ ونحتاجُ إلى المليونِ وأكثر.
وستنطلقُ "طَبّاعة سلامة" في بيتِ المالِ وتملأ الشاحنات أوراقاً بلا قيمةٍ، وتَرشُّها على الناسِ كما يُرّشُّ رذاذُ المطرِ.
سيطيرُ الدولار من الـ10 إلى الـ20 أو الـ30 أو أكثرَ بفضلِ عجزكم وفشلكم.
وسيكتشفُ الجميعُ أنهم لم يقبضوا الليرات… بل قبضوا على الريحِ!
أليسَ هذا ما حصلَ في السلسلةِ المشؤومةِ التي كانت سبباً أساسياً للانفجارِ الحاصلِ اليوم؟
***
في الآتي، مصرفٌ مركزيٌ بلا احتياطيٍ يَتركُ الدعمَ ويسحبُ يدهُ!
وفي الآتي، عتمةٌ شاملةٌ وشموعٌ لقَبَسِ النور… وشموعٌ مضاءةٌ للربِّ لأنه الوحيدُ الذي ما زالَ يتراّفُ بحالنا!
وفي الآتي، ستصبحُ الليرةُ، لا الدولارِ، نادرةَ الوجودِ…
وفي الآتي، وجعُ أمهاتٍ في ربطةِ الخبزِ، ووجعُ الآباءِ في ضياعِ اللقمةِ، ووجعُ الأطفالِ في كوبِ حليبٍ يتبخّرُ.
وفي الآتي، فقراءٌ وجائعونَ ويائسونَ ينفجرونَ في الشارعِ… وأصابعُ خبيثةٌ ربما تدفعهم إلى التصادمِ… لإضاعةِ الهدفِ!
***
العالمُ ذاهبٌ نحو الحلولِ والكفِّ عن الاقتتالِ . ونماذجُ الحلولِ أمامكم كثيرةٌ.
انظروا، ألم يتقاتل الليبيون 10 سنواتٍ، ويحوِّلوا بلدهم ساحةَ صراعٍ لأممِ الشرقِ والغربِ وحتى بين القبائلِ المتواجدةِ؟
ألم يدفعوا غالياً، من دمائهم وممتلكاتهم، ثمنَ تصارعِ الأقربينَ والأبعدينَ؟
في النهايةِ، اهتدوا إلى الحكمةِ ومصلحةِ الوطنِ وتوافقوا على تسويةٍ، بمساعدةِ عقولٍ لبنانيةٍ صافيةٍ وحكيمةٍ على مقربةٍ من الاممِ المتحدةِ امثال الوزيرين السابقين غسان سلامة وطارق متري وبرعايةٍ دوليةٍ.
وها هم اليومَ، يخطِّطونَ لتجاوزِ الصعوباتِ والنهوضِ من جديدٍ.
ألا يكونُ لنا النموذجُ من ليبيا؟
***
اليومَ، أمامنا فرصةٌ لعقدِ تسويةٍ وطنيةٍ تُوقفُ الانحدارَ وتؤسسُ للنهوضِ، شرطَ أن نقتنعَ بأولويةِ الوطنِ ونُوقفَ الرهاناتِ على الخارجِ.
وليكن طرحُ البطريرك مار بشارة بطرس الراعي حافزاً لا للـ15 ألفاً الذين لاقوهُ إلى الصرحِ، بل لـ4 ملايينِ مواطنٍ، لأن هذا الطرحَ لا يعني فئةً بل كلَّ الفئاتِ.
ولتتلاقَ الإراداتُ ونحتذي بنماذجِ الحلِّ لا بنماذجِ الحروبِ. وهي موجودةٌ لمَن يرى ويتَّعظُ.
***
نعم، يمكنكم ان تتلاقوا، وعلى طاولةٍ مستديرةٍ حيث يُمكن أن تلتقي الأفكارُ من اجلِ استعادةِ الوطنِ، بدلاً من ان تتفرقوا كلٌّ وفقَ اجندةٍ خاصةٍ به.
وما زالت في شعبنا خميرةُ البركةِ، وفيهِ ديناميةٌ لا مثيلَ لها بينَ شعوبِ العالمِ.
ومن زيتونةٍ وحبةِ حنطةٍ نُعيدُ البناءَ... التاريخُ يُناديكم،
عسى ألاَّ تكونوا حتى التاريخَ قد نسيتموهُ.