تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
كان اللبنانيونَ بحاجةٍ الى فضيحةٍ جديدةٍ تُضافُ الى فضائحَ مَنْ يديرونَ امورهم أو مَن يدّعونَ ادارتها، حتى جاءت لوائحُ المستفيدينَ خلافاً للاخلاقِ قبل كلِّ شيءٍ، وللاعرافِ وللنُظُمِ ولتعليماتِ اللجانِ الطبيةِ والعلميةِ من اللقاحاتِ ضد كورونا..
والأنكى ان عمليةَ التلقيحِ في بعضٍ منها جاءت على شكلِ "دليفري" تماماً كما يجري توصيلُ طلبياتِ الطعامِ اليومَ الى المنازلِ والمؤسساتِ احتراماً للسلامةِ العامةِ...
***
هكذا وبكلُ وقاحةٍ تسابقَ المحظيونَ على تناتشِ مغانمِ "القرضِ" الدوليِّ ونقولُ القرضَ لأن ما استلمناهُ من لقاحٍ،
ليسَ مجانياً وإنما قرضاً سندفعهُ نحنُ كلبنانيين من جيوبنا..
تناتشوا اللقاحاتِ سياسيينَ وموظفينَ واداريينَ، وتركوا الناسَ المساكينَ والعجزةَ وكثراً من القطاعِ الطبيِّ والصحيِّ ينتظرونَ القدرَ المحتومَ في مواجهةِ كورونا...
هذه فضيحةٌ.. فضيحةٌ لأنها تؤشرُ الى حجمِ الاستمرارِ رغمَ كلِّ شيءٍ، رغمَ الثوراتِ والاعلامِ، في نهشِ ما تبقى من حقوقِ الناسِ..
اما المستغربُ فهو كيفَ عمدَ بعضُ المحظيينَ من رؤساءٍ وغيرهم، الى استجلابِ لقاحاتٍ من خارجِ لبنانَ وعمدوا الى توزيعها على المحاسيبِ فيما الدولةُ، لغايةِ اليومَ، لم تسمح للقطاعِ الخاصِ باستيرادِ اللقاحاتِ ليكون بمقدورِ المواطنِ العاديِّ وحتى من مالهِ الخاصِ ان يحصلَ على اللقاحِ بكرامةٍ... نعم بكرامةٍ..
وعلى صعيد آخر صرح البروفسور جاك مخباط:إذا استمررنا على هذا النمط من التلقيح لن نصل الى مناعة القطيع قبل 2027.
***
لأن كلَّ ما يجري هو ضدُ كرامةِ الانسانِ في لبنان...
أليسَ "شحادة" الدخولُ الى المستشفى في لبنانَ تَحُطُ من كرامة الانسان؟
أليست "الهرولةُ" من صيدليةٍ الى اخرى ومن منطقةٍ الى اخرى للحصول على حبة دواءٍ تَحُطُ من كرامةِ الانسانِ في لبنان ؟
أليست "البهدلةُ" على ابوابِ المصارفِ للحصول على مليونِ ليرةٍ حتى لا نتكلمَ بمئةِ دولارٍ، تَحُطُّ من كرامةِ الانسانِ في لبنان؟
أليسَ الابتزازُ الذي يتعرضُ له اللبنانيونَ في تسعيرِ الموادِ الغذائيةِ وحليبِ الاطفالِ وصولا الى قارورةِ الغازِ وتنكةِ البنزين، يَحُطُّ من كرامةِ الانسانِ؟
هذهِ عيِّناتٌ قليلةٌ وصغيرةٌ من بديهياتِ الامورِ في البلدانِ المحترمةِ، تُصبحُ "منّةً" وشحادة في لبنان..
هل هذا ما يستحقهُ شعبُ لبنانَ العظيمُ بعدما عاناه في سنواتِ الحربِ، وهل هذا ما ينتظره في الــــ 2021 ،فيما دولُ العالمِ ورغمِ كلِّ الازماتِ الاقتصادية والماليةِ والصحيةِ تستمرُ بالمحافظة على حقوقِ كلِّ انسانٍ .
أينَ نحنُ من كلِّ هذا...
كلُّ ما نعيشهُ فضيحةٌ.. فهل يَصحُ ان نسألَ:
كيفَ نعيشُ بوطنٍ مسيَّجٍ بالفضائحِ؟؟