تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
إلى المثقلين بأعباء الحياة !
إلى الأغنياء المتخفّين خلف أصابع أموالهم.
بقلم المستشار الأعلامي
صموئيل أديب
*****×*****×
منذُ كُنتُ صغيراً وأُمي تجعلُني أساعدها في أعمال المنزل . فمنذ كان عمري ستَّ سنوات وأنا أساعدها بأعمال بسيطة، في الطبخ والكنس والمسح وغير ذلك.
ماتت جدتي في عمر مبكر، تاركةً عائلة من أربع فتيات، وتحملت أمي المسؤولية عن أخواتها.. . وكانت تخشى دائماً أن تموت ونحن أطفال .. و بما أننا (ولدان أنا وأخي ) .. فقد قررت أن تُعلّمنا (شغل البيت) منذ طفولتنا .
أذكر يوماً، وكان عمري ثمان سنوات، أنها أعطتني (البطاطس) و قالت : " قشّرها وقطّعها" .. ولكن البطاطس تحولّت في يدي إلى أشكال عجيبه .. أصابع ثخينة ورفيعة، ومكعبات ومربعات، وأشكال كأنّها رسومات، تصلح أن توضع في متحف الفن السريالي ..
قالت لي أمي : إضغط على يدِكَ وقطّع أصابع البطاطس في حجم واحد..
و أنا بكل ذكاء الأطفال الخارق قلت : لا فرق.. فكلها ستدخل إلى (الطاسة) !!!
أجابت أمي بعد لحظة صمت : تعال يا نيوتن زمانك !!!
و بمنتهى الهدوء أخذت مني البطاطس ووضعتها في صينية القلي..
و أحضرت لي كرسياً، وضعته على مسافة قريبة بجوار البوتاجاز ، حيث يُمكنني أن أرى منه صينية القلي.. وقالت لي: "أنظر إلى البطاطس.. البطاطس صغيرة الحجم احترقت سريعاً والكبيرة الحجم ما تزال صامدة تحتاج إلى وقت.."
كان ذاك درساً لم أفهمه كثيراً يومها،
وعندما كبرت، عرفت أننا في الحياة نُشبه أصابع البطاطس تلك التي خرجت من تحت يدي .
كلنا في هذه الحياة لا نشبه بعضنا .. فهناك الغني و هناك الفقير..
منّا ذو الصحة الجيدة ومنّا المريض من يوم ميلاده .. بيننا الذكي وآخر ربنا سترها عليه من أجل دعاء أمه..
و كلنا موجودون في طاسة الدنيا نتقلّب على نارها…
و أنت بطل لأنك لم تحترق حتى الآن …
أنت بطل لأنك موجود و تكافح ولم تستسلم حتى الآن.
لكن أرجوك كُن حنوناً على الأشخاص الذين معك في الدنيا..
زيت القلي ناره عالية، والكل مُتعب وحزين .. والحياه صعبة.. وإذا كان نصيبك أنك أقوى وأكبر ، واستطعت أن تحتمل دون أن تحترق إلى الآن، فهذا من نعمة الله عليك..
ولكن اتعب و ساعد إخوتك.. و لا تترك الآخرين يحترقون ...
ساعد الكل واخدم الكل.. وواسي الكل في مرضهم وألمهم وتعبهم..
الكلمة الحلوة ترياقٌ وقت الضيق، والمحبة هي الحضن الدافئ الذي يحتاجه أخوك …
تليفون منك تسأل فيه على أقربائك وأهلك.. هدية بسيطة منك لبواب العمارة المتضرر حالياً أكثر منك بكل تأكيد..
.. هدية لعامل النظافة، الذي أحنى ظهره لأجلك .. ..
كلمة شكر منك ستُحدث فرقاً كبيراً مع الكثيرين..
تذكّر أننا كلنا صنعة خالق واحد..
و كلنا في نفس زيت الطاسة..
و أن المثل الصعيدي يقول
( الهم وأنت وسط ولاد العم... فرحة)
و أنت… بطل لأنك موجود….
شُدَّ حَيْلَكَ.. لأن هناك كثيرين يعتمدون عليك
و انا أولهم 🌹🌹🌹🌹