تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
عموماً معظمُ جرائمِ الاغتيالاتِ تكونُ سياسيةً، جسديةً، واستطراداً يُسمى ضحاياها الشهداء.
اما نحنُ في لبنانَ غير شكل، الجرائمُ والاغتيالاتُ هي معيشيةٌ بحتةٌ، للقضاءِ على كلِّ مكوِّناتِ الدولةِ وتفكيكها بعد سرقتها والأهمُ جَلْدُ كلِّ المواطنين لنصبحَ "كلنا يعني كلنا" شهداءَ لبنان.
وكلُ النقاطِ التي سنسردها تُجسِّدُ واقعَنا المريرَ.
***
أيها المواطنون ، هل سمعتمْ بالأرقامِ الموجِعَةِ ؟
إليكم عيِّنةً منها :
ارتفعتِ الأسعارُ بما يفوقُ الـــ 400 بالمئة بين العامين 2019 و2020.وفي هذهِ السنة التي مازالت في بدايتها، الحبلُ على الجرار .
ارتفعتِ أسعارُ الموادِ الغذائيةِ والمشروباتِ غيرِ الكحوليةِ بنسبة 402.3 بالمئة،
ارتفعتِ أسعارُ التبغِ بنسبةِ 392.5 بالمئة.
أما الملابسُ والأحذيةُ فبلغت نسبةُ ارتفاعها 559.8 بالمئة. ارتفعتْ ألاسعارُ في المطاعمِ والفنادقِ بنسبةِ 609 بالمئة، فيما أسعارُ الأثاثِ والمعداتِ المنزليةِ والصيانةِ الروتينيةِ ارتفعت بنسبةِ 655.1 بالمئة .
أما الأجورُ فبقيت على حالها أو حتى انخفضت .
ووفقاً لِما تقدَّمَ فإن نسبةِ التضخّم قفزت من 2.90 بالمئة في العام 2019 إلى 84.9 بالمئة.
هل من حاجةٍ إلى القراءةِ في هذهِ الأرقامِ ؟
ربما الحاجةُ إلى ان تقرأها الطبقةُ السياسيةُ الغائبةُ كلياً ، أو الاصحُّ انها في غيبوبةٍ .
***
"إغتيالُ الوطنِ"
نحنُ في اسوأِ وضعٍ ، في اسوأِ مرحلةٍ ، في اسوأِ سلطةٍ حوَّلتَ البلدَ من نعيمٍ إلى حجيمٍ .
والأرقامُ الآنفةُ الذِكرِ هي لا شيءَ يومَ يُرفَعُ الدعمُ :
صفيحةُ البنزين ستُحلِّق
ربطةُ الخبزِ ستُحلِّق
التجارُ ووكلاءُ الأدويةِ من أين سيأتون بالدولاراتِ لفتحِ اعتماداتٍ في الخارجِ لاستيرادِ البضائعِ والأدويةِ ؟
سيشترونَ الدولارَ من السوقِ السوداءِ . فكم سيُصبحُ سعرُ الدولارِ في هذه الحالِ ؟
وإلى متى ستبقى هناكَ دولاراتٌ في السوقِ السوداءِ ؟
وفي حالِ نضبتْ أو لم تعد كافيةً ، كيفَ سيتمُ الإستيرادُ؟
***
دعوكم من الموادِ الغذائيةِ ، بالإمكانِ التخلي عن معظمِ الأصنافِ لصالحِ الصناعاتِ الوطنيةِ ، لا بأسَ ، ولكن ماذا عن الأدويةِ والمستلزماتِ الطبيةِ والمحروقاتِ والإنترنت ، هذه موادُ وسلعٌ وخدماتٌ ليسَ لها بديلٌ في لبنان ، فكيف نستوردها ؟
ففي الآتي من الأيامِ وربما الاسابيعِ وربما الشهورِ ،
سنصلُ إلى هذا الوضعِ ، فماذا ينفعُ عندها أن " يتمترسَ " كلُ مرجعٍ وراءَ طائفتهِ أو مذهبهِ أو عشيرتهِ أو تيارهِ او حزبهِ ؟
الجوابُ بسيطٌ ولا يحتاجُ إلى انتظارٍ :
سقطتْ كلُ المرجعياتِ والقياداتِ والزعاماتِ .
والمسألةُ مسألةُ وقتٍ حتى موعدِ " الإغتيالِ الكبيرِ " للوطنِ، وعندها نُصبح "كلنا يعني كلنا" شهداءَ الوطنِ .
فعلى ماذا " تتخانقون " و"تتعاندون"؟ على اشلاءِ الوطنِ ؟
على سلطةٍ لن تجدَ شعباً لتحكمَهُ؟